مصر على كل الجبهات!
ليس جديدًا ولا مستغربًا أن تحارب مصر على كافة الجبهات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية بكل طاقتها وقوتها من أجل التخفيف عن الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة رغم التعنت الصهيوني والتجاهل الدولي الذي يقف عاجزًا أمام أخطر كارثة إنسانية سجلتها بالصوت والصورة كاميرات صحف وفضائيات العالم التي شهدت على الفجور «الإسرائيلي».
فلأول مرة تصدر منظمات حقوق الإنسان أصواتًا مبحوحة لا يكاد يسمعها أحد، وديموقراطية شكلية تتشدق بها حكومات الغرب فقط ليخدعوا بها شعوبهم وهم مجرد عرائس تحركها الصهيونية العالمية.
دور مصر في دعم القضية الفلسطينية يشهد عليه الواقع ويسجله التاريخ ودماء الشهداء، وليس جديدًا على مصر أن تضمد جراح المصابين الفلسطينين في مستشفياتها المجهزة على أعلى مستوى طبي وتوفر لهم كل سبل الشفاء.
المؤكد أن الدولة المصرية تدرك جيدًا حجمها ومكانتها اللذين فرضا عليها دورها الممتد عبر التاريخ، فمصر تلعب الدور المحوري والرئيسي في كل قضايا الأمة والمنطقة، وفى صدارتها القضية الفلسطينية التي تعتبرها مصر وشعبها قضيتها المحورية وهي بالفعل في عقل وقلب كل مصري.
الدور المصري لم يقتصر على النجاح في إدخال المساعدات ولا في استقبال المصابين، ولكن دورها بدأ مع اللحظة الأولي للأزمة فلم تدخر مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي جهدًا من أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وحمايته.
موقف مصر الثابت الداعي لحل شامل وسلام عادل يضمن سلامة الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو الموقف المعلن والثابت للدولة المصرية.
لكن المستغرب ويدعو للأسى أن يُنكِر على مصر دورها من أشقاء، وأن تتفرغ بعض وسائل الإعلام للنيل من الدور المصري والتقليل منه.
هناك عند معبر رفح تقف مئات الشاحنات المحملة بكل أنواع المساعدات الطبية والغذائية هي نتاج قليل من مساهمة الشعب المصري في دعم أشقائه في قطاع غزة، وبجوار تلك الشاحنات هناك مئات الشباب يباتون في مخيمات طوعًا من أجل أشقائهم وعندهم الاستعداد أن يبيتوا شهورًا من أجل القيام بواجبهم. فالقلق والحزن والغضب من سقوط الأبرياء حالة يعيشها كل بيت مصري.
هذه هى مصر حكومة ومؤسسات وشعب، وليست مِنة مِنّا على فلسطين الحبيبة وشعبها البطل، بل هو واجب وفرض، النصر والعزة لفلسطين وشعبها.