كيف أثرت الحرب في غزة على السياحة في سيناء؟
كشف خبراء السياحة أن الحرب على غزة ستكون لها تأثيرات ضخمة على القطاع السياحي، ولا يمكن تجاوز تلك التأثيرات في وقت قصير، بل تحتاج إلى جهود وتحديات كبيرة من الدول لاستعادة الثقة في فكرة السفر ومن ثم استعادة الحركة السياحية في المطارات والمنتجعات السياحية.
السياحة هي القطاع الوحيد الذي يتأثر بشكل مباشر
أكد الخبير السياحي الهامي الزيات أن الحرب على غزة لن تؤثر في الوقت الحالي على القطاع السياحي، خاصة أن الحجوزات الحالية تم تنفيذ نسبة كبيرة منها خلال الموسم الجاري، وسيتم تنفيذ باقي الحجوزات خلال الموسم الشتوي الحالي. وأضاف سنشعر ببدء التأثير السلبي على معدلات الإشغال في الفنادق وكذلك حركة السفر مع استمرار حالة الحرب على غزة، دون شك خلال الأيام المقبلة ومع انتهاء الموسم الشتوي.
وأضاف الزيات في تصريحات خاصة أن السياحة غالبًا هي القطاع الوحيد الذي يتأثر بشكل مباشر بالحروب على مستوى العالم.
وأشار الزيات إلى أن المدن التي ستؤثر فيها الحرب على حركة السياحة هي مدن سيناء، للأسف لقربها الجغرافي من فلسطين، وهذا سيجعل منظمي الرحلات في حالة تخوف من السفر إذا استمرت الحرب على غزة، موضحا أن الحرب لن تؤثر فقط على السياحة، ولكن ستؤثر أيضًا على العديد من القطاعات، أهمها القطاع الاقتصادي.
وأكد عاطف عبد اللطيف، عضو غرفة الفنادق، أن التأثير السلبي على السياحة بصفة عامة يأتي نتيجة عدم الشعور بالأمان، وتتأثر به جميع البلدان، ومصر بشكل أكبر خاصة في مدن جنوب سيناء مثل مدن شرم الشيخ، دهب، طابا، ونويبع، حيث يعتبرون أكثر المدن التي تتأثر بشكل مباشر بسبب الحرب على غزة.
بينما مدن البحر الأحمر تواجه تأثيرًا أقل، خاصة مدينة الغردقة، مرسى علم، الأقصر، وأسوان، وهناك نسب حجوزات. والحقيقة بعد أن تم الاتصال بمنظمي الرحلات، تأكدنا أن التخوفات من تصاعد الأوضاع وعدم وجود أمان إنساني لدى السياح في فكرة السفر نفسها.
وأضاف "عبد اللطيف" أن الأمل في عودة السياحة سيكون من خلال مشاركة القطاع السياحي في معرض لندن الدولي للسياحة، خاصةً وأن المشاركة هذا العام مع وجود جولات للمؤثرين ومنظمي الرحلات ستكون لها مردود سياحي قوي لتجنب الآثار الناتجة عن تخوف السياح من الأحداث الجارية، خاصةً أن الجميع لديه تخوفات من اندلاع حرب بين الدول بسبب ما تقوم به إسرائيل.
بالأرقام تأثير الحرب على قطاع السياحة
على الجانب الآخر، أكد الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، أن الحرب على غزة لها تأثيرها السلبي المباشر على القطاع السياحي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة المدن السياحية المصرية، وتحديدًا مدن سيناء بسبب قربها من الحدود الفلسطينية.
وقال البطوطي إن القطاع السياحي تأثر بشكل مباشر وشهد انحسارًا في معدل الحجوزات الجديدة للمنطقة أو توقفها. بلغت نسبة الإلغاءات 100% في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا، وفي الأردن تجاوزت نسبة الإلغاءات 90%، وفي العراق 85%، وفي الإمارات العربية المتحدة 45%، وفي المملكة العربية السعودية 35%، وفي مصر 26%، وفي قبرص 25% - وحتى دول المغرب العربي مثل تونس والمغرب وتركيا لم تسلم من التأثير السلبي والإلغاءات، ولكن بنسب أقل. وذلك وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية.
وأثرت حالة الحرب بشكل مباشر على عمليات إلغاء الرحلات. فمنظمو الرحلات مضطرون لعرض إمكانية إلغاء الحجز بدون رسوم، حيث أن المنطقة بها نزاع مسلح أو في حالة حرب.
وأضاف البطوطي أن منظمي الرحلات لا يزالون يعرضون رحلاتهم بشكل طبيعي إلى بعض الوجهات مثل مصر وتونس والمغرب ودول الخليج دون قيود، ومع ذلك، يراقبون التطورات عن كثب وحذر.
وعلى الرغم من أن معظم الدول العربية لا تزال تعتبر وجهات سفر آمنة، إلا أن الحرب تؤثر حاليا بالفعل على الطلب، وهناك تردد في الحجوزات المسبقة لعام 2024 للوجهات في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
والحقيقة أن شركات الملاحة البحرية التي تشغل سفن سياحية في المنطقة قد ألغت رحلاتها أو غيرتها بسبب الحرب.
في منطقة البحر الأحمر، ألغت شركة MSC Cruises كل رحلاتها التي كانت مقررة في موسم شتاء 2023-2024 في البحر الأحمر باستخدام سفنها Orchestra وSinfonia.
ونفس الشيء بخصوص السفن السياحية التابعة لشركة Aida Cruises والتي عدلت مساراتها خلال موسم الشتاء القادم 2023-2024 وأزالت الموانئ البحرية في المنطقة من برامجها.