في ذكراها.. ما قصة حرب الأفيون التي أعلنتها بريطانيا على الصين؟
خاضت الصين حربين شرستين ضد بريطانيا، بدايتها كانت منازعات حول زراعة "الأفيون"، في منتصف القرن التاسع عشر، فما حكاية هذه الحرب التي أعلنتها بريطانيا على الصين في الفترة (1839-1842)، ولماذا أطلق عليها هذا الاسم؟
حرب الأفيون الأولى
يشير المؤرخون إلى أن حرب الأفيون اندلعت إثر محاولات صينية لمنع تلك التجارة التي كان يمارسها تجار غربيون (بريطانيون الأصل) بشكل غير مشروع بين الهند والصين، وذلك منذ القرن الثامن عشر والتي نمت بشكل كبير منذ عام 1820.
فانتشر الإدمان بشكل واسع النطاق في الصين، مما أدي إلى اضطراب اجتماعي واقتصادي في البلاد، مما لجأت الحكومة الصينية عام 1839، إلى مصادرة وتدمرت أكثر من 1400 طن من الأفيون تم تخزينها في كانتون "جواجنتشو" من قبل التجار البريطانيين.
وتطوررت المناوشات بين الصين وبريطانيا، في يوليو من نفس العام، بعد واقعة قتل قرويًا صينيًا، من قبل بعض البحارة البريطانيين، ورفضت الحكومة البريطانية محاكمة رعاياها تحت النظام القانوني الصيني، كما رفضت تسليم المتهمين إلى المحاكم الصينية، مما اشتعلت الأزمة.
وتصاعدت حدة الأحداث في وقت لاحق من العام، عندما دمرت السفن الحربية البريطانية حصارًا صينيًا لمصب نهر اللؤلؤ (Zhu Jiang) في هونج كونج، وبعدها أمرت الحكومة البريطانية في أوائل عام 1840 إرسال قوة استكشافية إلى الصين، والتي وصلت إلى هونج كونج في يونيو.
ووصل الأسطول البريطاني عبر مصب إلى نهر اللؤلؤ ثم إلى كانتون، وبعد شهور من المفاوضات، هاجم الأسطول بشراسة واحتل المدينة في مايو عام 1841، كما استطاعت الحملات البريطانية حينها صد من الهجمات المضادة الذي شنتها القوات الصينية في عام 1842، ولم تتوقف الحرب عند هذا الحد، بل استولا البريطانيون على نانكينج لاحقًا.
وبدأ الطرفان في مفاوضات السلام، حيث تم توقيع معاهدة نانكينج في 29 أغسطس، وبموجب أحكامها، كان على الصين أن تدفع لبريطانيا تعويضًا كبيرًا، وأن تتنازل عن جزيرة هونج كونج للبريطانيين، ولكن ظلت هذه الجزيرة تحت السيادة البريطانية إلى أن تم تسليمها إلى الصين في عام 1997.
كما تم توقيع معاهدة تكميلية بريطانية في 8 أكتوبر عام 1843 والتي أعطت مواطنيها خارج الحدود الإقليمية، الحق في المحاكمة أمام المحاكم البريطانية.
حرب الأفيون الثانية
في منتصف القرن التاسع عشر(1850-1864)، سعت بريطانيا إلى الحصول على المزيد من الامتيازات التجارية في الصين فبدأت في تجديد الأعمال العدائية، لتمديد حقوقهم التجارية في الصين
وفي عام 1856، صعد بعض المسؤولين الصينيين على متن السفينة المسجلة في بريطانيا Arrow أثناء رسوها في ميناء كانتون، واعتقلوا العديد من أفراد الطاقم الصينيين الذين تم إطلاق سراحهم لاحقًا، ثم في ديسمبر، أحرق الصينيون في كانتون المصانع الأجنبية المستودعات التجارية هناك، وتصاعدت وتيرة الأعمال العدائية.
ومن جانبها قررت فرنسا الانضمام إلى الحملة العسكرية البريطانية، بسبب إدعاءهم بقتل فرنسي داخل الصين في أوائل عام 1856
وبدأ الحلفاء العمليات العسكرية في أواخر عام 1857، وسرعات ما استولوا على كانتون، وعزلوا حاكم المدينة وعينوا مسؤولًا خاضع لسيادتهم، ثم في مايو أيار عام 1858، وصلت القوات المتحالفة في السفن الحربية البريطانية إلى تيانجين، وأجبرت الصينيين على الدخول في مفاوضات.
وما جاء في معاهدات "تيانجين"، عام 1858، الإقامة في بكين للمبعوثين الأجانب، وفتح العديد من الموانئ الجديدة للتجارة والإقامة، وحق السفر، وفي مفاوضات أخرى في شنجهاي في وقت لاحق من العام، تم تقنين استيراد الأفيون، والسماح بسفر الأجانب إلى داخل الصين.