عودة للعمل والدراسة.. كيف منحت "العفو الرئاسي" فرصة جديدة للمفرج عنهم؟
شهدت الانطلاقة الجديدة للجنة العفو الرئاسي بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة تفعيلها مرة أخرى في إبريل عام 2022 خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، توسيع عمل اللجنة لتشهد كذلك العمل على إعادة دمج وتأهيل المفرج عنهم في المجتمع مرة أخرى، وذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسي.
إعادة وتأهيل المفرج عنهم
وتوسعت اللجنة في عملها لتضم مرحلة جديدة للمفرج عنهم، من خلال العمل على إعادتهم لوظائفهم، أو إيجاد فرص عمل جديدة، أو إعادة الطلبة منهم إلى دراستهم مرة أخرى، وذلك لضمان استمرار دور المفرج عنهم بإيجابية داخل المجتمع.
وساهمت تلك الخطوة في تحقيق عدة أهداف للدولة، من خلال الاستفادة من طاقاتهم وتوجيهها في الطريق الصحيح، سواء بالمساعدة في عودة البعض إلى أعمالهم، أو توفير فرص عمل، حتى لا يتركوا فريسة لظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.
وقال أعضاء لجنة العفو الرئاسي، إن دمج وتاهيل المفرج عنهم من خلال اللجنة أمر له بعد إنساني للغاية فلا يقتصر دور اللجنة فقط على خروج الحاصلين على عفو رئاسي إنما يمتد للوقوف على تحدياتهم الحياتية، والاجتماعية، كما إنه امتد إلى الدمج السياسي للمفرج عنهم، وتحفيز من يريد أن يشارك في العمل العام والسياسي، وأن المجال يكون مفتوح وتحفيزهم على المشاركة في الفاعليات العامة وجزء منهم شارك بالفعل في جلسات الحوار الوطني.
توجيهات الرئيس السيسي
وأوضح أعضاء اللجنة، أن فكرة دمج المفرج جاءت بناءعلى توجيهات من الرئيس السيسي، حيث إنه قرر مع إنشاء لجنة العفو الرئاسى ألا يقتصر عملها على ترشيح من تنطبق عليهم المعايير فى الحصول على العفو، وإنما يجب أن يمتد للرعاية اللاحقة للحاصلين على العفو الرئاسى بمتابعة حالتهم وإزالة آثار الفترة التى تعرضوا فيها للحبس بالدمج فى المجتمع بشكل طبيعى.
فرصة جديدة للمفرج عنهم
وأشار أعضاء اللجنة، إلى أنهم سعوا إلى توفير العديد من فرص العمل وعودة بعض المفرج عنهم بالعفو الرئاسى إلى أعمالهم، وتم بالفعل عودة العديد من المفرج عنهم إلى أعمالهم فى بعض المؤسسات، بالإضافة إلى قيام البعض بتوفير فرص العمل للحاصلين على العفو الرئاسى، مؤكدين أن هناك خطوات تم إتخاذها بالفعل لعودة الطلاب المفرج عنهم إلى جامعاتهم مرة أخرى لاستكمال الدراسة فيها، بالاضافة إلى وجود مبادرة من رؤساء بعض الجامعات الخاصة بتوفير منح دراسية للعديد من الطلبة من المفرج عنهم بالعفو.
لجنة دمج وتأهيل المفرج عنهم في تنسيقية شباب الأحزاب
وعملت تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين على تدشين لجنة دمج وتأهيل المُفرج عنهم، وذلك في يوليو 2023، حيث أعلنت التدشين الرسمي لتلك اللجنة لتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة، وتذليل العقبات التي تحول دون العودة لممارسة حياتهم الطبيعية.
وأكدت التنسيقية في بيانها حينها، أنها بدأت جهودًا غير مُعلنة لإعادة دمج وتأهيل المُفرج عنهم سواء بقرار من النيابة العامة أو بقرارات العفو من رئيس الجمهورية، إيمانًا منها بأن عملية اندماج المُفرج عنهم جزء لا يتجزأ من مسار البناء السياسي في مصر.
محاور عمل لجنة الدمج بتنسيقية الأحزاب
وباشرت لجنة الدمج والتأهيل داخل التنسيقية عملها بالتركيز على عدة محاور أبرزها، تنفيذ عدد من الإجراءات بعودة البعض لأعمالهم أو توفير فرص عمل جديدة، إضافة إلى تقديم الدعم والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لهم ولأسرهم، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لحل بعض الأمور الإجرائية المتعلقة بمنع السفر أو التحفظ على الأموال أو استئناف المسار التعليمي.
كما حرصت التنسيقية على تقديم كافة سبل الدعم للاندماج في العمل العام وإعادة التمكين السياسي، وذلك من خلال دعوة العديد من المُفرج عنهم، لحضور ورش عمل وصالونات حوارية وفاعليات سياسية، إلى جانب المشاركة في جلسات الحوار الوطني.
لقاءات مع المفرج عنهم
كما التقى أعضاء لجنة الدمج والتأهيل بالتنسيقية، عشرات المُفرج عنهم في عدة محافظات بالجمهورية، لا سيما من غير النشطاء السياسيين والمشاهير، واستمعوا إلى شكواهم دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية أو الفكرية، لتقديم كافة أوجه الدعم في إطار من السرية للحفاظ على الخصوصية، كميثاق أخلاقي مُلزم وحاكم لقواعد العمل داخل اللجنة.
وثمنت التنسيقية الجهود الحثيثة لمؤسسات الدولة والجهات الفاعلة ولجنة العفو الرئاسي في هذا الإطار، وأكدت إنها تتطلع إلى بذل مزيد من الجهود لتوسيع نطاق تقديم خدمات الدمج والتأهيل، لتشمل عدد أكبر من المُفرج عنهم.
وأتاحت رابط إلكتروني لتسجيل الشكاوى لدراستها، وبحث إمكانية تنفيذها كليًا أو جزئيًا، بهدف تذليل الصعوبات والعقبات بالشكل اللائق والمناسب لفتح صفحة جديدة.