أخطاء الأهلى تحتاج طبيبًا نفسيًا!
لا بد أن نعترف بأن الأهلي "فيه حاجة غلط".. ولا بد أن نعترف أن الأهلي لديه أخطاء بالجملة "فنية وإدارية"، أدت إلى خروج الفريق من بطولتين إفريقيتين في أقل من شهر ونصف الشهر..
أرفض أن أعلق أخطاء الأهلي على شماعة الحظ والتحكيم..
بالنتائج والأرقام، فشل الفريق في تحقيق الفوز في آخر خمس مباريات إفريقية، في أقل من 45 يومًا.
خسر أمام اتحاد العاصمة الجزائري بهدف في السوبر الإفريقي يوم 15 سبتمبر، وهو فريق في المركز العاشر بالدوري الجزائري..
وفشل الأهلي في تحقيق أي فوز بدوري السوبر الإفريقي، بعدما تعادل مع سيمبا التنزاني ذهابًا وعودة، ثم خسر من صن داونز في جنوب إفريقيا، وتعادل معه في القاهرة.. ودخل مرمى الفريق خمسة أهداف..
إذًا الأهلي فيه حاجة غلط، ولا بد من علاجها من أجل مصلحة الكرة المصرية والمنتخبات الوطنية خاصة قبل أسبوعين من أولى مباريات مصر أمام جيبوتي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم..
المؤسف أن خبراء الكرة الكبار والمحللين في الفضائيات ووسائل الإعلام يبحثون للأهلي عن مبررات للفشل وتعليق أخطائه على شماعة الحظ والتحكيم.
ولا نستطيع أن نحمل مسئولية خروج الأهلي أمام صن داونز إلى لاعبي الفريق علي معلول الذي أهدر ضربة الجزاء والمهاجم موديست الذي انتهت صلاحيته الكروية منذ عامين ولا يصلح للعب في فرق الدرجة الثالثة بالدوري المصري، ولا بد من محاسبة كل من وافق وشارك في التعاقد معه.
وأرفض أن يتم تحميل المسئولية للجهاز الفني أو مدير الكرة فقط، ولكن الجميع يتحمل المسئولية التضامنية بداية من كولر واللاعبين ومجلس الإدارة وحتى لجنة الكرة والتخطيط، جميعهم يتحملون مسئولية تراجع نتائج النادي الأهلي وخروجه من بطولتين كبيرتين في فترة وجيزة.
ويتحمل كولر المسئولية الأكبر في تراجع النتائج خاصة بعد ما فشل في تحقيق أي فوز خلال آخر خمس مباريات إفريقية، خسر منها ثلاث مباريات وخرج من بطولتين وهي ظاهرة لم تحدث للأهلي منذ سنوات طويلة..
كولر يتحمل المسئولية الأكبر لأنه دخل في خلافات شخصية مع بعض اللاعبين منذ بداية هذا الموسم في مقدمتهم أحمد عبدالقادر وإمام عاشور ومحمود كهرباء، ومن قبلهم محمد شريف الذي هرب للاحتراف بالسعودية، ما أدى إلى خسارة الفريق قوته الضاربة، بدليل أن كولر لم يشرك الثلاثي كهرباء وإمام وعبدالقادر في مباراة الذهاب في جنوب إفريقيا..
كولر يتحمل أخطاء كبيرة في تشكيل الفريق وتغييراته وعدم إجادته قراءة المباريات الكبيرة، وإصراره على مشاركة موديست في أغلب المباريات رغم سوء مستواه، والدفع ببعض اللاعبين في التشكيل الأساسي رغم عدم اكتمال فورمتهم وغيابهم لفترة طويلة عن التشكيل، مما يسبب إحباطًا لبعض اللاعبين الأساسيين الذين يضعهم على دكة البدلاء..
ويتحمل لاعبو الأهلي مسئولية كبيرة في تذبذب نتائج الفريق بسبب الثقة الزائدة التي تصل إلى حد التعالي لدى بعض اللاعبين في مقدمتهم محمد الشناوي ومحمد عبدالمنعم، ما تسبب في أخطاء أدت إلى اهتزاز شباك الفريق بخمسة أهداف إفريقية خلال شهر ونصف الشهر..
وافتقد لاعبو الأهلي الروح القتالية التي امتازوا بها علي مر الأجيال "روح الفانلة الحمراء" التي ضاعت من أغلب اللاعبين بطريقة ملفته للأنظار..
وحقق هذا الجيل من اللاعبين رقمًا سلبيًا كبيرًا بعد أن فشلوا في تحقيق الفوز على فريق فريق صن داونز خلال آخر سبع مواجهات بين الفريقين، ويبدو أنهم أصيبوا "بعقدة صن داونز"، خاصة بعد الخسارة مرتين من هذا الفريق بالخمسة، ما جعل لاعبي الأهلي ينزلون أي مباراة أمام صن داونز وهم مهزوزون مهزمومون، ويراودهم شبح الهزيمة بالخمسة.. رغم أن الأهلي زعيم القارة وصاحب أكبر عدد من البطولات..
ومن المفترض أن كولر ومدير الكرة خالد بيبو كانا يقومان بدور التأهيل النفسي للاعبين وإعطائهم الخبرات للتغلب على "عقدة صن داونز"، ولكن يبدو أن كولر وبيبو لا يجيدان التعامل النفسي مع اللاعبين..
ولا بد أن تسعى إدارة النادي الأهلي لتوفير طبيب تأهيل نفسي للاعبين مثلما يحدث في أكبر الفرق العالمية، ويقوم الطبيب النفسي بمعالجة أزمة عقدة صن داونز وأزمة الثقة الزائدة لدى بعض اللاعبين..
ويتحمل مجلس إدارة النادي الأهلي جزءًا كبيرًا من تراجع نتائج الفريق خاصة أن المجلس ولجنة الكرة والتخطيط تضم كوكبة من خبراء الكرة والنجوم الكبار، ورغم ذلك يقلصون دورهم ويعطون كولر صلاحيات أكثر من اللازم، والمفروض أن يكون لخبراء الأهلي الكبار دور في توجيه المدرب في التعامل مع اللاعبين واختيارات التشكيل وتأهيل النجوم نفسيًا لسرعة معالجة هذه الأخطاء حتى تعود النتائج إلى مسارها الطبيعي خاصة قبل مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية، وقبل مشاركة الفريق في دور المجموعات بدوري الأبطال الإفريقي..
لست مقتنعًا بمبرر مجلس الأهلي التي يعلنها بأنهم يرفعون شعار "الحساب مع المدرب نهاية الموسم"، خاصة أن كولر أهدر بطولتين في أقل من 45 يومًا.. ووضحت اختياراته الخاطئة للمهاجم موديست الذي كلف النادي أكثر من 70 مليون جنيه دون أي فائدة فنية..
الخطيب تدخل في تشكيل الفريق أمام صن داونز بالأمس، وطلب من كولر ضرورة مشاركة كهرباء وإمام عاشور من بداية المباراة وتم احتواء أزمة المدرب واللاعبين قبل المباراة..
بصراحة لا بد من تدخلات الإدارة دائمًا لحل مثل هذه المشاكل سريعًا حتى لا يتم تطفيش أفضل النجوم..
باختصار إن الاعتراف بأخطاء الأهلي ليس جريمة وليس إدانة لمجلس الإدارة وليس تقليلًا من المدرب واللاعبين، لكن تصحيح المسار يبدأ بالاعتراف بالأخطاء والعمل على سرعة علاجها، حتي يعود الفريق إلى مسيرة الانتصارات والبطولات..
وبعيدًا عن السلبيات والأخطاء في أداء الأهلي بالأمس، فإن المباراة شهدت إيجابيات عديدة في مقدمتها الحضور الجماهيري الكبير والظهور بشكل حضاري ومشرف للكرة المصرية، مما يعطي الفرصة للمسئولين للموافقة على عودة الجماهير بكامل العدد في المباريات القادمة..
وفي النهاية أتمني من الإعلام ومسئولي الأهلي عدم تعليق الأخطاء على شماعة الحظ والحكام، لأن الاهلي كبير وعريق، ومواجهة الأخطاء وسرعة علاجها بداية عودة الانتصارات والبطولات.