الكنيسة المارونية: المسيح أصر على أن تبعيته تتطلب حمل الصليب
تحتفل الكنيسة المارونية بحلول احتفالات الأسبوع السابع بعد عيد الصليب الكريم، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية.
و قالت الكنيسة خلالها ، "لقد أصرّ المسيح غالبًا وبشدّة قائلًا مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني"، وفي مكانٍ آخر: " إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلًا، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء... " ليُضيف بعدها: "وتَعالَ فاتبَعْني"
ملكوتِ السَّمَوات
وتابعت الكنيسة كمَثَلِ تاجِرٍ كانَ يطلُبُ اللُّؤلُؤَ الكريم، فَوجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينة، فمضى وباعَ جَميعَ ما يَملِك واشتَراها". إنّ اللؤلؤة الثمينة تشير هنا طبعًا إلى ملكوت السماوات، والربّ يُظهر لنا أنّه من المستحيل أن نناله، إلّا إذا تخلّينا عن كلّ ما نملك: الثروة والشُهرة والنُبل الموروث وكلّ ما يسعى إليه الآخرون بطمع.
وأضافت الكنيسة في العظة، "لقد أعلن الربّ أيضًا أنّه من المستحيل أن نهتمّ بطريقة مناسبة بما نفعله عندما تكون نفسنا منشغلة بأمور مختلفة، فقد قال: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن". لهذا السبب، "الكنز الّذي هو في السماوات" هو الوحيد الّذي يجب أن نختاره لنعلّق قلبنا فيه: إذ "حَيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ"... باختصار، علينا أن ننقل قلبنا إلى حياة السماء، لكي نستطيع أن نقول: " أَماَّ نَحنُ فمَوطِنُنا في السَّمَوات". علينا خاصّة البدء بأن نصبح مشابهين للرّب يسوع المسيح، "الّذي افتقر لأجلنا وهو الغنيّ"
يا ربّي يسوع، مَلِك البشر والأجيال، تقبّل ولاء العبادة والتسبيح الذي نرفعه إليك بتواضع، نحن إخوتك بالتبنيّ. أنت "خُبزُ اللهِ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماء وَيُعطي الحَياةَ العالَم"، في الوقت عينه أنت عظيم الكهنة والتّقدِمة. لقد بذلت نفسك على الصليب لفداء الجنس البشريّ، واليوم، بأيدي خدّامك، تقدّم نفسك كلّ يوم على المذابح من أجل أن تنشئ في كلّ قلب "مملكة حياة وقداسة، ونعمة وعدل، ومحبّة وسلام".