بي بي سي: فلسطينيون عن ليلة قطع الاتصالات "لم نتوقع أن نرى الصباح.. والقصف كان وحشيا"
قالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إن قطاع غزة عاش حالة من الخوف والرعب، إثر القصف الإسرائيلي المدمر وقطع الاتصالات التي بدأت يوم الجمعة الماضية مما عزل القطاع عن كوكب الأرض.
التصعيد في غزة
ورصدت بي بي سي، عددا من شهادات ورسائل صوتية من قبل صحفيين عبر تطبيق “واتساب” في مدينة دير البلح، حيث يمتلك الصحفيون الذين تحدثوا لبي بي سي، بطاقات SIM أجنبية يمكنها التقاط هوائيات إسرائيلية أو مصرية.
وقال أحد الصحفيين لـ بي بي سي: لقد انقطعت خطوط الاتصال بشكل شبه كامل، وفي منتصف الصوت، دوي انفجار قوي في الخلفية، ويقول: "الوضع خطير للغاية"، مضيفًا أن الكثير من الناس لا يعرفون ما حدث لأقاربهم بين عشية وضحاها.
وقالت بي بي سي: توفر الرسالة الصوتية المرسلة عبر تطبيق واتساب من مدينة دير البلح، واحدة من الأفكار القليلة المتاحة حول ما يحدث في غزة، وكيف يتعامل المدنيون مع الوضع منذ كثفت إسرائيل غاراتها الجوية ووسعت عملياتها البرية ليلة الجمعة.
وتقول مجموعة مراقبة الإنترنت NetBlocks إن هناك "انهيارًا في الاتصال" في القطاع، ويعني انقطاع التيار الكهربائي أن الناس لا يستطيعون الاتصال بأصدقائهم أو عائلاتهم – أو حتى سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
شهود لبي بي سي
وقالت بي بي سي: وفي آخر اتصال أجريناه مع أستاذ جامعي في غزة يوم الجمعة، أخبرنا أنه كان خائفًا جدًا من اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلية والتحرك جنوبًا، في حالة تعرض عائلته لهجوم أثناء الرحلة ومنذ ذلك الحين لم يكن من الممكن الوصول إليه، ولكن عددًا قليلًا من الناس في غزة لديهم بطاقات SIM أجنبية يمكنها التقاط هوائيات إسرائيلية أو مصرية، وقد تمكنت بي بي سي من إجراء اتصالات محدودة مع العديد منهم، ومنهم الصحافي في دير البلح الذي وصف الأجواء بالتوتر والارتباك.
وإلى الشمال، في مدينة غزة، تمكنت بي بي سي من التحدث إلى صحفي آخر في مكالمة هاتفية قصيرة.
ووصف الرجل، الذي طلب عدم ذكر اسمه، القصف الذي وقع أثناء الليل بأنه "وحشي"، وقال "لم نتوقع أن نرى الصباح"، مضيفا أن القصف العنيف ضرب "الشوارع والمباني الحكومية والحقول المفتوحة والشاطئ".
ولا يُعرف الحجم الدقيق للإصابات والوفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتظهر الصور ولقطات الفيديو الدمار الشامل ومحاولة السكان انتشال الناس من تحت الأنقاض.
وفي إحدى الصور التي يصعب إظهارها، يظهر رجل يحمل جثة طفل صغير، وفي مقطع فيديو منفصل تم نشره على إنستجرام، جرى نقل رجل مصاب بجروح خطيرة إلى خارج أحد المباني بينما كانت الحشود تصرخ بشدة من أجل سيارة إسعاف، وبدلًا من ذلك، وضعوا الرجل في الجزء الخلفي من الشاحنة.
إدانات لقطع الاتصالات
وفي رده على ما إذا كانت إسرائيل قد قطعت الاتصالات في غزة، قال مارك ريجيف، أحد كبار مستشاري الحكومة الإسرائيلية، لبي بي سي، إن تعطيل اتصالات عدوك هو "سلوك معتاد"، وشبه ذلك بما قال إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة فعلتاه في السابق، وقالت الأمم المتحدة، إن انقطاع التيار الكهربائي يعرض السكان المدنيين "لخطر جسيم".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن "سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني لم تعد قادرة على تحديد مكان الجرحى أو آلاف الأشخاص الذين يقدر أنهم ما زالوا تحت الأنقاض"، "لم يعد المدنيون قادرين على تلقي معلومات محدثة حول المكان الذي يمكنهم فيه الوصول إلى الإغاثة الإنسانية والأماكن التي قد يكونون فيها أقل عرضة للخطر، ولم يعد بإمكان العديد من الصحفيين الآن الإبلاغ عن الوضع".