بعد قطع الاتصالات والأنفاس.. كيف بزغ فجر الليلة الدامية في غزة؟
ليلة دامية عاشتها غزة وأهلها أمس بعد قطع الاحتلال الإسرائيلي جميع الاتصالات على القطاع وضربه برًا وبحرًا وجوًا فيما اعتبر أنه الاقتحام البري لها، وسط بكاء الملايين حول 2 مليون شخص يباد ولا يشعر به أحد، ووسط كلمات عاجزة لا تملك سوى الدعاء بالنصر.
ولكن بعد بزوغ فجر هذه الليلة التي بدأت في السادسة مساءًا هل حققت اسرائيل النصر على غزة وشعبها.. هل وصلت إلى هدفها المعلن؟
علق الخبير العسكري محمود زاهر في حديثه "للدستور" على ما حدث أمس بغزة موضحًا أن إسرائيل قد فشلت في تحقيق أهدافها إلى الآن وذلك على الرغم مما قامت به أمس الجمعة من قطع كامل للاتصالات عن أهالي غزة جميعًا مشيرًا إلى أن عناصر المقاومة لديها الكثير من الطرق للتغلب على هذا العائق، وبالتالي الاستمرار في التواصل فيما بينهم.
وأوضح زاهر، أن أهداف اسرائيل المُعلنة هي القضاء على حماس نهائيًا، وهو ما لم يتحقق ولو جزء بسيط منه إلى الآن على الرغم من إعلانها المشكوك في صدقه أنها قبضت على اثنين من عناصرها، متابعًا أنها لجأت إلى القصف بصورة عشوائية لكونها تفتقر إلى المعلومات عن أماكن تواجد عناصر حماس، وذلك يعد أحد أهم أسباب فشلها حتى الأن.
وتابع أن خطة العدو في العادة تتركز في تحديد الهدف وضربه حتى ولو عدة مرات إلى أن يتم القضاء عليه تمامًا، وهو مالم يحدث مع اسرائيل فهي تجهل أماكن تواجد العدو بدقة، وفي الوقت نفسه تلجأ لذلك إلى قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين موهمة العالم ونفسها أن ذلك يعد انتصارًا، وهو في واقع الأمر فشلًا ذريعًا.
صواريخ المقاومة وصلت أقصى شمال تل أبيب لأول مرة
يُذكر أنه وحسب ما أفادته قناة القاهرة الإخبارية، نقلا عن تقارير إعلامية إسرائيلية فإن صواريخ المقاومة الفلسطينية وصلت أقصى شمال تل أبيب للمرة الأولى من نوعها كرد فعل عن هجمات الاحتتلال الإسرائيلي أمس، كما أعلنت وسائل فلسطينية، أن المقاومة الفلسطينية تصدت للتوغل البري الإسرائيلي في بيت حانون وشرق البريج وجرى اشتباكات عنيفة على الأرض، وذلك بعد توغل دبابات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.
هُدنة إنسانية مصر ترحب بها
كما طلبت الحركة تهدئة لـ5 أيام، مقابل الإفراج عن أقل من 100 أسير لديها وفصائل أخرى بالإضافة إلى طلبها الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وهدنة طويلة الأمد، في المقابل قالت مصادر لقناة القاهرة الإخبارية أن الاحتلال الإسرائيلي، وافق على هدنة ليوم واحد بشرط وجود إشراف دولي، كما أن هناك مفاوضات بوساطة مصرية قطرية حول الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
ومن جهته أكد الخبير العسكري أنه ليس خيارًا صحيحًا أمام جميع الأطراف حاليًا سوى القبول بهدنة مشيرًا إلى أن مصر قد رحبت بالهدنة الإنسانية التي دعت إليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي وافق عليها الأعضاء بأغلبية ساحقة نظرًا لأهميتها لجميع الأطراف في هذا الوقت الحرج.
سيناريوهات الخوف والتمني
يُذكر أن الخوف من المشهد الأول بعد رجوع الاتصال كان هو الشعور المشترك لدى الملايين الذين يتابعون الوضع المأسوي في غزة، وذلك بعد قطع الاحتلال الإسرائيلي لكافة الاتصالات عن القطاع، وهو ما جعله وأهله معزولًا تمامًا عن العالم وسط ضربات جوية وبحرية وبرية من هذا الاحتلال الغاشم تبيد فيه ولا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا.
إذ انتشرت أمس على وسائل التواصل الاجتماعي عبارات تصف وحدة الشعور بالأشقاء الفلسطنيين، وهي ما رددها المتفاعلون على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إذ قال أحدهم "خايف ترجع الاتصالات ومنلاقيش حد يرد".. في دلالة على الخوف من اللحظات الأولى في توقع لحدوث كارثة لهذا الشعب الأعزل على يد الاحتلال المستوحش.
وفي تعليق أخر قالت إحدى المتابعات" لأول مرة في حياتي أخشى أن يأتي النهار..يارب أعمل معجزة يارب ورينا آية"، كما قال ثالث "أخاف من المشهد الأول الذي ستصوره الكاميرا الأولى عند الاتصال الأول".
بينما حاول البعض تخيل ما يتمناه الملايين وهو نصر الأشقاء الفلسطنيين بقولهم "تخيلوا يرجع الاتصال ونلاقيهم انتصروا".
وكانت قد انطلقت استغاثات أهالي غزة مساء أمس الجمعة، وذلك بالتزامن مع قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء والإنترنت عن أهالي القطاع، في وقت ترددت فيه الأنباء عن بدء الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة.
كما اعتذرت شركة الاتصالات الفلسطينية جوال فى بيان لها قائلة: نأسف للإعلان عن انقطاع كامل وكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة في ظل العدوان المتواصل، فقد تسبب القصف الشديد في الساعة الأخيرة بتدمير جميع المسارات الدولية المتبقية التي تصل غزة بالعالم الخارجي بالإضافة للمسارات المدمرة سابقًا خلال العدوان، مما أدى إلى انقطاع لكامل الخدمات.