فى ذكرى ميلاد نوال السعداوي.. "الدستور" تزور منزل نصيرة المرأة
على بعد أمتار قليلة من نهر النيل، وبجوار مكتبة مصر العامة ومبنى مجلس الدولة، عاشت الكاتبة والأديبة دكتورة نوال السعداوي داخل شقة بسيطة في عمارة سكنية مكونة من ٥ طوابق، وقد اتخذت هذه الشقة مسكن ومكان عمل أيضًا حيث أنها كانت تمارس مهنة الطب بها، كعيادة للأمراض الصدرية، وهو تخصصها الطبي بجانب أعمالها الأدبية والثقافية الناجحة، والتي ما كانت في أحيانًا كثيرة مثيرة للجدل.
في عيد ميلاد الكاتبة الكبيرة التي ولدت عام ١٩٣١م بمحافظة القليوبية، ووافتها المنية عام ٢٠٢١ عن عمر ناهز الـ ٩٠ عامًا، زارت “الدستور” المنزل الذي عاشت به السعداوي بالجيزة، وتحديدًا في عمارة ٢٥ بشارع مراد، حيث وضع مشروع عاش هنا التابع لجهاز التنسيق الحضاري لافتة تحمل اسمها، وأسفلها لافتة لزوجها السياسي البارز شريف حتاتة.
حاولنا التحدث مع حارس العقار ولكنه رفض، مكتفيًا بتوجيهنا إلى بعض الجيران القدامى بالمنطقة للحديث معهم، منهم عم شكري صاحب كشك سجائر، حيث قال: "هذه المنطقة كانت تكتظ بمشاهير المجتمع في ستينات وسبعينات القرن الماضي، بجانب مناطق العجوزة والزمالك، والدكتور نوال من هؤلاء المشاهير، ولكنها كانت قليلة الكلام والظهور في الشارع، حيث انها تقوم بتلبية طلبات المنزل بنفسها، وتقوم بعدها بالصعود الي منزلها، وعلي حد علمي ان هذه الشقة قامت بشرائها في سبعينات القرن الماضي، وعلي الرغم مما كان يثار حولها من انتقادات ومشاكل كثيرة بسبب أرائها الشخصية، إلا أنها كانت تبدو متواضعة للغاية في المرات القليلة التي تظهر فيها وسط جيرانها، رحمة الله عليها وعلي زوجها ".
وقالت فتاة عشرينية تدعى لمياء: "الحقيقة أنا لم احضر الدكتورة نوال كواحدة من سكان المنطقة، لكني اعشقها واعشق اعمالها الأدبية، واعتبرها نصيرة النسوية في الوطن العربي ورمز ثقافي كبير خسرته مصر عقب وفاتها، واتمني ان يظهر مثلها مرة أخري وإن كان الأمر يبدو صعبًا بعض الشيء".