"الجارديان": تحقيق أهداف الاجتياح البرى لغزة سيكون بطيئًا وصعبًا للغاية
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن القيادة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي تدرك جيدا أن تدمير قدرة حركة حماس كعقيدة وانتماء أمر مستحيل، وكذلك الأمر بالنسبة لقدرات الحركة العسكرية؛ إذ إن الهدفين مختلفان ولكل منهما تعقيدات كبيرة.
وتحت عنوان "سيكون الأمر بطيئًا وصعبًا للغاية": هل تستطيع إسرائيل تحقيق أهدافها في غزو غزة؟، قالت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إن "القيادة العسكرية الإسرائيلية تدرك أن "تدمير" حماس- كعقيدة وانتماء- أمر مستحيل"، وإن الهدف من غزو غزة بريا، الذي حدده بنيامين نتنياهو، بتدمير قدرة حماس العسكرية والحكمية "هدفان مختلفان للغاية وصعبان للغاية، ولكل منهما تعقيدات كبيرة".
وقال شلومو بروم، الجنرال السابق ومدير التخطيط الاستراتيجي في وزارة الدفاع الإسرائيلية: "لا يمكن تحقيق هذين الهدفين دون الهجوم البري".
وأضاف، في تصريحاته للصحيفة: "لهذا السبب أعتقد أن الحكومة قررت بالفعل شن حملة على الأرض".
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أن القسم الأعظم من بنية حركة حماس الأساسية العسكرية- أو "مركز ثقله"- يقع في شمال غزة، رغم سيطرة الحركة على القطاع بالكامل.
ولفتت في السياق، إلى أنه لهذا السبب تم توجيه أوامر إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة، البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة، بالنزوح إلى جنوب نهر وادي غزة، الذي يقسم القطاع.
ونوهت إلى أن جيش الاحتلال يخطط للحفاظ على الأرض في الشمال لفترة كافية لتدمير أسلحة حماس الثقيلة وشبكة الأنفاق التي أمضت 16 عامًا في بنائها، متوقعة في الوقت ذاته أن يشن الاحتلال في غزوه البري هجمات "بحث وتدمير" في النصف الجنوبي للقطاع، بحثا عن أعضاء حماس، المدنيين والعسكريين، لكنهم سيحاولون تجنب السيطرة على أي أرض هناك.
الإمساك بالشمال سيكون صعبًا بما فيه الكفاية
وأكمل "بروم" حديثه عن العملية البرية في تصريحاته للصحيفة قائلا: "سيكون الأمر بطيئا وصعبا للغاية، وسيتطلب قدرا كبيرا من الاستعداد إذا أردنا تقليل خسائرنا إلى أدنى حد ممكن".
وأضاف: "لقد جاء الأمريكيون ومعهم حكايات تحذيرية من معارك مثل الفلوجة والموصل في العراق، أو الرقة في سوريا، حول مدى صعوبة القتال في المناطق المكتظة بالسكان، وفي غزة سوف تتضاعف المشاكل العسكرية بسبب شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس".
وقال ديفيد بتريوس، الجنرال الأمريكي الذي قاد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان ثم أصبح مديرا لوكالة المخابرات المركزية: "من الصعب أن نتصور سياقا أكثر تحديا للعمليات من مدينة غزة".
وأضاف، في تصريحاته لـ"الجارديان": "العمليات في المناطق الحضرية دائما ما تكون صعبة للغاية، ولكن العمليات في هذه الحالة من المرجح أن تكون وحشية للغاية، مع القناصة والمفجرين الانتحاريين، و300 ميل من الأنفاق، والعبوات الناسفة، ضد الإرهابيين الذين لا يرتدون الزي العسكري، ويعرفون المنطقة عن كثب".
وقال بتريوس: "إن المدنيين والرهائن سيتم استخدامهم دروعا بشرية، إنهم يستعدون لهذه المعركة منذ أشهر، إن لم يكن سنوات".