الوقود وتبادل أسرى.. هل تدفع إسرائيل ثمنًا من أجل صفقة مع حماس؟
تدرس إسرائيل التوجه إلى صفقة تدفع خلالها ثمنًا مقابل إطلاق حركة حماس الفلسطينية عدد كبير من المحتجزين لديها في قطاع غزة المحاصر.
وأبدت إسرائيل استعدادها لدفع ثمن عودة المحتجزين في إطار صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح عدد كبير منهم من قبل حماس.
في التوقيت ذاته، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن هناك أنباء عن جهود مصرية مكثفة لإنجاز صفقة تبادل أسرى مقابل إدخال الوقود وكافة المساعدات.
وأشارت إلى أنها ستكون خطوة أولى في إطار تحركات مصرية مكثفة للوصول لتهدئة في غزة.
رسالة إسرائيل إلى الوسطاء
في ذلك السياق، بعثت إسرائيل برسالة إلى الوسطاء أنها على استعداد لدفع ثمن صفقة مقابل إطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين لدى حماس في غزة، حسبما بثت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان".
وبعد نشر "كان"، أكدت مصادر إسرائيلية أنه بالفعل يتم دراسة إدخال الوقود إلى قطاع غزة مقابل إطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين لدى حماس.
وكذلك، قال مسؤول أمني إسرائيلي، نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن تل أبيب تدرس بشكل جدي إدخال الوقود بالإضافة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثة، على أن يكون ذلك مقابل الإفراج عن محتجزتين من غزة.
مصادر إسرائيلية تكشف التفاصيل
الأمر ذاته أكده مسؤول أمني إسرائيلي، بحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، كما كشف عن محاور أخرى قد تشملها الصفقة.
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن تل أبيب تبحث إدخال الوقود لقطاع غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار، على أن يكون ذلك ضمن صفقة استعادة الأسرى الإسرائيليين.
وأشار المسئول الإسرائيلي إلى أن تل أبيب مستعدة لدفع الثمن مقابل إعادتهم.
كيف تفكر إسرائيل؟
من الممكن أن يمضي المستوى السياسي في إسرائيل إلى صفقة من شأنها إطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين لدى حماس، ما يضمن لها مكسب عودتهم في ظل الضغوط الداخلية المتزايدة من أسر هؤلاء المحتجزين، حيث يحملون الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، مسئولية اختطافهم وسلامتهم وعودتهم في أسرع وقت.
وكذلك، فإن الدول التي تريد إخراج رعايها من القطاع المحاصر تمارس ضغوطا هي الأخرى على إسرائيل من أجل عدم اتخاذ خطوات تفاقم الصراع وتهدد سلامة رعاياها الموجودين في غزة، أو سلامة المحتجزين منهم أيضا.
على جانب أخر، فإن المخاطر التي تحيط بتنفيذ عملية دخول بري للجيش الإسرائيلي إلى غزة، والأسباب التي أدت لتأخيرها، تجعل من الأفضل ضمان خروج المحتجزين عبر صفقة دون تكبد خسائر أكبر بالدخول إلى القطاع المحاصر، خاصة أن القصف الإسرائيلي يدمر أهداف عدة في غزة، طالت المدنيين والمرافق الحيوية وليست أهداف الحركات الفلسطينية فقط.
وفي إطار دراسة إسرائيل لمدى إمكانية التوجه لمثل هذه الصفقة، فإن المستوى السياسي ينظر إلى تأثير مثل ذلك الأمر عليه داخليا، كما أن المستوى الأمني يسعى إلى استعادة صورة الردع المعتادة عبر تنفيذ تلك الأهداف بطريقة يمكنها منع شن هجمات مثل هذا الهجوم ضده مستقبلا.
تعليق الجيش الإسرائيلي
وعلق دنييال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على تلك التقارير، قائلا إنه حتى الآن لا يوجد قرار بإدخال الوقود إلى غزة.
وأوضح متحدث الجيش الإسرائيلي أن إدخال الوقود للقطاع يعتمد على قرار المستوى السياسي، مضيفا: "إذا قرر المستوى السياسي ذلك فسيتم إدخال الوقود".
وقال هاجاري إن قدرًا كبيرًا من قدرة حماس على العمل يعتمد على الوقود، ومن الممكن أن تحاول الحركة الاستيلاء عليه حال إدخاله إلى القطاع بدلا من أن يذهب للمستشفيات.