بعد 50 عامًا من نصر أكتوبر.. إسرائيل تصطدم برفض مصر والعرب تهجير الفلسطينيين

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه قبل 50 عامًا واجهت إسرائيل مصر وسوريا في حرب 6 أكتوبر 1973 التي حققت فيها مصر ومعها العرب النصر، وذلك انتقامًا بعد حرب الأيام الستة أو النكسة التي كانت عام 1967 والتي هزمت فيها إسرائيل جيوش ثلاث دول عربية - مصر وسوريا والأردن.

 وتابعت الصحيفة، اليوم، إذا نظرنا عن كثب، سترى أن إسرائيل تخوض الآن حرب الجبهات الست التي تشمل دولًا عربية ومنظمات أممية.

إسرائيل الخاسر من معركتها مع العالم

وواصلت أنه يتم خوض هذه الحرب من خلال جهات فاعلة غير حكومية، ودول قومية، وشبكات اجتماعية، وحركات أيديولوجية، ومجتمعات الضفة الغربية، والفصائل السياسية الإسرائيلية، وهي الحرب الأكثر تعقيدًا في تاريخ إسرائيل، ولكن الشيء الوحيد المؤكد أن إسرائيل لن تنجو من هذه الحرب، إلا إذا شكلت جبهة موحدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر مستبعد بعض الشيء بعد الانقسامات الكبرى في الإدارة الأمريكية من دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل.

وأضافت أنه بخلاف الانقسامات في الإدارة الأمريكية، فإنه من المؤسف أن إسرائيل لديها اليوم رئيس وزراء، بنيامين نتنياهو، وائتلاف حاكم لن يتمكن من إنتاج حجر الأساس اللازم لدعم مثل هذا التحالف العالمي، ويتمثل حجر الأساس هذا في إعلان نهاية توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وإصلاح علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، بحيث تصبح شريكًا فلسطينيًا شرعيًا قادرًا على حكم غزة وإقامة تحالفين أوسع نطاقًا.

الأمم المتحدة تدعو للوقف الفورى لإطلاق النار وإيصال المساعدات لقطاع غزة

وأشارت "نيويورك تايمز"، إلى أن مطالب إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة غير أخلاقية أو استراتيجيًا، لن تتمكن إسرائيل من توفير الوقت أو المساعدة المالية أو الشرعية أو الشريك الفلسطيني أو الحلفاء العالميين الذين تحتاجهم للفوز في هذه الحرب ذات الجبهات الست، وجميع الجبهات الست مختبئة الآن على مرأى من الجميع، وبعضها يعلن بوضوح عن رفض المخططات الإسرائيلية بالكامل.

 فلسطين  توحّد الجبهات المحيطة إقليميًا وعالميًا إثر العدوان الإسرائيلي

وقالت الصحيفة، إنه على الجانب الآخر نجحت فلسطين في توحيد الجبهات المحيطة إقليميًا وعالميًا دون أي مجهود يذكر، وحاولت إسرائيل قلب الطاولة، ولكنها فشلت مرة أخرى، وخسرت أي دعم أو شرعية دولية لها خصوصًا بعد تولي بنيامين نتنياهو الحكم، حيث ساعدت قراراته في تعزيز توحيد الجبهات المناهضة لإسرائيل، من خلال تحدي الوضع الراهن  في القدس، الذي يقدسه المسلمون باعتباره الحرم الشريف، حيث يوجد أحد أقدس المواقع الإسلامية، المسجد الأقصى واتخاذ خطوات لفرض شروط أكثر صرامة على الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ووضعت خططًا لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بشكل ضخم لمنع قيام دولة فلسطينية متواصلة على الإطلاق، فهذه هي أول حكومة إسرائيلية على الإطلاق تجعل ضم الضفة الغربية هدفًا معلنًا في اتفاقها الائتلافي.

 معركة دبلوماسية مع مصر والأردن بسبب مخطط التهجير

وأكدت أن إسرائيل لا تدرك أن إبرام العرب معها اتفاقيات سلام لا يعني أنهم قد يتنازلون عن أرضهم لتهجير الفلسطينيين فيها، وهو ما يضعها الآن في معركة دبلوماسية مع مصر والأردن، في ظل مواجهتها حربًا أخرى مع إيران والجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وتابعت أن الجبهات الأخرى التي تواجهها إسرائيل هي المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي انقلبت بشكل كلي على إسرائيل، وأعلنت صراحة عن رفضها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتل الأطفال بهذا الشكل.

الأمم المتحدة: لا مكان آمنًا فى غزة