"أبكى الملايين".. طفل فلسطيني يفارق الحياة وكأنه ينطق الشهادتين
"قد يتضمن المحتوى التالي صورًا عنيفة أو مشاهد قاسية" تلك هي بعض من الجمل التي سبقت عرض إحدى الفيديوهات على "فيسبوك" لواحد من الأطفال الفلسطينيين الذي استشهد وهو على وضع الاستعداد للموت بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي له، وربما كانت الجملة التي عرضها التطبيق هي بين الجمل القليلة التي صدق فيها، واصفًا هذا الفيديو وما شابهه بالقاسية التي تعكس عنفًا.
قسوة هذا الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي نتجت من مشاهد براءة أطفال لا تملك سوى صحيفة بيضاء من أعمال تشبه قلوبهم استسلموا لمصير لم يكن يستحقوه، رفعوا أيديهم، وكأنهم ينطقون الشهادتين التي فطروا عليها.
صعدت روح الطفل ناجية إلى بارئها الرحيم بها إلى من يأمنها، بينما بقى الخوف بالجسد الصغير ليروي قصة الرعب الذي عاشه هذا البرئ.
والد الطفل الصغير لم يكن بيده إلا أن احتضن جثة ابنه الهامدة وأخذ يقبل كل أجزائها، في مشهد أبكى الملايين على الطفل الذي قتل مرتين مرة عندما ارتجف رعبًا من القصف ومرة عندما رشق القصف فيه فأهمد جثتته وأدمى قلب والده عليه.
وقدرت إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية الضحايا الأطفال بـ2055 طفلا في غزة حتى الآن، وفي المقابل كان هناك 14 طفلا إسرائيليا من بين ضحايا هجوم حماس.
ولفتت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فى فلسطين، إلى أن الصدمة التى يعاني منها الأطفال فى غزة تمتد إلى ما هو أبعد من المعاناة الشخصية، إذ أن رؤيتهم مقتل أطفال آخرين تؤدي إلى تفاقم محنتهم، وهو ما يترك ندوبًا لا تمحى على سلامتهم العقلية، كما أن إبادة عائلات بأكملها فى غمضة عين أمامهم، يؤدي إلى تحطيم أسس تلك الأسر إذ أن الأطفال، الذين كانوا يجدون الأمان والراحة في أحضان عائلاتهم، أصبحوا الآن أيتامًا.
وكانت وزارة الصحة بغزة، أعلنت ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 5791 قتيلا، منهم 2360 طفلا و1292 سيدة.
وتسبب القصف الإسرائيلي على المستشفيات في غزة إلى الانهيار التام لها حسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة، موضحًا خروج 12 مستشفى و32 مركزا صحيًا عن الخدمة، وأعرب عن خشيته توقف المزيد بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.