قمة السلام.. اختلاف في وجهات النظر وتوافق في الهدف يضمن التهدئة
على الرغم من تناقضات البيان الختامي لـ قمة السلام"، التي انعقدت في القاهرة، فيما كشف حضور قادة غربيين للمشاركة بالقمة عن توافق في الرؤى فيما يخص التأكيد على التهدئة في المنطقة والتحذير من مخاوف تصاعد الصراع، وضرورة وصول المساعدات إلى غزة.
ولم تصدر القمة بيانًا ختاميًا، نتيجة رغبة ممثلي الغرب في أن يتضمن البيان فقط إدانة لحركة حماس، بينما رفضوا إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة أو المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، لكنهم من جانب آخر اتفقوا مع الدول العربية والشرق أوسطية على ضرورة تقديم المساعدات بشكل فوري وعاجل لمساعدة المدنيين في غزة، بحسب تقارير عربية.
ونرصد أبرز كلمات القادة الغرب التي اجتمعت على ضرورة مساعدة الفلسطينيين.
الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة دخول المساعدات
وقال مارتن جريفيث، وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن قمة القاهرة للسلام حول التصعيد في قطاع غزة مهمة للغاية وتم التأكيد فيها على نقطتين، الأولى أهمية المساعدات الإنسانية لأهل عزة والشعب الفلسطيني، والثانية وصول كل هذه المساعدات لكل المحتاجين إليها من الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هناك مفاوضات شبه يومية مع الجانب الإسرائيلي.
كندا تتعهد بتقديم مساعدات بـ 10 ملايين دولار
فيما أكدت ميلاني جولى وزيرة خارجية كندا، أن إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، أمر ضروري.
أضافت خلال كلمتها بقمة القاهرة للسلام: "سنقدم مساعدات بقيمة 10 ملايين دولار لصالح الشعب الفلسطيني ونقدر دور مصر المساند لهم".
إسبانيا ترفض إدانة إسرائيل وتؤكد على دخول المساعدات
فيما قال رئيس وزراء إسبانيا، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام: "الحقيقة واضحة مثل كل البيانات نحن نشجب وندين الأفعال العدائية ضد إسرائيل ونؤكد على حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وفق القانون الدولي.. وعلينا أن نركز ما هى الأولويات والنقاط المهمة وهناك بعض الأولويات أولها حماية المدنيين ونضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف فورى ودعم الشعب الفلسطيني".
بريطانيا ترحب بدخول المساعدات إلى غزة
من جانبه، شدد وزير الخارجية جيمس كليفرلي على سعي المملكة المتحدة للحيلولة دون انتشار الصراع في المنطقة، وتخفيف التهديد الذي تشكله حركة حماس.
ورحب كليفرلي ببدء دخول شاحنات المساعدات عبر معبر رفح الحدودي إلى قطاع غزة، مضيفا: ستواصل المملكة المتحدة الدفع تجاه دخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة فورا وبأمان ودون عوائق لتصل إلى المدنيين في قطاع غزة.
وأوضح أن ذلك يشمل إدخال كميات مناسبة من الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية كأولوية. وسلامة المدنيين وموظفي الإغاثة ضرورية لتمكين وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها.
الخلافات بين القادة نقطة بداية لاتفاق
فيما ركزت غالبية الكلمات من المسؤولين والقادة الغربيين على ضرورة إدخال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، ولكنها أكدت أيضًا على إدانة حركة حماس وتحميلها المسؤولية كاملة عن تداعيات الصراع الكارثية، في المقابل اتجهت كلمات القادة العرب إلى التركيز على إدانة إبادة الفلسطينيين ورفض تهجيرهم القسري أو تصفية قضيتهم.
ووفقا لمراقبين، فإن الاختلاف الواضح في وجهات النظر ليس مفاجئ، إذ يعكس قاعدة تاريخية تتعلق بالدعم الغربي لإسرائيل لحماية مصالح الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط.
فيما يرى البعض أن التجمع بحد ذاته يشير إلى إمكانية تجاوز النقاط الخلافية، والتركيز فقط على تفاهمات مشتركة، ما يسمح بدوره لإيجاد حل من شأنه تهدئة المنطقة ووصول لصيغة تضمن وقف إطلاق النار، ومنع التهجير القسري للفلسطينيين، وسيكون نقط ارتكاز هذا الحل ما توصل إليه القادة في قمة السلام.