حقيقة تزوير انتخابات الزمالك
مهمة صعبة وثقيلة تنتظر مجلس إدارة نادي الزمالك المنتخب الجديد بقيادة الكابتن حسين لبيب..
تركة ثقيلة من الديون ورثها المجلس الجديد، بسبب بعض الأخطاء الإدارية من كل المجالس السابقة التي تولت إدارة النادي في آخر 30 سنة.. مما ضاعف ديون الزمالك لأكثر من مليار جنيه.
التركة ثقيلة وتحتاج إلى شغل كثير وعمل وجهد كبير.. خاصة أنها تشمل ملفات كثيرة في كل الأمور سواء الإدارية أو الرياضية أو الإنشائية، منها مستحقات الضرائب والتأمينات ومرتبات الموظفين والتي تصل إلى 12 مليون جنيه شهريًا، بجانب غرامات الفيفا والتي تسببت في إيقاف القيد لفريق الكرة مما أثار استياء الجمهور وصنعت رأي عام غاضب غير متوقع.
وهناك ملفات تجديد عقود اللاعبين الكبار في كل الألعاب الرياضية ومرتبات المدربين في قطاع الناشئين، حيث إنهم لم يحصلوا على مرتباتهم منذ فترة طويلة، وكل هذه الملفات تحتاج إلى مئات الملايين من الجنيهات لحل مشاكلها.
ويبقى إنشاء فرع الزمالك بمدينة 6 أكتوبر هو التركة الأكبر والتي تهم أعضاء النادي، ورغم أن المجلس السابق أنهى كل تراخيص وتصاريح البناء الخاصة بالملاعب والصالات والقاعات الاجتماعية فإن نادي أكتوبر لم يتم وضع طوبة واحدة فيه، وهو ملف شائك ويحتاج إلى مليارات الجنيهات.
كل هذه الملفات الشائكة تحتاج إلى جهد مكثف من المجلس الجديد في اختبار صعب لإثبات الجدية وتحمل المسئولية.
ولا وقت للأفراح والاحتفالات بالنجاح الكبير، وانتهت مرحلة الوعود الانتخابية وبدأت مرحلة العمل والتنفيذ الفعلية.
لا وقت لتسديد الفواتير الانتخابية ولا لتصفية الحسابات الشخصية التي قد تحمل مجلس لبيب أعباء جديدة وديون إضافية ثقيلة.
ولا بد من اختيار الكفاءات وأهل الخبرة، وليس أهل الثقة، لتولي مهمة المناصب الحيوية في كل إدارات النادي.
ولابد أن يتم إدارة هذه الملفات الشائكة بذكاء وخبرة من أجل تقديم حلول فعلية جذرية وليس من أجل الاستعراض الإعلامي والاكتفاء بالكلام وإلقاء مسئولية الفشل على شماعة أخطاء المجالس السابقة.
باختصار جمهور وأعضاء الزمالك ينتظرون حلولًا فعلية ولن يقبلوا بأي مبررات وهمية «شماعة المجالس السابقة».
وهناك مخاوف من إصابة بعض أعضاء المجلس الجديد بالتعالي والغرور خاصة بعد النجاح الساحق للقائمة بفارق كبير من الأصوات في الانتخابات، وعلى أن الفوز الكبير يزيد من مسئولية المجلس الجديد ولا بد أن يكونوا في محل ثقة الجمعية العمومية.
ويخطئ من يتصور أن الفوز الكاسح للقائمة كان مفاجأة ولكن الأغلبية كانت تتوقع فوز قائمة لبيب بجدارة، ولا تصدقوا مبررات بعض الخاسرين بأن الانتخابات تم تزويرها لمصلحة القائمة، على العكس أن الانتخابات جاءت نزيهة.
وكان سيناريو المعركة الانتخابية متوقعًا، وهو الفوز الكاسح للقائمة باستثناء منصب نائب الرئيس، والذي تم حسمه لمصلحة هشام نصر بفارق بسيط جدًا من الأصوات، بسبب وجوده في قائمة تسنده.
وكان متوقعًا فوز القائمة بسبب قصر فترة الدعاية الانتخابية، ولا تكفي للترويج لبرامج أغلب المرشحين الجدد.
ولكن المرشحة المستقلة مروة أمير الرفاعي أبرز المنافسين رغم أنها تشارك لأول مرة في المعركة الانتخابية.
بصراحة هناك عدد كبير من المرشحين يملكون أفكارًا رائعة ولا بد أن يستفيد المجلس الجديد من هؤلاء المرشحين والاستعانة بأفكارهم ومقترحاتهم.
وأعجبني روح الود بين كل المرشحين في المعركة الانتخابية، خاصة الذين لم يوفقوا في الانتخابات، حيث أصدروا بيانات دعم للمجلس المنتخب من أجل الحفاظ على استقرار نادي الزمالك.
في النهاية أقول لمجلس لبيب لا تشغلوا أنفسكم بالطعون الانتخابية وركزوا في تقديم حلول فعليه فورية لمشاكل النادي، هو أقوى رد على هذه الطعون، وأمامكم فرصة تاريخية من أجل حفر أسمائكم بحروف ذهبية بشرط أن يبدأ المجلس الجديد في العمل سريعًا لحل أغلب المشاكل التي يعاني منها النادي، وأهمها تسديد الديون ورفع القيد وبداية بناء فرع النادي بمدينة أكتوبر.
وأهمس في أذن مجلس لبيب أن الفوز الساحق بأعلى الأصوات لا يعني الحفاظ على مقاعدكم في المجلس للأبد، وأذكركم أن «الكرسي ما بيدومش لحد» وأن أعظم وأقوى مجلس في تاريخ الزمالك لم يستمر أكثر من دورتين انتخابيتين متتاليتين، وهذا يعني أن أعضاء الجمعية العمومية لديهم الوعي الكبير ويدعمون مجالس الأعمال والأفعال ويرفضون مجلس الأقوال والوعود الانتخابية الوهمية.