محمد عطية: الدولة المصرية حققت إنجازات كبيرة في وقت وجيز
عن إنجازات الدولة المصرية، خلال العشر سنوات الماضية، تحدث الكاتب الناقد محمد عطية محمود لـ “الدستور”، قائلًا: لا شك أن الفترة الماضية قد شهدت إنجازات للدولة لم تكن لتحدث في أضعاف مثل هذا الزمن الذي تحققت فيه.
المشروعات التنموية كانت ضرورة ملحة
وأوضح “عطية”: فالمشروعات التنموية التي خاضتها الدولة المصرية في سبيل النهوض بالبنية التحتية – برغم بهاظة التكاليف والظروف الاقتصادية غير العادية – إلا أنها كانت ضرورة ملحة كي تكون ضمن المنظومة العالمية على المستوى الاقتصادي، والوجود الديموغرافي الذي يليق بدولة محورية ومركزية هي مصر، وكي يجتاز الوطن عنق الزجاجة الذي يبدو أنه - برغم ما تقدم – سوف يستنزف وقتا كبيرا حتى تؤتى ثماره، وهي غاية ترتجى، لكنها تبدو ضاغطة على المواطن البسيط الذي لا يعي ولا يدرك أهمية الخطط المستقبلية ولا ما ينجز من مشروعات لطرق وكباري، والقضاء على العشوائيات وإنشاء المدن الحديثة الموازية التي تقضي على هذه الحالة من تدني المستوى المعيشي والسكني وما يصحب ذلك من مرافق وخدمات لم تكن موجودة من قبل، وكذا إعادة الحياة إلى الأرض الزراعية، واتساع رقعتها، رويدا رويدا وإعادة الحياة إلى القوة الصناعية المصرية، والمظهر الحضاري الذي بدأت ثماره تنضج.
الدولة المصرية اتخذت حزمة قرارات صعبة
كل ذلك في حزمة من القرارات الصعبة التي اتخذتها الدولة المصرية على كاهلها بالإضافة إلى مشكلة القضاء على البطالة أو التقليل منها ومنح فرص للشباب والعائدين كي يقيم أعمدة حياتهم.. فضلًا عن تقوية الدولة المصرية وحمايتها وأمنها، والحاجة الماسة لتنمية مؤسساته الحامية لها بتسليحها بما يضمن وجود قوة مصر كقوة بالغة التأثير في المنطقة ولحماية حدودها وحقوقها ومكتسباتها من خلال تطوير جيشها وشرطتها وما تتكبده هذه الفاتورة من أعباء تثقل كاهل الدولة، لكن مقابلها بالغ الأهمية، وهو أمن وأمان الدولة وقوتها.
ولفت “عطية” إلي: كل ذلك وضع الدولة المصرية في معادلة صعبة، في مواجهة أشياء كثيرة أهمها الجانب الاقتصادي وجانب التمويل، وأصعبها حالة المواجهة مع أعداء الدولة في الداخل والخارج على حد السواء، وعدم الصبر من فئات كثيرة من البسطاء ومتوسطي الدخل ومعدوميه، يبدو التحول المفاجيء للدولة بالنسبة لهم عبثا وعبئا لا يحتمل في وجود عدم الاستقرار الاقتصادي وصعوبة الحياة في ظل حالة من جنون الأسعار ربما لا يدري البعض أو الكثيرون على وجه الدقة أنها مشكلة عالمية.. في ظل عدم أو ضعف وجود الآلة الإعلامية التي تواكب وتظهر كل ما يحدث في الدولة من تطور ومن عمل جاد وحقيقي وقائم على قدم وساق يبرز سمات الشخصية المصرية العاملة على حب الوطن والتضحية من أجله، كما يبرز أهمية الإصلاح الاقتصادي للوطن في هذه المرحلة من إعادة البناء، ولمواجهة التدليس وتزييف الحقائق التي يحارب بها الوطن أعداؤه أو غير المستفيدين – من وجهة نظرهم – من هذه الطفرة التي حدثت وتستمر في الحدوث في ظل عدم توقف المشروعات العملاقة التي تعيد للوطن هيبته.
فحبذا إلى جوار ذلك، لو ارتفع قدر الاهتمام بصورة أكثر فاعلية بمتطلبات المواطن البسيط الذي ربما لا يدرك تلك الحسابات الدقيقة التي تقوم عليها مساعي الدولة كي تخرج من عنق الزجاجة وتأخذ مكانتها الاقتصادية الجديرة بها كقلعة للصناعة والزراعة في الشرق الأوسط كما كانت، وهو ما بدت بوادره في الظهور، لكن هذا المواطن البسيط ينتظر المزيد من حماية مكتسباته من تلك المرحلة الراهنة - والتي كادت تقارب الطموح - من خلال عدة إجراءات تبغي تحقيق مستوى من الرضا من خلال السيطرة على حالة السوق وعدم التلاعب، وهي المرحلة التي تستدعي استنهاض الضمائر، وتقديم تطمينات كافية وتوفير فرص عمل أكثر من أجل زيادة الإنتاج كي يعم الخير الوفير على الوطن وأبنائه.