حكاية 600 مثقف إسرائيلى يرفضون احتلال فلسطين
منذ أولى المعارك التي اندلعت في قطاع غزة قديما وأدباء الكيان الصهيوني ينقسمون ما بين مؤيد للاجتياحات محولا نفسه إلى بوق آخر للسلطة الإسرائيلية وما بين معارض ينصاع لضميره وإنسانيته محولا صرخات الفلسطينيين إلى مادة يكتب بها ضد احتلال بلده للأبرياء وقتلهم بوحشية، لكن الأكثر تأثيرا منذ اندلاع الانتفاضة هو البيان الذي وقع عليه 600 مثقف إسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي..
600 مثقف يوقعون على بيان ضد استمرار الاحتلال
في عام 1988 قاد الأدباء في الكيان الصهيوني مسيرة احتجاج أمام مكتب وزير الدفاع ونشرت الصحف بيانًا ضد استمرار الاحتلال وقع عليه 600 مثقف ومفكر وأديب إسرائيلي، وأعلنت لجنة النشاط المشترك للأدباء العبريين والفلسطينيين في فلسطين المحتلة أن في نية اللجنة الإسهام في إحياء فكرة "سفينة العودة" كما أعلنت جمعية الادباء أنها ستعقد اجتماعا للأدباء حول الوضع في المناطق المحتلة..
وحسب ما ذكره عبد الرحمن علي عوف في مقال نشره عام 1988 فإن الكاتب الإسرائيلي الشهير أيلون شاينفيلد قال:" تواجه إسرائيل الآن خطر الضياع، فلا معنى أن تخفي هذه الحقيقة ولا يمكن حتى لأكثر المعاندين المتطرفين في مؤسسات إسرائيل المنتجة أن يتجاهل هذه الحقيقة أو أن يخادع الجماهير، ومن يظن أنه سينجح في ذلك سوف يلمس بعد انتهاء تسريح الجنود الاحتياط الذين يخدمون في المناطق المحتلة فترات أكثر من الفترات المحددة لهم، رد فعلهم العنيف الذي سيفوق بلا شك رد الفعل الذي صدر عن جنود الاحتياط الإسرائيليين الذين خدموا في حرب لبنان".
في ذلك الوقت كان أغلب الأدباء المحتجين ليسوا من اليسار وإنما كان معظمهم من اليمين القومي المخلص لمبادئ الحرة الصهيونية وإسرائيل، وكان احتجاجهم لشعورهم بالخطر الذي يداهمهم ويهدد وجودهم على هذه الأرض طالما أنهم غزاة محتلون..