إبراهيم عبد المجيد: دول أوروبا الديمقراطية صدَّرت وجهها القبيح للعالم العربى
بدأت، منذ قليل، فعاليات تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بمعرض زايد للكتاب في نسخته التاسعة، ويتسلم تكريمها الملحق الفلسطيني بسفارة فلسطين في القاهرة ناجي الناجي.
ويحضر حفل التكريم العديد من الشخصيات العامة، منهم الكاتب ابراهيم عبد المجيد، الذي ألقى كلمة في الحفل، والدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، والكاتب المستشار أشرف العشماوي، والدكتور هيثم الحاج علي، ومجلس أمناء موسسة زايد للكتاب، والعديد من الشخصيات.
من جهته، قال الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد: "في ألمانيا وهذه الدول الأوروبية الآن، يتم التضييق على المناصرين لفلسطين، وتفريق مظاهراتهم، والقبض على بعضهم، وهي الدول التي صدَّرت للعالم أنها دول ديمقراطية.
وتابع: "الآن تصدّر تلك الدول وجهها الآخر، فهي دول استعمارية قتلت ونهبت شعوبا، وتاجرت في العبيد، وفعلت كل الآثام في المستعمرات؛ لتكشف هذه الدول عن وجهها القبيح الآن عمليًا بمساندة إسرائيل بالأسلحة والمال وترديد الأكاذيب، فتقوم إسرائيل بالمذابح للفلسطينيين، ويقولون إنهم هم الذين فعلوها وليست إسرائيل، ويردد ذلك ببغاء كبير مثل بايدن الذي لا يتوقف عن ترديد الأكاذيب".
وأضاف: إذاعات هذه الدول وحساباتها على مواقع التواصل صارت آلة إعلامية نازية مع سلوك إسرائيل النازي. يكذبون ويقولون عن سكان المستعمرات، وأنا أسميها كذلك ولا أسميها مستوطنات، فلم تكن وطنا لهم، لكنهم استعمروها بالقتل والطرد لأهلها الحقيقيين.
وقال "عبد المجيد": "يقولون عن سكان هذه المستعمرات إنهم سكان مدنيون، وهم في الحقيقة جنود في الجيش الإسرائيلي، سواء كانوا في الخدمة أم خارجها، بينما الآلاف من الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين ماتوا بغارات إسرائيل، والذين جرحوا من أثر هدم البيوت والعمارات والمستشفيات والمدارس ليسوا مدنيين يتغاضون عن الحديث عنهم، بل يعتبرونهم جميعًا إرهابيين، وإذا ترفقوا يجعلونهم حيوانات غير جديرة بالحياة، ما فعله معرض فرانكفورت هو أحد أشكال هذه النازية الجديدة لكاتبة وأستاذة للفلسفة تعمل في بلادهم وتعيش فيها، لكنها لا يجب أن تذكر إسرائيل بسوء في رواياتها التي هي عمل فني، اعتبروا الرواية شكلا من أشكال معاداة السامية؛ لأن الحادثة الرئيسية فيها هي اغتصاب جنود إسرائيليين فتاة فلسطينية عام 1949".
ولفت "عبد المجيد": "يتبجحون ويقولون إن الرواية أعادت معاداة السامية إلى المشهد الثقافي، وكأن ما تفعله إسرائيل مع الفلسطينيين. ليس معادة للسامية في صور لم يفعلها حتي هتلر، الذي تعاون معه بعضهم؛ ليزيد من اضطهاده، فيزداد هروبهم وإلى أين؟ إلى فلسطين التي يدمرونها ويبيدون شعبها. كم فتاة فلسطينية اغتصبها الصهاينة على طول التاريخ وكم امرأة شقوا بطنها؟ وكم قتلوا من شعب فلسطين في مذابحهم؟".
وأضاف: "ألف تحية للكاتبة العظيمة عدنية شبلي، وسوف تترجم كل أعمالك لكل لغات العالم، وإلى اللغة العربية، ستشهد ترجمات أكثر، وستظل الذاكرة العربية والإنسانية تتذكر هذا اليوم، الذي اتهم فيه النازيون الجدد كاتبة من بلد مقهور بمعاداة السامية!!. تحية لك من قلب القاهرة التي لن يتوقف قلبها عن النبض بحب فلسطين وكتابها وشعراءها وفنانوها الذين يطول الحديث عنهم. أنتم وبكم عشنا ونعيش. والشكر موصول لمعرض زايد للكتاب، الذي أتاح لنا هذا الحضور، وقرر هذا التكريم الرائع، أيها الحضور الكرام لا تتوقفوا عن إيصال صوتنا إلى العالم عن كل مظاهر معادة السامية، التى تُرتكب ضد الفلسطينيين. لن ننتظر دورنا الذي يمهدون له".
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة التاسعة لمعرض زايد للكتاب، انطلقت في 11أكتوبر الجاري، وتستمر حتي يوم 22 من الشهر ذاته، التي خصصت هذا العام للاحتفال باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر، وتم اختيار الكاتب الصحفي جمال الغيطاني، أشهر مراسل صحفي على الجبهة، كشخصية المعرض وترفع هذه الدورة من المعرض شعار "الثقافة والنصر" ومقر المعرض شارع الروضة بجوار كلية الهندسة فرع الشيخ زايد، أمام مستشفى بهية.