قصة اتفاقية أوسلو.. لماذا رفضت إسرائيل تطبيق الاتفاق التاريخى بشأن فلسطين؟
مرت القضية الفلسطينية بمراحل عدة منذ بداية التدفق اليهودي عليها حينما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني حتى نكبة عام 1948، ومنذ النكبة دخلت القضية مسارات عدة سواء حربا أو سلما من خلال المفاوضات التي جرت مع إسرائيل بوساطة دولية خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت اتفاقية أوسلو لعام 1993 إحدى أبرز المحطات في تاريخ القضية.
مسار محادثات أوسلو 1993
وتعبتر اتفاقية أوسلو بمثابة اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية “فتح” بقيادة ياسر عرفات في واشنطن في 13 سبتمبر 1993، برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وقد استضافت مدينة أوسلو النرويجية المحادثات السرية للوصول إلى هذه الاتفاقية منذ عام 1991 لتتم تسمية الاتفاق باسمها اعترافا بدورها في نجاح المفاوضات.
وتعتبر اتفاقية أوسلو، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل، ومنظمة التحرير الفلسطينية وشكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وبموجب الاتفاقية التزمت منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات، وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة جديدة بعيدا عن العنف، وطبقا للاتفاق ترفض منظمة التحرير استخدام أعمال العنف الأخرى ضد إسرائيل والاعتراف بحقها في الوجود على حوالي 72% من مساحة فلسطين التاريخية.
أهم بنود اتفاقية أوسلو
نصت اتفاقية أوسلو على أن تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل.
الاتفاق تضمن أيضا أنه يتم انسحاب إسرائيل خلال خمس سنين من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل، أولها أريحا وغزة وأن تقر إسرائيل بحق الفلسطينيين في إقامة حكم على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة.
وبجانب ذلك تم الاتفاق على إقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية مع إنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، لكن إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أي عدوان خارجي، بالتالي حظر امتلاك فلسطين قوات مسلحة.
إسرائيل تجهض اتفاقية أوسلو
ورغم أن الاتفاق كان في صالح إسرائيل أكثر من فلسطين، فقد حصلت على ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية وحرمتها من مقومات الدولة القوية ومنحها فقط حكما ذاتيا خاضعا لها، إلا أن الاسرائيليين طمعوا في فسلطين كلها ولهذا تعنتوا ضدها أو تنفيذها بالشكل الصحيح، واتضح ذلك في التصويت على الاتفاقية في 23 سبتمبر 1993 داخل الكنيست، حيث وافق 61 عضو كنيسيت وعارض 50 آخرون، وامتنع 8 عن التصويت، ورغم مرورها إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تلتزم بها.
واتضح ذلك في اغتيال إسرائيل ياسر عرفات ذاته، ثم رفض حل ملف اللاجئين ووقف الاستيطان، بجانب العداون المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية بخلاف الاعتراف بمبدأ يهودية الدولة مع محاولة الاستحواذ الكامل على القدس ورفض منح الفلسطينين أي حقوق فيها.