إنهم يغتصبون الخبز: حكاية "الطفلة سوار" وتفاصيل حالتها الصحية بغزة
ساعات قاسية عاشتها الطفلة "سوار" التي هزّت صورتها العالم أجمع "طفلة المولتو" كما قيل عنها، فالصغيرة صاحبة العامين، أمسكت بقطعة من الخبز كي تسد جوعها.
لم تكن تعلم أسرتها الساكنة في حي الزيتون -أكبر أحياء مدينة غزة من حيث المساحة وثاني أكبرها من حيث عدد السكان- أن قصفًا إسرائيليًا غاشما سيقع على منزلها، وستكون الأسرة جمعاء في موضع خطر بالغ.
نُقلت الصغيرة وأسرتها إلى المستشفى المعمداني الذي تعرض لقصف آخر نجم عنه استشهاد وإصابة المئات، في فعل وصفه المجتمع الدولي بـ"ضد الإنسانية".
طمأن المصور أحمد حجازي صاحب الصورة الأيقونية التي لم تستطع موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من حجبها على الرغم من "الخوارزميات الفيسبوكية" التي اخترعها لتكون حاجبة لأي فعل من شأنه دعم القضية الفلسطينية العالم أجمع بأن الطفلة "سوار" حيّة ترزق، والجميع يقف جوارها، ككل الأطفال الذين يتعرضون للقصف يوميًا.
وحكى "حجازي" كواليس الصورة قائلًا إن الاحتلال الغاشم الذي يضرب الجميع بلا هوادة استهدف منزل أسرتها في حي الزيتون، لكن قدر الله نجاها هي وأسرتها من هذا الدمار، غير أن الصغيرة لم تترك ما في يديها من خبز مصنوع وعملة معدنية ظنت بعقلها الطفولي أنها ستنجو وستُطعم فمها الصغير بها.
وأكد المصور الشاب الذي وثّق بعدسته جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورصد بكاميرته استشهاد الآلاف ونجاة الآخرين من موت محقق أنّ الصغيرة تلطخ وجهها بالدم والغبار، وهى ككثيرات من الأطفال "ما بيدهم حيلة إلا العيش بأمل النجاة وانتهاء العدوان الإسرائيلي".
وطالب المصور الفلسطيني الذي يتابعة أكثر من مليون متابع على حساباته على مختلف مواقع التواصل من الجميع الدعاء لفلسطين بأن تمر الأزمة، وأن تنجلي الغمة وتعود فلسطين كما كانت حرة وأبية.
وتعرّضت المستشفى المعمداني في غزة لقصف من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن سقوط أكثر من 800 شهيد، ومئات المصابين، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ليلقى ذلك الفعل رفضًا كبيرًا من المجتمع الدولي والعربي الذي أدانه بشدة واعتبره فعلًا ضد الإنسانية وجريمة حرب وإبادة للشعب الفلسطيني.
وقرّر الرئيس السيسي إعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة 3 أيام، حدادًا على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يردد هذه الأيام قصيدة الخبز لابن الأرض الشاعر الكبير محمود درويش:
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسهْ ؟
إنهم يغتصبون الخبز والإنسان
منذ الخامسهْ !..
لم يكن للخبز في يوم من الأيّامِ
هذا الطعمُ هذا الدمُ
هذا الملمسُ الهامسُ
هذا الهاجسُ الكونيُّ
هذا الجوهرُ الكليُّ
هذا الصوتُ هذا الوقتُ
هذا اللونُ هذا الفنُّ
هذا الاندفاعُ البشريُّ.. السرُّ. هذا السِّحرُ
هذا الانتقالُ الفذُّ