تسوية.. لا تصفية!
توحدت كلمة المصريين حول موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي من العدوان الغاشم على غزة، وهو الموقف الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، قالها الرئيس واتفقت معه طوائف الشعب جميعًا، نحن مع تسوية شاملة للقضية الفلسطينية ولا لتصفيتها، اختارت مصر السلام العادل مسارًا، والمفاوضات طريقًا والتعامل مع القضية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها "القدس الشرقية".
يُخطئ من يظن أن مصر مهما وقعت من اتفاقيات والتزمت بها، ومهما أمنت بالسلام كطريق للحل السلمي، ومهما أقامت علاقات دولية، أنها ممكن أن تتنازل عن حق واحد من حقها احترامًا لدماء شهدائها وحفاظًا على أمنها القومي وحفاظا أيضا على مكانتها وقدرها.
تؤمن مصر بحقها الكامل في الحفاظ على استقلال أرضها، واستقلال قرارها وحرية مواقفها، وتؤمن أيضًا بحق الشعب الفلسطيني بالحفاظ على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
هذه مكانة مصر وقدرها بين الآمم، سبق وحاربت مصر من أجل الدفاع عن أرضها وقدمت التضحيات وصمدت، وحققت النصر واستردت أرضها كاملة غير منقوصة، استردتها بالحرب وبالسلام، تعاقب على مصر الرؤساء وبقيت الثوابت، فلم يتنازل أحد عن شبر واحد من الأرض ولم يتغير موقفها أبدًا من القضية الفلسطينية.
اليوم توحد موقف الشعب المصري مع قيادته، خرجت المسيرات المؤيدة لكلمة الرئيس بعد لقائه المستشار الألماني، خرجت المسيرات في الجامعات المصرية من القاهرة إلى الإسكندرية وامتدت للمحافظات وتشابكت مع مسيرات طلبة الجامعة الأمريكية والجامعات الخاصة ووقفات أمام النقابات المهنية والعمالية، كلها تؤيد الموقف المصري الثابت.
أكد الرئيس رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية بالقوة العسكرية وغير العسكرية ورفض أي نوع من أنواع التهجير للشعب الفلسطيني قسريًا من أرضهم.
دعت مصر لقمة دولية لإنقاذ القضية الفلسطينية السبت المقبل، ونتوقع لهذه القمة أن تؤتي بثمار ايجابية لوقف التصعيد العسكري والاعتداء المستمرة على سكان غزة، ويتوقع لها أيضًا أن تدفع بمسار السلام إلى الأمام، خاصة بعد فشل عقد قمة الأردن نتيجة الاعتداءات الوحشية والهمجية بضرب الأبرياء في مستشفي المعمداني بغزة.
هذا دور مصر وهذا قدرها وهذه مكانتها، نصر الله الشعب الفلسطينى، ورحم الله الشهداء.