بعد تأجيل الهجوم البري.. خبراء يوضحون استراتيجية إسرائيل فى حرب غزة (خاص)
اعتمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للعدوان على قطاع غزة، على نشر التوجيهات للأهالي بضرورة التوجه إلى الجنوب تجنبا للصواريخ والغارات، في محاولة صريحة لتفريغ مدينة غزة من سكانها.
يأتي هذا بالتزامن مع حشد الاحتلال الإسرائيلي لقواته على الحدود مع غزة على مدار أسبوع.
ويقول جيش الاحتلال، الذي لم يؤكد بعد خططه لشن هجوم بري، إن عملية الإخلاء يجب أن تتم في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن هدفه الرئيسي تجريد حماس من القدرات العسكرية.
الحرازين: إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا زالت تعمل على مواصلة خطتها الأولى والمتعلقة بمواصلة القصف الجوي والمدفعي في إطار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها حتى اللحظة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية بالشعب الفلسطيني ولتمهيد الطريق أمام إقامة منطقة عازلة ممتدة بداخل القطاع من الشمال حتى الجنوب في سياق المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة حتى تعاود ترميم المنطقة الحدودية بإقامة وإنشاء الأسلاك والأبراج العسكرية، وتأمين ما يسمى بمستوطنات الغلاف.
وأشار الحرازين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن إسرائيل تحتاج إلى المزيد من الوقت باستمرار العملية العسكرية حيث إذا أفضت هذه الخطة إلى تحقيق الأهداف التي وضعتها حكومة نتنياهو ستتوقف عند هذا الحد ولكن إذا لم تحقق كل ما ترغب به ستذهب باتجاه اجتياح برى قد يكون على شكل ضربات جوية مع انزال إما لاختطاف شخصيات أو تحرير أسرى.
وأوضح أن حكومة نتنياهو تدرك جيدا بأن هناك ثمنا باهظا سيكلفها الاجتياح البرى، ولذلك تعمل على جعله الوسيلة الأخيرة مستخدمة سياسة الأرض المحروقة وسلاح الجو والمدفعية الثقيلة والزوارق البحرية.
مطاوع: إسرائيل ستطيل العملية في غزة لتنفيذ مخطط التهجير
من جانبه، قال عبد المهدي مطاوع محلل سياسي فلسطيني: “بالأساس لم تعلن إسرائيل عن موعد الهجوم البري حتي يمكن الحديث عن تأجيله، لكن إذا عدنا لحديث قادة الاحتلال، بأن الهجوم البري سيكون بعد إنهاك المقاومة بالقصف الجوي”، مشيرا إلى أن طوال الفترة السابقة إسرائيل تجند وتعبأ جنود الاحتياط وتعيد دمجهم في وحداتهم، وهذا استغرق وقتا.
وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السبب الرئيسي وراء ما تقوم به سلطات الاحتلال هي محاولة تفريغ مدينة غزة وشمال غزة مع انهاك المتواجدين بها بشكل كبير بهدف ألا تكون هناك مقاومة كبيرة.
وتابع: "إذا راجعنا من تم تعيينه لقيادة الحرب البرية وهو أحد ضباط الاحتياط الذى تدرب مع جنود الاحتلال الاحتياط على خطة تسمى "تنوفا" وهى عبارة عن تطوير لخطة "جدعون" الذى وضعها رئيس أركان الاحتلال غادي أيزنكوت، وهو أحد الأعضاء الذين انضموا إلي مجلس الحرب، تعتمد على إحداث صدمة عبر استخدام قوة نارية كبيرة ثم الانتقال إلي مرحلة قادمة تركز في نقاط محددة في إطار اجتياح وحدات كاملة بهدف السيطرة على مركز التحكم للطرف الآخر".
وأشار مطاوع إلى أن إسرائيل ستطيل العملية في قطاع غزة قدر المستطاع بهدف الضغط على تهجير أعداد كبيرة بشكل عام والوصول إلى نقطة يمكن من خلالها أن تفرض شروطها بعد ذلك ليس على مستوى غزة وإنما على مستوى القضية الفلسطينية.