البيزنطية: هناك جهلة يتمتعون بمعرفَة تفوق معرفة العلماء
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى مار لوقا الإنجيليّ.
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن الّذين يَقودهم الروح القُدُس لديهم أفكارٌ صائِبة، لِذَلِك السَبَب، يُوجَد الكَثير مِن الجَهَلة الذين يَتمتّعون بِمعْرِفَة تَفوق مَعرِفة العُلَماء. حِين يَقودُنا إڵه القُوّة والنور فلا نَستَطيع أن نُخطِئ. إنّ الرُّوح القُدُس هو نُورٌ وقُوّة. هُوَ مَن يَجعلُنا نُميّز بَينَ الحَقّ والخَطأ وبَين الخَير والشرّ.
إنّ رَبّنا الصالِح، بِإرسالِه الرُّوح القُدس إلينا، قَد فَعَل نَظير مَلِكٍ قَدير عَهَدَ الى وَزيرِه أن يُرافِق أحَد رَعاياه، قائِلًا لَهُ: عَليكَ أن تُواكِب هذا الرَجُل في كلّ مَكان وتَعودُ بِهِ سالِمًا. ما أجمَل أن نَكون مُواكَبين بالرُّوح القَدس. إنَّه الدَليل الصالِح حَقًا.
يَقودُنا الرُّوح القدُس كَما تَقودُ الأمّ طِفلَها بِيَدِه وهو في عُمر السَنتين، أو كشخِص يَتَمَتَّع بالرُّؤية وهو يَقودُ مَكفوفًا. يَجب أن نَقول كُلَّ صباح: يا إلهي، أرسِل لي روحَك القدّوس الذي سَيَجعَلُني أعرِف ما أنا ومَن أنتَ... إنّ نَفسًا يَسكِنُها الرُّوح القُدس، تَتَذَّوَق نكهةً رَهيفةً في الصَلاة: فَهي لا تفقِد أبَدًا حُضور الربّ القدّوس.
من هو مارلوقا؟
مار لوقا الإنجيليّ ولد في انطاكية من عائلة وثنية ودرس الطب وتعاطاه. لا نعرف عن بدء حياته شيئاً انما يظن انه لم يشاهد المسيح عياناً ولم يكن من تلاميذه مباشرة. ارتد الى الايمان حوالي السنة 40. إلتقى به بولس في ترواس وأخذه معه الى فيليبي سنة 49. وعاد فوجده في فيليبي حوالي السنة 58. ومن بعد ذلك اصبح لوقا رفيقاً دائماً لبولس. رافقه الى اوراشليم ثم الى روما. عاش معه في روما وكان يزوره غالباً في السجن. غادر روما بعد موت بولس ولكننا نجهل حياته. تعده الكنيسة من بين شهدائها. كتب انجيله حوالى السنة 70، وهو مجموعة لوحات عن حياة يسوع صورها بدقتها والوانها. يظهر لنا يسوع الانساني الذي عايش الناس وأشفق عليهم، يكلم الفقراء والمساكين والصغار والمرضى. يصوّر لنا يسوع مخلص العالم أجمع مثل معلمه بولس.