السفير حسين هريدى: الإخوان لا يعترفون بالحدود والأوطان وسعوا خلال عام حكمهم الأسود لتوطين أهالى غزة فى شبه جزيرة سيناء
- الغرب تعامل بشراسة مع ثورة 30 يونيو لأنها أفسدت المخطط الإسرائيلى الخبيث.. و«الربيع العربى» أرادت تفريغ المنطقة من الجيوش والأنظمة الوطنية وإفساح الطريق للأنظمة الدينية
- إذا دخلت آلة القتل الإسرائيلى غزة ستحدث مجزرة.. ومصر لن تستطيع إدارة ظهرها للأشقاء
- الدول العربية من بين المقصودين بالردع الإقليمى.. والدعم الأمريكى لإسرائيل لتكون صاحبة اليد العليا فى المنطقة
- التهديد بضرب شحنات المساعدات المصرية إذا دخلت غزة هدفه إلغاء دور مصر القومى وتنحيتها عن الصراع العربى الإسرائيلى
قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القضية الفلسطينية منذ العام ١٩٤٨ قضية أمن قومى لمصر من الدرجة الأولى، وإن مصر لن يكون بمقدورها أن تدير ظهرها للأشقاء فى غزة فى حال دخلت آلة الحرب القطاع، لأن إسرائيل لا تبحث عن نصر عسكرى لكنها تركز على التدمير والقتل والإبادة، ومصر لن تقف مكتوفة الأيدى لتكون شاهدة على مجزرة، وإنه يتوجب على صانع القرار أن يأخذ فى الحسبان كل السيناريوهات الممكنة، ما يضمن الحفاظ على السيادة المصرية على كامل أراضيها مع ضمان الحفاظ على جوهر القضية الفلسطينية.
وأضاف، خلال الجزء الثانى من حواره لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن العداء الغربى والشراسة التى تعامل بها مع ثورة ٣٠ يونيو لم يكن سببه فقط أنها أطاحت بالإخوان من حكم مصر، لكن لأنها وجهت ضربة فى مقتل للمخطط الصهيونى للمنطقة، الذى عمد إلى تفريغها من الجيوش والأنظمة الوطنية، وإفساح الطريق للأنظمة الدينية التى لا تعترف بالأوطان أو الحدود؛ ليتسنى تفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها بإعادة توطين اللاجئين والسكان فى عدة دول عربية وأجنبية.
■ ما تقييمك لتعاطى جماعة الإخوان أثناء وجودها فى الحكم مع مقترح توطين أهالى غزة فى سيناء؟
- حكام مصر، مثل الرئيس جمال عبدالناصر والسادات وحسنى مبارك والرئيس السيسى، خرجوا جميعًا من رحم القوات المسلحة، وهى إحدى مدارس الحركة الوطنية المصرية، لكن الأمر مغاير مع جماعة الإخوان لأنها ليست حركة أو جماعة وطنية؛ بالعكس فإن فلسفتها ترفض الاعتراف بالحدود والأوطان.
فى فترة حكم محمد مرسى قالوا إنه لا توجد حدود بين الأمصار الإسلامية، وبما أن قطاع غزة تحت حكم حماس، وحماس جزء من الإخوان المسلمين، ومصر بالنسبة لهم ولاية من الأمصار الإسلامية، وبذلك هما كيان واحد، ولهذا السبب لم يكونوا يعارضون توطين أهالى غزة فى سيناء، وأعتقد أن رفع أعلام «داعش» فى سيناء أثناء عام حكمهم الأسود كان جزءًا من التمهيد لهذه الفكرة.
وبهذه المناسبة نحيى شهداء الجيش والشرطة والمدنيين الذين ضحوا بحياتهم وحالوا دون تنفيذ هذا المخطط، وبالتالى هذا أحد الأسباب التى تفسر شراسة معاداة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لأن الإخوان كانوا فرصة كبيرة على الأقل لمعالجة مشكلة اللاجئين.
وعند التأمل فى ثورات الربيع العربى نجد أنها كانت تسعى لتفريغ المنطقة من الجيوش والأنظمة الوطنية، وإفساح المجال للأنظمة الدينية التى لا تؤمن بالحدود ولا الأوطان؛ لتمرير المخطط الصهيونى للمنطقة بإذابة القضية الفلسطينية وإعادة توطين الفلسطينيين اللاجئين والسكان فى عدة دول عربية.
هذا النهج كان يخدم الفكر الصهيونى، ويسهل الاستيلاء على الضفة الغربية، وتفريغها من سكانها الأصليين مثلما حدث فى فلسطين ١٩٤٨، ومن يصر منهم على البقاء فعليه الخضوع للقوانين الإسرائيلية، مع الفارق أن إسرائيل لم تعلن نفسها دولة قومية فى ١٩٤٨، ولكنها فى ٢٠١٨ أعلنت عن أنها دولة قومية لليهود فقط، وبالتالى كانت ثورات الربيع العربى لعبة كبيرة فشلت بسبب صمود سوريا، وثورة ٣٠ يونيو.
وتقديرى الشخصى أن شراسة مواجهة الأنظمة الغربية لثورة يونيو لم تكن بسبب أنها أطاحت بالإخوان من حكم مصر، لكنها وجهت ضربة فى مقتل للمخطط الصهيونى الذى كان يستغل فكرة الخلافة الإسلامية، وتحقيق الأستاذية على العالم، وأن يكون الإسلام هو من يحكم العالم، والرئيس مبارك حذر بريطانيا من دعم «الإخوان»، وقال إنها ستنقلب عليها فى يوم ما، والأيام أثبتت صحة قوله.
■ كيف ترى صياغة موقف مصر الدبلوماسى مع مخطط التهجير من غزة؟
- عندما نجد مليون فلسطينى على الحدود يهربون من الآلة العسكرية الإسرائيلية، ويبغون الحماية وليس التوطين، وليس الإقامة الدائمة، وإنما الهرب من بطش إسرائيل، لأن العدوان الإسرائيلى القائم، وفى حال اجتياح غزة، لا يسعى لتحقيق انتصار عسكرى لكن يركز على الإبادة والتدمير والقتل وستحدث مجزرة- فإن مصر لا تستطيع أبدًا أن تدير ظهرها للفلسطينيين، ويتوجب على صانع القرار التصرف بما يحافظ على القضية الفلسطينية والأراضى المصرية، ولا يمس بالسيادة المصرية، ولا بحدودنا مع فلسطين وفق حدود عام ١٩٠٦.
■ وما تقييمك للخطاب الدبلوماسى فى الأزمة الراهنة منذ بدايتها؟
- كنت سعيدًا جدًا ببيان الخارجية ردًا على الدعوات الإسرائيلية لسكان غزة بترك منازلهم والتوجه إلى سيناء، لأنه كان بيانًا يعبّر عن هويتنا القومية ومسئوليتنا القومية.
وتصريحات الرئيس السيسى فى كلية الشرطة، وفى الأكاديمية العسكرية، كانت واضحة وصريحة، وتدل على أن مصر تدرك تمامًا ما يدور فى المنطقة العربية، وأن مصر متمسكة بثوابتها العربية والقومية وترفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، لأن ذلك يصفى القضية، ولأن الأرض ستكون ملكًا لمن وقف وراء التهجير، وهم الإسرائيليون.
وهذا موقف يعكس غالبية الرأى العام المصرى، وأنا كدبلوماسى أضع بدائل وسيناريوهات لكيفية تصرف الدولة لإعداد الخطاب السياسى الداخلى والخارجى، وفى هذا الإطار أدعو للتفكير فى كل السيناريوهات.
■ كيف ترى الموقف العربى فى هذه الأزمة؟
- التفاعل والتعامل العربى لا يتناسب مع مستوى ما يتم تدبيره للمنطقة العربية، لأنهم أعلنوا فى إسرائيل، وبمباركة أمريكية، عن أن هذا ردع إقليمى، المقصود به الدول العربية، وسيمتد للجميع، لأن هناك أهدافًا معلنة وأهدافًا غير معلنة، لأن إسرائيل تريد أن تحافظ على أن تكون صاحبة اليد العليا فى المنطقة على الدول العربية وغير العربية، وكذلك على الجماعات، ويخطئ من يعتقد أن معاهدة السلام مع إسرائيل أنهت أطماعها فى سيناء.
■ هل ترى أن ما يحدث حاليًا جزء من أطماع إسرائيل فى سيناء؟
- عندما يقال إنه سيتم ضرب شحنات المساعدات المصرية إذا دخلت غزة فهذا تصريح فى غاية الخطورة، لأنه يلغى دور مصر القومى، ودورها فى الأمة العربية، ودورها فى الصراع العربى- الإسرائيلى.
■ هل ترى أن إسرائيل تتصرف بحسابات منطقية أم أن ما حدث أفقدها صوابها؟
- ما يحدث فى إسرائيل جزء منه يتعلق بنتنياهو، فهو رجل أدرك أن نهايته السياسية اقتربت، وهو كنمر جريح، وليس كل الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة يعكس فقدان التوازن لدى نتنياهو، ولكنه ردع إقليمى واضح، فهم يقولون إنهم من يقررون مصير المنطقة.
وأقول لهم ليست إسرائيل التى تقرر مصير المنطقة، وليست هى التى تقرر خريطة المنطقة ولا مستقبلها؛ بصرف النظر عن معاهدات السلام مع الدول العربية، فهذا لن يلغى جوهر القضية، فالصراع ليس على الأرض والحدود، ولكنه على هويتنا، والكلمة لا ولن ينبغى أن تكون لإسرائيل، لأن هذا تهديد للوطن العربى كله.
ومصر كيان كبير، وهم الآن يلعبون لعبة كبيرة ولن ندخل فى تفاصيلها لحساسية الأمر، ولكنهم يسعون للوقيعة بين الدول العربية والقوى الرئيسية لأنهم يسيرون بمبدأ «فرّق تسد»، وألا يكون هناك تجمع عربى.
■ وما تأثير ما حدث على الاتفاقيات التى شهدتها المنطقة مؤخرًا وتحديدًا الاتفاق الإبراهيمى؟
- إسرائيل لا تستطيع أن تعيش فى سلام، فهى دائمًا فى حاجة لحروب وعدو حتى لو وهمى، ولو لم يكن هناك أعداء لها ستخترعهم.
ومن يعتقد أن هناك سلامًا حقيقيًا مع إسرائيل، مثل الذى تم بين ألمانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، فهذه الدول وضعت عداوتها فى الخلف، ولكن إسرائيل لا.
مصر على مر التاريخ فتحت ذراعيها لكل من لجأ إليها هربًا إما من حروب أو قهر، والمثال على ذلك أن سيدنا عيسى وستنا مريم لجآ لمصر هربًا من طغيان الإمبراطور الرومانى، ومكثا بها ٣ سنوات، وفى العصر الحديث لجأ إلينا إخوة عرب ثم عادوا لبلادهم بعد تحسن أوضاعها، ومؤخرًا استقبلت مصر عراقيين وسوريين ويمنيين وسودانيين وليبيين ولم تبخل بأى مساعدة.
يجب أن نفرق بين اللجوء والنزوح والتوطين، اللجوء يعنى الاحتماء لفترة مؤقتة، أما النزوح فبه قدر من الاستمرارية، وبالتالى فإن النزوح يعنى ترك الموطن إلى مكان آخر، ليس بالضرورة أن يكون أبديًا وإنما لفترة طويلة، من خلال المخيمات وأماكن الإيواء المؤقتة، لكن لا أحد يعلم إلى أى مدى.
أما التوطين فهو احتلال أرض والتجنس بجنسية البلد، أى أنه أدار ظهره لوطنه الأصلى وجاء لوطن جديد يتوطن فيه، أى لا توجد عودة للوطن السابق، وتصورى أن كل ما تعارضه مصر هو التوطين، حتى لا يتم تفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها، كما أتصور إذا وُجد لاجئون فلسطينيون فإن منظمات مصرية عديدة ستذهب لاستقبالهم وتقديم كل ألوان الدعم لهم، فهذه هى مصر دائمًا.
■ ما مفاتيح التعامل مع الشخصية الإسرائيلية؟
- لقد تعاقب علىّ ثلاثة سفراء إسرائيليين، ومن الواضح أنهم كانوا لا يعرفون خلفيتى، أو اعتقدوا أننى من المسئولين المصريين فى ذلك الوقت الذين من الممكن أن ينساقوا خلف أحاديثهم الجميلة عن السلام والتعايش، لكننى كنت أرد عليهم ردودًا فى بعض الأحيان وصفوها بالقاسية، لكن فى حدود الدبلوماسية.
وزير الدفاع الإسرائيلى وصف الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية»، وبأنه سيتم التعامل مهم من هذا المنطلق، و«هتلر» نفسه لم يصف اليهود بهذا الوصف، فكيف لى أن أتصور أنهم يؤمنون بالسلام والتعايش.
توجد أشياء حدثت، كنت أتمنى عدم حدوثها، وهى أن هناك أناسًا فى مصر خارج الدوائر الحكومية يتعاونون معهم، وقد حزنت كثيرًا لأن هناك أناسًا فى مصر يتعاونون مع الأمريكان والإسرائيليين على حساب مصر بهذا الشكل، لن أذكر أسماء، لكن يوجد اثنان من بينهم يُشار إليهما بالبنان ويحظيان بالإشادة.
لا أريد أن أتهمهم بالعمالة، لكنهم يتعاملون معهم بانبهار، وأنا أقول لهم فيم الانبهار؟ ما المبهر فى القتل واحتلال الأراضى، هذه دولة لا تفهم إلا منطق القوة.
■ ما تفاصيل آخر زيارة للرئيس مبارك إلى أمريكا فى ٢٠٠٤، خاصة أنه بعد ذلك لم يزر الولايات المتحدة إلا فى ٢٠١٠؟
- إن آخر زيارة للرئيس مبارك إلى أمريكا كانت أبريل ٢٠٠٤، ثم امتنع عن زيارة الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام ٢٠١٠، ومن ثم ساءت علاقته بالرئيس بوش، وقد كان الرئيس مبارك محقًا فى ذلك.
مبارك لم يذهب إلى واشنطن إلا عندما دعا أوباما، الرئيس الديمقراطى خليفة بوش، إلى قمة رباعية لإطلاق محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، حيث دعا إليها الملك عبدالله، ملك الأردن، ونتنياهو، ومحمود عباس، والرئيس مبارك، ونتنياهو لبّى الدعوة وهو يعلم أنه سيُفشل مباحثات السلام.
إن ما حدث فى عام ٢٠٠٤ هو أن الرئيس بوش دعا الملك عبدالله إلى مزرعته فى تكساس، وكان ذلك بمثابة التكريم، ثم رأى الأمريكيون أنه وجّه الدعوة للرئيس مبارك للحضور، وذلك كنوع من لعب التوازنات فى العلاقات الأمريكية- العربية، وسافر الرئيس مبارك بالفعل، لكن دون أن يعلم أنه خلال وجوده فى الولايات المتحدة الأمريكية توجد زيارة رسمية مقررة لشارون فى البيت الأبيض، ودون أن نعلم أنه خلال هذه الزيارة سيتم تبادل الخطابات بين بوش وشارون.
كان الرئيس مبارك فى هيوستن، وتم استقبال شارون فى البيت الأبيض وتم التوقيع على الخطابات، وبالتالى قرر الرئيس مبارك مقاطعة بوش، حتى عندما كان يأتى بوش إلى شرم الشيخ لم تكن العلاقات على ما يرام، والرئيس مبارك كان محقًا، كما أنه لم يذهب إلا عام ٢٠١٠ فقط لأجل القمة الرباعية لإطلاق مباحثات السلام، التى أفشلها نتنياهو.
إن مباحثات السلام انطلقت فى سبتمبر ٢٠١٠، فى القمة الرباعية فى البيت الأبيض، وانتهت فى أبريل ٢٠١٤، على يد نتنياهو.
نتنياهو لا يريد حل الدولتين ويريد بسط السيادة الإسرائيلية على كامل فلسطين، ففى يونيو ٢٠٠٩ حتى يحتوى الإدارة الأمريكية الجديدة الديمقراطية- إدارة الرئيس باراك أوباما- ألقى كلمة قَبِل فيها بمبدأ الدولة الفلسطينية، لكن بشرط أن تكون منزوعة السلاح، وأن يكون لسلاح الجو الإسرائيلى الحق فى اختراق المجال لهذه الدولة فى الوقت الذى يشاء.
وكانت العلاقة بين نتنياهو وأوباما سيئة وبلغت الذروة فى ديسمبر ٢٠١٦؛ حين مررت أمريكا قرارًا فى مجلس الأمن يدين الاستيطان، كما أن وزير الخارجية وقتها، جون كيرى، ألقى كلمة قوية انتقد فيها الاستيطان الإسرائيلى وقال إنه يقوض حل الدولتين.
السبب الآخر لسوء هذه العلاقات كان إيران، ففى مارس ٢٠١٥ كان مجلس النواب الأمريكى بأغلبية جمهورية، وكان رئيس مجلس النواب من الحزب الجمهورى، وكان اسمه جون بينر، وقد أقدم على فعل شىء غريب لم يسبق أن حدث فى تاريخ العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وجّه دعوة رسمية لنتنياهو حتى يحضر إلى واشنطن لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسى الشيوخ والنواب الأمريكى، دون التنسيق مع البيت الأبيض، أى دون التنسيق مع باراك أوباما.
وحضر نتنياهو وألقى كلمة كلها هجوم على مشروع الاتفاق النووى الأمريكى الأوروبى الروسى الصينى «٥+١»، الذى جرى توقيعه فى يوليو، وكان أحد أسباب توقيع أوباما على هذا الاتفاق هو سحب البساط من تحت قدمىّ نتنياهو لمنعه من شن ضربة عسكرية ضد إيران.
■ هل ترى أن الأحداث الأخيرة، رغم توحش الآلة الإسرائيلية ورغم ما يُصرحون به عن الفلسطينيين وعما يريدون فعله، نهاية لتاريخ نتنياهو السياسى أم أنها منحته قبلة الحياة؟
- نتنياهو انتهى.. يوجد حاليًا نوع من الوحدة الشكلية بين الإسرائيليين تحت ضغط هذا الظرف، ثم تأتى آلة الدعاية الإسرائيلية والغربية التى تصور الفظائع التى قيل إنه جرى ارتكابها خلال هذه العملية، هذا بالنسبة للوقت الحالى، لكن يومًا ما ستنتهى الحرب وتنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بصرف النظر عما سيؤول إليه ذلك، أو مدى استمراره، فسوف يجرى تشكيل لجنة تحقيق مع نتنياهو شخصيًا، لأن حصار غزة منذ عام ٢٠٠٧ حتى اليوم كان بدعوى حماية إسرائيل.
كما أنه سيكون هناك واقع سياسى جديد فى إسرائيل، لكن هذا الواقع السياسى سوف يتأرجح بين جناحين، الوسط الإسرائيلى وقدرته على الوصول إلى الحكم، أو أن اليمين المتطرف الإسرائيلى يستمر فى الحكم لكن دون نتنياهو.
■ هل توافقنى الرأى فى أن مصر مع القضية الفلسطينية ومع المحافظة على بقائها حيّة بما لا يتعارض مع أمنها القومى أو الانتقاص من حدودها؟
- القضية الفلسطينية منذ عام ١٩٤٨ حتى هذه اللحظة هى قضية أمن قومى مصرى من الدرجة الأولى.
■ ما مصير خطة نقل الفلسطينيين إلى سيناء كحل من وجهة نظر الإسرائيليين؟
- الخطة يمكن تنفيذها بأشكال متعددة، وليس بالضرورة كما تم إعدادها فى الأصل، لكن الفكرة موجودة، ومن الممكن أن تنفذ عن طريق سلام اقتصادى، أو عن طريق إحياء فكرة أن بعض الدول الأوروبية، بالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ونيوزيلندا، تأخذ أعدادًا بين ١٠٠ ألف و١٥٠ ألفًا ولا يزيدون على ذلك، للدول الست أو السبع التى عرضت فكرة الاستقبال فى إطار سعيها لاستتباب الأمن والسلام فى الشرق الأوسط، وبالتالى يمكن أن تنفّذ، أيضًا، بهذه الطريقة، أو بالسلام الاقتصادى الذى يشمل الدول العربية؛ بما فى ذلك إسرائيل والأراضى الفلسطينية دون إلغاء الحدود.