السفير الفلسطينى بالقاهرة يطالب المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لوقف الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة
أكد السفير الفلسطيني بالقاهرة، دياب اللوح، أن فلسطين تمر بلحظات تاريخية عصيبة جدًا، حيث تعد من أخطر المعارك والحروب التي خاضها الشعب الفلسطيني، لأنها تستهدف وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وتريد اقتلاعه منها.
جاءت تصريحات السفير الفلسطيني بالقاهرة خلال مشاركته في اللقاء الجماهيري، الذي نظمه حزب التجمع، للتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 75 عامًا.
وأشار السفير الفلسطيني إلى مقولة الرئيس محمود عباس: "لن نترك أرضنا ولن نسمح بأن تكون هجرة جديدة"، واصفًا الثمانية أيام الماضية بأنها من أصعب الأيام التي مرت على أبناء الشعب الفلسطيني جراء هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي يستهدف الشعب في قطاع غزة بحرب إبادة جماعية ضد الوجود الفلسطيني، سواء بتدمير ممنهج للبيوت والبنية التحتية واستهداف مقصود لشل الحياة والحركة في قطاع غزة، من خلال قطع الكهرباء والمياه وقصف المعابر وتوقف محطات الوقود والكهرباء، مؤكدًا أن كل هذه المعطيات والظروف الحالكة والمعقدة جدًا نتاج الممارسات الإسرائيلية العنصرية، والتي تتناقض مع القانون الدولي والإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
وأكد السفير دياب اللوح أن إسرائيل تمعن في خرق القوانين الدولية وتطلق أوامرها وبطشها وتهديداتها لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني في محاولة لإفراغ القطاع من سكانه وتدميره، مشيرًا إلى أن جنرالًا عسكريًا صرح بأن ما ألقى من قنابل على قطاع غزة خلال ثلاثة أيام يوازى ما ألقته أمريكا على القاعدة وأفغانستان في عام كامل، متابعًا بقوله إن: فلسطين الآن تواجه إسرائيل وأمريكا سويًا، والتي لم تتأخر عن الإسراع بالانحياز إلى صف الظلم الإسرائيلي الممعن ضد فلسطين، وبادرت بإرسال الأموال والأسلحة والصواريخ التدميرية الحديثة والبوارج الأمريكية والبريطانية التي تحركت للتضامن مع إسرائيل.
وتابع: "بفضل جلد أبناء شعبنا والتفاف الأصوات الحرة من العالم أجمع ومصر على وجه الخصوص لدعم أبناء الشعب الفلسطيني في محنته، وبفضل موقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والقيادة والجيش المصري، فلن تتحقق مخططاتهم الاستعمارية الاستيطانية، وسيبقى الشعب الفلسطيني ثابتًا على أرضه راسخًا من جذوره بالأرض كشجر الزيتون، ولن يتمكن أحد من اقتلاعه من أرضه".
السفير الفلسطيني: فلسطين حريصة على الأمن القومي المصري
وأكد السفير الفلسطيني أن فلسطين حريصة على الأمن القومي المصري، وأن القيادات الفلسطينية والمصرية تعمل بشراكة لمواجهة كل التحديات والحفاظ على السيادة المصرية على أراضيها، وأن حق العودة مكفول لأراضي فلسطين، وأن فلسطين كما رفضت سابقًا مخططات التوطين، ستبقى تناضل وترفض كل مخططات تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو غيرها، وأنه لا دولة فلسطينية بدون غزة، وأنه لا عاصمة بدون القدس ولا عاصمة غير القدس بل القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وحمل السفير اللوح حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي المسئولية الكاملة لوصول المنطقة إلى هذه المرحلة من الانزلاق الخطير، وتعمد حكومة اليمين المتطرف تحويل الصراع السياسي إلى ديني متطرف، مما من شأنه أن يجلب الكوارث إلى المنطقة، لاسيما ومغبة تسويق الروايات والخرافات الصهيونية الكاذبة التي تضلل حقيقة الصراع من سياسي تاريخي إلى سكاني ديموغرافي، مؤكدًا أنه ستبقى نضالات الفلسطينيين مستمرة حتى استعادة كامل التراب الوطني كما سارت مصر وحققت انتصاراتها العتيدة في أكتوبر المجيد.
وطالب السفير اللوح المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بتحمل مسئوليته السياسية والتاريخية لوقف العدوان الغاشم، وسرعة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي البغيض وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حياته الطبيعية والتمتع بحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة المتصلة جغرافيًا على خطوط الأرض التى احتلت 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا المجتمع الدولي بإتمام المبادرة النوعية التي طرحها الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط كفرصة أخيرة لإنقاذ المنطقة، والتي كان رد إسرائيل عليها هو حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد السفير اللوح استمرار الاتصالات المكثفة بين الرئيس أبومازن والأشقاء العرب لوضع حد لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، آملًا أن تكلل بالنجاح عاجلًا للجم هذه الحرب ونيرانها المشتعلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة المتصلة جغرافيًا والقابلة للحياة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، موضحًا أن القيادة الفلسطينية تستمر في جهودها من أجل بناء السلام العادل والشامل في المنطقة، من خلال الاستناد إلى المرجعيات والقرارات الدولية كافة ذات الصلة، مطالبًا بالتدخل العاجل لإنصاف الشعب الفلسطيني، وتبني حل سياسي يُفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله لأرض دولة فلسطين، ووضع حد لآخر احتلال في العالم.
كما أعرب السفير اللوح عن تحية شكر وتقدير للقيادة والشعب المصري لروحه التضامنية العالية والملموسة على كل المستويات في دعم الشعب وإغاثة الشعب الفلسطيني عبر قوافل الإمدادات الطبية والغذائية وحملات التبرع المستمرة في أنحاء الجمهورية، والتي تنتظر على بوابات معبر رفح لتغيث أبناء شعبنا في غزة، موجهًا الشكر للقرار السيادي المصري باستقبال المعونات الدولية من الدول الصديقة عبر مطار العريش الدولي، وأن الجميع ينتظر أن تتوقف إسرائيل عن قصف بوابات المعبر وتهديداتها، ليتمكن المواطنون والمساعدات من دخول القطاع.