منهم بورخيس وماركيز.. تعرف على أهم كتاب الواقعية السحرية حول العالم
الواقعية السحرية هي أسلوب أدبي يتم فيه دمج السرد الذي يبدو واقعيًا مع الخيال والخارق للطبيعة والأسطوري.
ترتبط الواقعية السحرية بشكل شائع بازدهار أدب أمريكا اللاتينية في الستينيات والسبعينيات. ومع ذلك، فإن هذا المصطلح ينطبق الآن على نطاق واسع على أعمال المؤلفين من جميع أنحاء العالم، وعلى الكتاب الذين سبقت أعمالهم تلك الفترة.
يلقي موقع the collector الضوء على 5 مؤلفين رئيسيين أسهمت أعمالهم في تشكيل ما نفهمه من الواقعية السحرية وما يمكن أن تحققه.
خورخي لويس بورخيس
ولد خورخي بورخيس في 1899، وأصبح أحد أشهر كتاب المقالات والشعراء والمترجمين وكتاب القصة القصيرة في الأرجنتين. من خلال مزج الفلسفة مع الأساطير وعناصر الخيال، كان رائدًا في الأسلوب السريالي الذي ألهم العديد من أعمال خلفائه في الواقعية السحرية.
في عام 1938، توفي والد بورخيس، وفي وقت لاحق من نفس العام، تعرض هو نفسه لإصابة خطيرة في الرأس، وأثناء علاجه أصيب بحالة شبه مميتة. خلال فترة النقاهة، سمح لنفسه بحرية استكشاف أسلوب جديد في الكتابة، وهو الأسلوب الذي صنع اسمه ككاتب.
في عام 1941، نشر مجموعته القصصية الأولى بعنوان "حديقة الطرق المتشعبة"، والتي تم تضمينها لاحقًا في القصص الخيالية. في القصة القصيرة المميزة للمجموعة، كان رائدًا في السرد التشعبي، ومن خلال إدخال أحداث تاريخية حقيقية من الحرب العالمية الأولى في القصة في بعض الأحيان بمستوى دقيق جدًا من التفاصيل، أنشأ سردًا يكون فيه الواقع أغرب من الخيال.
ميخائيل بولجاكوف
ولد ميخائيل بولجاكوف في كييف بأوكرانيا (التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية ثم أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفيتي لاحقًا) في 15 مايو 1891، وكان كاتبًا وطبيبًا اشتهر خلال حياته بأعماله الدرامية. ومع ذلك، فقد اشتهر اليوم بروايته "المعلم ومارجريتا"، التي بدأ كتابتها عام 1928، لكنها لم تُنشر حتى وقت وفاته عام 1940، ولم تُنشر إلا في طبعة خاضعة للرقابة الشديدة بين عامي 1966 و1967 بفضل جهود أرملته إيلينا شيلوفسكايا.
السبب في ذلك أن رواية المعلم ومارجريتا هي اتهام مجازي للاتحاد السوفييتي، بما في ذلك مؤسسته الأدبية التي تقرها الدولة، يستكشف بولجاكوف فيها ظاهرة التنافر المعرفي والفساد في قلب المجتمع السوفيتي بينما يقاوم المبادئ الجمالية للواقعية الاشتراكية.
جابرييل جارسيا ماركيز
جابرييل جارسيا ماركيز شخصية بارزة أخرى في أدب أمريكا اللاتينية، وربما أكثر من أي كاتب آخر هو الأكثر ارتباطا بالواقعية السحرية.
وكما أن مصطلح الواقعية السحرية هو في حد ذاته تناقض لفظي، فإن هذا الأسلوب الأدبي يتطلب من الكتاب أن يحافظوا على التوتر بين السحري والواقعي. على الرغم من أن هذا ليس بالأمر السهل، فإن غارسيا ماركيز بارع في الموازنة بين هذين الأسلوبيين المتناقضين.
ولعل أفضل دليل على ذلك هو روايته الرائعة "مائة عام من العزلة" التي صدرت عام 1967، والتي يروي فيها أحداث غريبة وخارقة للطبيعة حتى في أكثر الظروف العادية.
سلمان رشدي
الكاتب الحي الوحيد في هذه القائمة هو سلمان رشدي. ولد رشدي في يونيو 1947 في بومباي بالهند، تحت الحكم البريطاني، لعائلة مسلمة كشميرية. وبعد أقل من شهرين، حصلت جمهورية الهند على استقلالها من الحكم الاستعماري البريطاني، وتم تقسيم البلاد.
وعلى الرغم من أن عائلة رشدي كانت مسلمة، فقد وصف تربيته بأنها "إسلامية ظاهريا فقط"، وتلقى تعليمه في إنجلترا قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في الآداب في التاريخ من كلية كينجز في كامبريدج.
في روايته "أطفال منتصف الليل" 1981 التي أوصلته إلى النجومية الأدبية، وفاز عنها بجائزة بوكر في ذلك العام يقدم رواية مجازية لتاريخ الهند في القرن العشرين، بدءًا من عام 1947، إذ يولد بطل الرواية، في الساعة التي حصلت فيها الهند رسميًا على استقلالها، ومثل الآخرين الذين يطلق عليهم أطفال منتصف الليل، يتمتع بقوى سحرية ومن خلال التخاطر، يعقد اجتماعات مع أطفال منتصف الليل الآخرين، الذين ترتبط حياتهم ارتباطًا وثيقًا بمصير بلدهم.
توني موريسون
ولدت الكاتبة المشهورة عالميًا توني موريسون لعائلة سوداء من الطبقة العاملة في لورين في فبراير 1931.
نشرت موريسون روايتها الأولى "العيون الأكثر زرقة" في عام 1970 ولاقت استحسان النقاد، على الرغم من أنها لم تحقق مبيعات جيدة في البداية. ومع روايتيها التاليتين بدأت تفوز بجوائز أدبية، بما في ذلك جائزة دائرة نقاد الكتاب الوطنية عن الرواية الأخيرة.
في روايتها "أغنية سليمان"، تروي موريسون قصة حياة ماكون؛ الميت الثالث، وهو رجل أسود يعيش في ميشيجان المنعزلة، بالاعتماد على عناصر من أسلوب الواقعية السحرية لاستكشاف حياة رجل أسود في أمريكا ما بعد الحرب.
