الحل المصرى!
"إن حُكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي، فى وجدان الضمير المصري ما جعل مصر، دائمًا وأبدًا، فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك، من أجل الحق العربي المشروع، حين كانت الحرب، فكنا مقاتلين.. وكان السلام، فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا".
بهذه الكلمات حسم الرئيس عبدالفتاح السيسي موقف مصر من الصراع الدائر الآن داخل الأراضي المحتلة محذرًا كل الأطراف من الانحراف بالقضية الفلسطينية عن مسارها الطبيعي كقضية محورية للوطن العربي والعالم.
هذه القضية من وجهة النظر المصرية ترتكز على حقوق تاريخية للشعب الفلسطيني وتؤكدها المواثيق والقرارات الدولية، ولن تكون غير ذلك ولن تعود القضية الفلسطينية لنقطة الصفر، بل لن يتغير مسارها بعيدًا عن هذه الحقوق.
في هذا الجزء من كلمة الرئيس التي ألقاها خلال الحفل المبهر لتخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية أكد أن مصر لن تخذل أمتها العربية أبدًا، وفقًا لما يتطلبه الوضع والظروف الحالية إقليميًا وعالميًا كما لم تخذله من قبل وفي كل الظروف، سواء في الحرب أو في السلم، وهى كلمات واضحة ومباشرة لا تحتاج إلى تعليق ولكنها تحتاج إلى الفهم والإدراك ممن يديرون الصراع الآن.
كلمة الرئيس أكدت أيضًا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه، وأن مصر معه في هذا الحق المشروع ولكن بشرط أن يكون دفاعه من داخل أرضه لا من خارجها، بما يغلق الباب تمامًا عن أي حديث عن نقل سكان غزة إلى سيناء أو ما يسمى بصفقة القرن دون أن يذكر الرئيس ذلك صراحة ولكنها كلمة أو رسالة كان لا بد منها.
ويمكن القول إن الرئيس قد ألقى الكرة في ملعب المجتمع الدولي كى يتحمل مسئولياته تجاه الأبرياء من المدنين والأطفال والنساء ممن ليس لهم أى ذنب في إزهاق أرواحهم أو تهجيرهم من منازلهم أو أن يكون الأبرياء طرفًا في حرب عسكرية تسال فيها الدماء ويروع فيها الآمنون.
ولعل أخطر ما جاء فى كلمة الرئيس هو الجزء الذي قال فيه: "كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه"، وهو يرد على بعض التصريحات العنترية لقادة إسرائيل التي تدعو إلى القضاء على الشعب الفلسطينى أو تهجيره أو تغير الوضع الديموغرافي لغزة وهى كلها عنتريات قد تتسبب في إشعال المنطقة بأكملها والمؤكد أنها لن تكون فى صالح دولة العدو أبدًا.