محمود الجندي.. كيف سكنت روح المحارب داخل ابن «أبوالمطامير» عبر ثلاث شخصيات؟
«الممثل الصاعد محمود الجندى يؤدى دور (نور) الابن الأكبر بوعى وحساسية ويكشف من خلاله، رغم صغر مساحته على المسرح، عن معدن فنى أصيل قادر على المزيد من اللمعان لو أتيحت له فرص أكبر».
ما بين القوسين هو اقتباس من موضوع نقدى كبير نُشر فى مجلة الإذاعة والتليفزيون عن مسرحية فؤاد المهندس الجديدة «إنها حقًا عائلة محترمة» مع نصفه الثانى شويكار بعد انفصال فنى دام لسنوات.. وكعادة المهندس، الذى يعتبر مسرحه هو مفرخة النجوم، اختار من ضمن «كاست» المسرحية، التى استمر تجهيزها لشهور طويلة، ممثلًا جديدًا، كان عمره حينها ٣٣ عامًا، لكن الله حباه بوجه شاب عشرينى لا يتأثر بخطوط الزمن البيانية، وهو محمود الجندى الذى قام بدور ابن الموظف أبوالفضل جاد الله الجامعى العشرينى.
كانت تلك المسرحية بداية متأخرة للنجم الشاب الذى حضر قبل هذا الوقت بـ١٥ عامًا فى منتصف الستينيات من بلده أبوالمطامير التابعة لمحافظة البحيرة، حاملًا على أكتافه أحلامًا بعرض السماء؛ ليدرس فى المعهد العالى للسينما، الذى دخله بأعجوبة، حيث لم يكن محمود الجندى يحمل شهادة الثانوية العامة.. وأقصى ما وصل إليه هو دبلوم الصنايع قسم نسيج، الذى دخله رغبة منه فى رفع كاهل المصاريف الثقيلة عن والده محدود الدخل، قليل الحيلة، ومخططًا أن يكون عامل نسيج محترفًا يدر دخلًا إضافيًا داخل بيت أهله البسيط؛ ليساعد الأب على مواجهة مقالب الدنيا اليومية، ويعينه على سد احتياجات إخوته الكثيرين.
لكن لدغة الفن كانت أقوى على الفتى الموهوب من كل ذلك، حيث استأذن والده فى النزول إلى القاهرة مدعيًا البحث عن فرصة عمل بالدبلوم، ووافق الأب على الفور دون أن يعرف أن ولده يحمل فى صدره نية أخرى غير تلك التى أسرى له بها، وهى الالتحاق بأى معهد فنى، سواء الفنون المسرحية أو السينما؛ ليمارس هوايته الأثيرة، التى ملكت عليه كيانه، وهى التمثيل.
بالفعل حقق الشاب البسيط حلمه وهو الالتحاق بمعهد السينما، وتفوق فيه تفوقًا ملحوظًا، جعل أساتذته فى المعهد يتنبأون له بمستقبل فنى يبدو مشرقًا.. وبالفعل تخرج الشاب النابه، مستقبلًا الدنيا بين أحضانه، ليبدأ رحلته مع الفن ويثبت لأبيه أنه كان على حق فى اختياره.. لكن ما هى إلا أسابيع قليلة بعد التخرج حتى استيقظت مصر صباح ٥ يونيو ١٩٦٧ على أكبر نكسة فى حياتها؛ ليضطر محمود الجندى أن يترك أحلامه المتكسرة خلف ظهره، ويرتدى «أفرول» القوات الجوية جنديًا ضمن آلاف الجنود الذين اختصتهم مصر للملمة جرحها الغائر.
قضى محمود ابن الـ ٢٣ عامًا سبع سنوات، متنقلًا بين مطارات مصر الحربية التى ضرب أغلبها العدو الإسرائيلى فى ٦٧، وعاش أهوال النكسة بكل تفاصيلها مثل زملائه الشباب، واستمر قابضًا على حلمين فى خياله.. الحلم الأول هو «حلم قومى» وهو أن يستطيع مع زملائه فى الجيش المصرى استدراك الأمر وإزاحة مرارة النكسة بنصر مبين، والحلم الثانى «شخصى» وهو حلمه الفنى الذى لم ينسه تحت وطأة الحرب الضروس، بل كان يسترق الوقت لممارسته بين الجنود عندما تنادى عليه أحيانًا نداهة الفن على الجبهة وينسى القتال.. وهو ما عرّضه لسيل من العقوبات العسكرية التى وقعها عليه رؤساؤه، والجميل أن حكايات تلك الأفعال حكاها بنفسه الفنان القدير محمود الجندى كثيرًا فى معرض كلامه عن الحرب دون أن يشعر بالخجل؛ لأنه يدرك أن حلمه الفنى حتى ولو شغل تفكيره أحيانًا فإنه لم يُشغله أبدًا عن هم وطنه المثقل بالهزيمة والصدمة.
حتى جاءت ٦ أكتوبر ١٩٧٣ لتضرب عصفورين أو قل حلمين لمحمود الجندى بحجر واحد، حيث تحقق النصر الذى قضى من أجله ٧ سنوات داخل الجيش المصرى وأعطاه الحرية ليبدأ تحقيق حلمه الآخر وهو حلم طفولته وريعان شبابه.. ليبدأ محمود الذى أصبح الآن ابن الثلاثين عامًا يوم خروجه من الجيش على رتبة نقيب، تحقيق حلم الفن.
ومن لحظة تركه للحياة الميرى سنة ٧٤ وهو يحاول أن يُلقى بنفسه فى أحضان الفن، حيث امتلك شراهة التعبير الفنى عن نفسه المكبوتة فكتب الشعر، لدرجة أن صلاح جاهين تنبأ له مازحًا بأنه خليفة «شكسبير»، كما غنى محمود بصوت نادر التكرار، وعُين فى مسرح الطليعة؛ ليبدأ رحلته مع التمثيل التى كانت متعثرة فى السنوات الأربع الأولى، حتى جاءته فرصة المهندس من خلال مسرحية «إنها حقًا عائلة محترمة» لتبدأ تجربته الفنية الثرية فى التبلور عبر أدوار صغيرة، لكنها طبعت فى وجدان الناس بفعل لمعان موهبة ابن المطامير، حيث حملت الثمانينيات دورة فنية للجندى بأدوار نوعية مركبة لا يمكن أن يتم إسنادها إلا إلى شخص فى حجم موهبته، مثل دوره فى مسلسل عادل إمام مطلع الثمانينيات «دموع فى عيون وقحة»، الذى استفاد فيه الجندى من جماهيرية الزعيم المتصاعدة لأعلى حد، وتم تركيز الضوء عليه، حيث أدى دور شقيق جمعة الشوان البطل المصرى، واستمر الجندى فى طريقه الفنى يلمع بين دور وآخر خاصة فى التليفزيون.. لكن اللافت بالنسبة لنا أن هناك أدوارًا بعينها تشعر بأنها تماست مع روح تعيش داخله وهى روح الجندى المقاتل على الجبهة الرافض للعدوان الصهيونى.. الشخصية التى كسرتها هزيمة يونيو، وأحياها من الرماد نصر أكتوبر.
ثلاث شخصيات أداها بصدق المقاتل جعلها أيقونات لا يمكن أن تنسى حتى لو كانت عبارة عن مشهدين فى فيلم.. الشخصية الأولى حسين شوقى رضوان فى رائعة أسامة أنور عكاشة «الشهد والدموع»، والشخصية الثانية هو عبدالرحمن سائق عربية الصحافة وبطل رواية الغيطانى «حكايات الغريب»، والشخصية الثالثة هى الرجل السِكير المقاوم فى فيلم «ناجى العلى».. ثلاث شخصيات كان الرابط بينهم هو الصدق المتناهى، وتماهى الخيال التمثيلى الذى يؤديه محمود الجندى مع واقع فعلى عاش فيه لمدة ٧ سنوات فى ميدان القتال.. دعونا نرى:
حسين شوقي رضوان.. أروع تعبير عن صدمة النكسة التى أصابت كبد الوطن
فى الحلقة السابعة عشرة من الجزء الثانى من مسلسل «الشهد والدموع» عاد حسين ابن زينب «عفاف شعيب»، وشوقى رضوان المقتول قهرًا على يد أخيه حافظ رضوان.. عودة حسين إلى الحارة التى يسكن فيها، كانت فى أقسى لحظات الضعف والهوان التى يعيشها أهل الحارة الذين خدعتهم البيانات العسكرية الكاذبة فى الراديو، وأوهمتهم أن الجيش المصرى على بعد خطوات من تل أبيب.. ثم استيقظوا على فاجعة الهزيمة التى صار اسمها نكسة على يد محمد حسنين هيكل، أهم صحفى مصرى على الإطلاق.
فجيعة أهل الحارة تضاءلت بجوار ما رأيناه على وجه شوقى العائد لتوه من الجبهة حاملًا فى يده منديل صديقه «عباس»، الذى قتله العدو الصهيونى، وهو ينادى «ماتسيبنيش يا عباس ماتسيبنيش يا عباس».
صدمة الجنود بعد النكسة صورت فى كثير من الأعمال الفنية على يد كبار النجوم، لكنها أبدًا لم تصل لهذا الحد من الصدق الذى شخّص به محمود الجندى دور حسين شوقى رضوان عبر مشاهد معدودة، لكنها كانت تشع صدقًا وجمالًا.. ويعود ذلك بالطبع للخلطة السحرية التى تمثلت فى النص المبدع للكبير أسامة أنور عكاشة مع التمثيل الأكثر إبداعًا لمحمود الجندى.
تفسير ذلك، من وجهة نظرى، هو أن الحقيقة اختلطت بالتمثيل فى تلك المشاهد الأيقونية، فأسامة من ناحية هو كاتب مهموم بوطنه يذوب عشقًا فى ترابه، عاش مع جيله مرارة الانكسار هو الآخر، ورأى كل الأحلام التى بناها فى خياله خلال شبابه وقد تهدمت تمامًا بفعل صدمة النكسة.. ومع أنه لم يمسك بسلاح ليحارب لكنه أمسك بقلمه لينزف بمداده همومه وهموم جيله.. أما محمود الجندى من الناحية الأخرى فقد عاش النكسة بكل تفاصيلها ومفرداتها ولم يفته هنة منها، ورأى زملاء له يواجهون الموت وغدر العدو.. ورأى الانكسار فى عيون الجميع على الجبهة بعد أن آمنوا بالقضية ثم وجدوها تُدك تحت أقدام الأكاذيب وقذائف الصهاينة.. والأكثر من ذلك بقى محمود حاملًا سلاحه لمدة سبع سنوات، حتى اقتنص مع زملاء الحلم والحرب انتصارًا مدويًا على عدو غدر بهم على حين غرة قبل سنوات.
فلا عجب إذن فى خروج مشاهد حسين شوقى رضوان بتلك الروعة وهذا الصدق.. وهو الجندى العائد من ميدان الحرب مكسورًا بالهزيمة، ولا هَم له إلا الذهاب إلى أبوالمطامير لمقابلة الحاج عبدالجواد والد صديقه عباس، صاحب المنديل الدامى؛ ليسلمه رسالة من ابنه المغدور.. والمفارقة هنا أن أبوالمطامير المذكورة على لسان شخصية حسين شوقى هى نفسها بلد محمود الجندى، ولا نعرف على وجه الدقة من اختار «أبوالمطامير» تحديدًا لتأتى على لسان حسين لتكون بلدة صديقه عباس، وهل هى من كتابة عكاشة فى النص الأصلى أم أن محمود الجندى استأذن عكاشة لتكون هى البلدة المذكورة فى المسلسل؛ ليستمر الخلط بين الواقع والخيال، حيث إن أبوالمطامير هى بلدة الجندى الذى ظل منتميًا لها روحيًا حتى وفاته، وكأنه أراد أن يخلد اسم بلدته التى تربى فيها وشهدت أحلامه كما شهدت انكساراته أثناء عودته من الجبهة فى إجازات قصيرة خلال حالة اللاسلم واللاحرب التى استنزفت طاقته هو وأبناء جيله حتى تحقق النصر المدوى فى ٧٣.
«الشهد والدموع».. إنتاج - ١٩٨٥
عبدالرحمن الغريب.. سواق عربية الصحافة.. حلم أهالى السويس الجميل
جمال الغيطانى الأديب الفذ والمراسل الحربى الأهم على الجبهة أثناء حرب الاستنزاف وأكتوبر ٧٣، وأروع من كتب عنها حكايات إنسانية «رهيفة».. وهى الحكايات التى لم يكن لتستخرج من بين حطام الحرب إلا بسن قلم أديب بقيمة الغيطانى.. ومن ضمن تلك الحكايات كانت حكاية عبدالرحمن محمود، سائق سيارة الصحافة، التى دخلت السويس يوم ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ ولم يظهر لها أثر، لا هى ولا السائق، ورصد الغيطانى ما حدث داخل مؤسسة الأخبار التى ينتمى لها من إجراءات روتينية لاستعادة العهدة المفقودة، وأثناء ذلك تعمق الأديب داخل البنيان الاجتماعى الذى ينتمى له هذا السائق الطيب المسالم؛ لتتكشف له بطولاته الهائلة فى ملحمة المقاومة الإعجازية التى قام بها أهالى السويس أثناء الحصار المقيت الذى خلفته الثغرة.
هنا وجد محمود الجندى نفسه أمام دور آخر يلمس واقعه الذى عاشه قبل ما يقرب من عشرين عامًا، حيث أُنتج الفيلم سنة ١٩٩٢.. المفارقة أن محمود الجندى طبقًا لحكيه قد عاش الثغرة وعاصر حالة التردد والقلق التى سيطرت على الجميع، مخافة أن يسلب منهم النصر الذى جاء بعد معاناة.. كان حينها محمود فى مطار فايد.. ورأى بأم عينيه جحافل الأعداء تتسرب من الثغرة بقيادة شارون فى طريقها للسويس لحصارها.. وبالتأكيد لم يكن محمود الضابط المقاتل حينها يعرف أنه بعد ١٩ عامًا سترشحه المخرجة العظيمة إنعام محمد على ليقوم بدور الغريب الذى دخل السويس المحاصرة؛ ليسطر مع أهلها أسمى البطولات ويصبح هو وكل الغرباء الذين دخلوا السويس حكاية يحكيها السوايسة عبر الأجيال لأبنائهم وأحفادهم، ويغزلون منها أعذب الأغانى وأصدقها.
تقمص محمود الجندى كعادته دور عبدالرحمن بكامل جوارحه.. وكأنه يقول هذه حياتى فقد عشتها ولن أحتاج إلى سيناريو وحوار، فقد كنت هناك على بعد كيلومترات من بطولات هذا الغريب وكانت تتهادى إلى أسماعى أنا وزملائى فى مطار فايد الحربى أنباء بطولات أهالى السويس والغرباء، الذين دخلوا ليساعدوا أهلها فى ملحمة صمودهم.
حتى أصعب اللحظات التى عاشتها شخصية السائق عبدالرحمن، وهى وفاة ابنة أخته فى مدرسة «بحر البقر» لم تكن ببعيدة عنه، كان ذلك فى ذروة حرب الاستنزاف سنة ١٩٧٠، حيث كان ابن أبوالمطامير حينها ضابطًا فى القوات الجوية، وبالتأكيد بكى على ما سمعه من أهوال تلك المجزرة البشعة فى حق مدرسة تابعة لبلدة صغيرة فى ريف مصر لا تختلف كثيرًا عن بيئته التى خرج منها فى أبوالمطامير.. لذلك عندما كان يبكى محمود الجندى متقمصًا دور عبدالرحمن على فراق «أمل» بنت أخته، اختلطت دموع الشخصية بدموع محمود نفسه المصرى الذى رأى تغول وجبروت العدو الصهيونى على الأطفال، أضعف خلق الله، دون أن يهتز لهم جفن.
وفى النهاية أصبح فيلم «حكايات الغريب» قليل الإمكانات واحدًا من أهم الأعمال الفنية التى أرّخت لملحمة المصريين أثناء حرب أكتوبر عبر جانب مضىء من تلك الملحمة هناك فى السويس «بلد الغريب».
«حكايات الغريب».. إنتاج - ١٩٩٢
الرجل السكير الواعي.. فى انتظار ما لا يجىء.. «الجيوش العربية»
فى نفس الشهر الذى عرض فيه فيلم «حكايات الغريب» لأول مرة كان محمود الجندى على موعد مع دور آخر تماس مع شخصية المحارب داخله، ولمست عروق مقاومة العدوان الصهيونى الذى واجهه على أرض الواقع قبل عشرين عامًا.. لكن الدور هذه المرة كان أكثر تكثيفًا وعمقًا عبر مشهدين أو ثلاثة لا أكثر فى فيلم «ناجى العلى».
بالطبع لا يخفى على أحد مقدار الهجوم الصحفى الذى واجهه صناع الفيلم، وعلى رأسهم بطله ومنتجه نور الشريف، والذى قاد هذا الهجوم هو إبراهيم سعدة بإصدارات مؤسسة أخبار اليوم كلها ومعه الجمهورية وعدد من الكتاب الذين رأوا أن شخصية ناجى العلى، رسام الكاريكاتير الفلسطينى، لا تستحق أن تخلد فى فيلم مصرى بسبب آرائه المهاجمة للنظام المصرى حينها.
لم تكن الصحافة الورقية كلها ضد الفيلم، بل أفردت بعض الصحف والمجلات صفحاتها لعقد ندوات لأبطاله؛ ليدافعوا عن فيلمهم مثلما فعلت مجلة «صباح الخير» عندما استضافت الفنان نور الشريف؛ ليرد على الانتقادات الكثيفة له ولفيلمه.. ما يهمنا فى هذا الصدد من كلام نور الشريف كان كلامه عن محمود الجندى وشخصية المواطن المصرى السكير، الذى تقمصه الجندى فى مشاهد هى الأروع داخل أحداث الفيلم؛ لما تحمله من دلالات المقاومة الكامنة داخل كل مصرى وعربى، حتى لو ظهرت عليه اللامبالاة والتشظى، فيقول نور بنص ما كتب فى عدد «صباح الخير» الصادر يوم ١٣ فبراير ١٩٩٢ «قبل تصوير الفيلم كان رأيى الشخصى أنه لا داعى لمحمود الجندى فى هذا الدور، وأن تأتى أى شخصية عربية أخرى وحتى لا نُتهم بالعنصرية لأنه المواطن الذى يطرح أخطر تساؤل، وهو متى تأتى الجيوش العربية، ولكن بعد مناقشات اقتنعت برأى عاطف الطيب، ومن يرى الفيلم يدرك أن شخصية محمود الجندى هى الشخصية الوحيدة الأكثر وعيًا بما يدور حولها، رغم أنه مخدر لسوء الوضع العربى وقت الحصار الإسرائيلى للبنان».
إذن فقد وضع نور الشريف بكلامه لـ«صباح الخير» يده على مكنون شخصية الرجل المصرى السكير، الذى هاجم الكثيرون الفيلم لأجل الثلاثة مشاهد بدعوى أنها إساءة لمصر.. كما وضع محمود الجندى كل أحاسيسه التى اختزنها داخله عبر سنوات الحرب حبًا لهذا الوطن وبغضًا للعدو الصهيونى الغاشم، وهو يقول آخر جملة له، مانحًا الأمل لكل مصرى وعربى قبل أن تغتاله رصاصات الجنود الإسرائيليين «هتيجى الجيوش العربية.. وهتمسحكم مسح يا ولاد الكلب».
«ناجى العلى».. إنتاج - ١٩٩٢