.. واجتمع وزراء الخارجية العرب
فى ختام اجتماع دورته غير العادية، طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، أمس الأول الأربعاء، بـ«الوقف الفورى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد فى القطاع ومحيطه»، وأكد أنه يدعم «ثبات الشعب الفلسطينى على أرضه والتحذير من أى محاولات لتهجيره خارجها»، ودعا المجتمع الدولى إلى «إطلاق تحرك عاجل وفاعل» لتحقيق ذلك، تنفيذًا للقانون الدولى، وحماية لأمن المنطقة واستقرارها من خطر توسع دوامات العنف.
مع إدانتهم «كل ما تعرض له الشعب الفلسطينى الشقيق وما يتعرض له حاليًا»، أدان وزراء الخارجية العرب، أيضًا، «قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم»، وناشدوا «جميع الأطراف» ضبط النفس، محذّرين من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدده. و... و... وبعد «التأكيد على دعم السلطة الوطنية الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا وماليًا»، جرى تكليف بعثات جامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب والمجموعة العربية فى الأمم المتحدة، بالعمل مع الشركاء الدوليين، لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى وحقوقه.
باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أعرب رياض المالكى، وزير خارجية دولة فلسطين، عن شكره على عقد هذا الاجتماع فى «بيت العرب الأول بالعاصمة المصرية»، لتدارس ونقاش «النتائج الكارثية للانفجار الكبير الحاصل فى ساحة الصراع وتداعيات الحرب الإسرائيلية المدمرة». وباسمنا، وباسم كل المصريين، أكد سامح شكرى، وزير خارجيتنا، أن مصر ستواصل اتصالاتها بجميع الأطراف الإقليمية والدولية، وطرفى النزاع، من أجل العمل على احتواء هذا التصعيد غير المسبوق، ودعا المجتمع الدولى، بدوله ومنظماته، إلى العمل من أجل تنفيذ هذا الهدف، حقنًا للدماء كأولوية أولى، وللحيلولة دون امتداد المواجهات الحالية بصورة تؤدى إلى اشتعال الأوضاع فى المنطقة، وتعريض شعوبها لويلات حرب موسعة يصعب تصور مداها.
وزير خارجيتنا أكد، أيضًا، فى كلمته خلال الاجتماع، رفضنا الكامل لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية أو التهجير على حساب دول المنطقة. وبلساننا، جميعًا، أكد أن مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطينى. ودعا طرفى الصراع إلى التعاطى إيجابيًا مع جهود إنهاء هذه المرحلة من الصراع، مؤكدًا استعداد مصر لرعاية هذا المسار والإسهام مع جميع الشركاء لإنجاحه.
فى هذا السياق، دعت مصر، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، صباح أمس الخميس، جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة فى تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، تخفيفًا عنه واستجابةً لمعاناته، إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولى الذى تمَّ تحديده من جانب السلطات المصرية لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة. وأكدت مصر، أن المسئولية الإنسانية والقيم الأخلاقية العالمية، تحتم على أصحاب الضمائر الحية فى كل بقاع العالم، أن يبادروا بتقديم الدعم الإنسانى للشعب الفلسطينى الذى يعانى من مخاطر جمة فى الوقت الراهن.
بخلاف ما يتم تداوله من «معلومات غير دقيقة لا تمت للواقع بصلة»، أكدت الدولة المصرية أن معبر رفح الحدودى، بين مصر وقطاع غزة، مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه فى أى مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، إلا أنّ تعرض مرافقه الأساسية على الجانب الفلسطينى للتدمير، نتيجة القصف الإسرائيلى المتكرر، يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعى. وعليه، طالبت مصر الإسرائيليين بتجنب استهداف الجانب الفلسطينى من المعبر، لكى تنجح جهود الترميم والإصلاح بشكل يؤهله للعمل كمعبر وشريان للحياة لدعم الأشقاء الفلسطينيين فى القطاع.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت مساء الأربعاء الماضى، عن ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة إلى ١١٠٠ شهيد، و٥٣٣٩ مُصابًا، فيما بلغت حصيلة الاشتباكات فى الضفة الغربية ٢٨ شهيدًا، و١٥٠ مصابًا، موضحة أن نحو ٦٠٪ من الشهداء والمُصابين من الأطفال والنساء. وطبعًا، يضاف إلى هؤلاء الضحايا، الشهداء والمصابين، المزيد كل ساعة، بل كل دقيقة أو ثانية، آخرهم العشرات، الذين استشهدوا، منذ قليل، جراء قصف صاروخى إسرائيلى على منازل فى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.