الباز: الإعلام لعب دورًا مهمًا فى خطة الخداع الاستراتيجى قبل حرب أكتوبر
قال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، إن البلد عندما يكون في مرحلة الحرب، الإعلام في هذا الوقت يصبح سلاحًا قويًا، وهذا السلاح يجب أن يكون في يد الدولة، لأنه قد يصبح معوقًا وخصمًا.
وأضاف، خلال حديثه في الصالون الذي نظمته تنسيقية شباب الأحزاب لمناقشة "كيف لعبت الصحافة والتليفزيون والراديو دورًا مؤثرًا في نصر أكتوبر؟"، أن إعلام 1967 كانت هناك سيطرة كاملة عليه من قِبل الدولة، وكان منضبطًا على موجة البلد، ولكن بعد النكسة استفاد الإعلام بعض الشيء، وبدأ يأخذ مساحة ودورًا أكبر.
وتابع: "الكاتب الراحل أنيس منصور بعد النكسة عمل مجموعة ندوات ومقالات بعنوان اعرف عدوك، وتحدث عن إسرائيل، لأنه بعد النكسة كانت تصور إسرائيل نفسها على أنها كائن لا يقهر ولا يهزم، ولذلك كان من الطبيعي أن يلعب الإعلام المصري دورًا في مواجهة الحرب النفسية، والتخفيف عن الناس وطأة الهزيمة، وإن غذي الإعلام في الناس روح الحياة، وأن الناس تقدر تكمل بعد الهزيمة".
ولفت إلى أنه بعد نكسة 67، طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من الفرق المسرحية بأن تنظم عروضًا مسرحية في كل المحافظات، وهذا كان نوعًا من أنواع الترويح عن الناس، مواصلًا: "كان من الفرق اللي راحت للمحافظات يوسف وهبي، وده كان معروف بالخطب ونوع معين من التمثيل، فهو في إحدى المسرحيات واحد قام وقاله إحنا فينا اللي مكفينا عاوزين حاجة لشكوكو".
وأشار إلى أن الرأي العام بعد الهزيمة كان يمثل ضغطًا على الجيش، وكان يطلب من الجيش الانتصار واسترداد الأرض، منوهًا بأن الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل كتب مقالًا بعنوان "تحية إلى الرجال" في 12 مارس 1971، وتحدث هيكل في هذا المقال عن ضرورة استعداد الجيش أولًا للحرب، وأننا بحاجة إلى السلاح والتدريب أولًا قبل الحرب.
وأردف: "هذا المقال أغضب القوات المسلحة، وزعّل الناس، وقيادات فكروا أنهم يقتلوا هيكل، لأنه كده خاين، لأنه بيقول إسرائيل محدش هيقدر عليها".
وواصل: "لما قرأت المقال، تفسيري له، أن هيكل كان يريد ضبط الأداء العام، والتخفيف عن الجيش، لأنه في المقال بيقول للناس اللي المستعجلة الحرب لا مش هنحارب إلا وإحنا مستعدين".
ولفت إلى أن الإعلام لعب دورًا كبيرًا أيضًا قبل حرب أكتوبر، وكان جزءًا من خطة التمويه، وكان جزءًا من خطة الخداع الاستراتيجي قبل الحرب، أيضًا الصحافة لعب دورًا في توثيق الحرب.