"مركز المعلومات": 19% متوسط نمو سنوي في الإيرادات السياحية من 2014 حتى 2022
عقد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ورشة عمل حول قطاع السياحة، للخروج بتوصيات لتعزيز الأداء بذلك القطاع، باعتباره أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، بمشاركة عدد من المستثمرين والخبراء والتنفيذيين وشباب الباحثين، وذلك ضمن مبادرة "بنفكر لبلدنا" التي أطلقها منتدى السياسات العامة التابع للمركز، لوضع 50 فكرة مبتكرة لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري.
تعزيز أوضاع السياحة
وشهدت الورشة استعراض عددا من أفكار شباب الباحثين والخبراء لتعزيز أوضاع السياحة، كان من أبرزها: إطلاق تطبيق وموقع إلكتروني يتضمن خريطة سياحية لمصر بجميع مزاراتها ومقاصدها السياحية وطرق الانتقال إليها ومواقع الفنادق والمطارات وغيرها، بجانب مقترحات بالاهتمام بالسياحة الريفية والعلاجية ومنح حوافز إضافية للمستثمرين السياحيين ووضع خطة لزيادة الطاقة الفندقية وأعداد مقاعد الطيران، وتسهيل تراخيص الشركات السياحية وتقنين عمل العديد من المؤسسات الخدمية السياحية كأنشطة البازارات والسفاري، وغيرها من الأفكار والمقترحات.
دفع الأداء الاقتصادي
وفي مستهل الورشة، أشارت الدكتورة مي محسن، مدير إدارة المكتب الفني لرئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى أهمية التوصل إلى أفكار بناءة في قطاع السياحة لتعزيز الأداء الاقتصادي ضمن مبادرة "بنفكر لبلدنا"، والتي تضمنت وضع عدد من الأفكار المقترحة وأوراق السياسات لعدد من الباحثين والخبراء في مجال السياحة، مضيفة أن منتدى السياسات العامة بالمركز يستهدف الربط بين أفكار الخبراء وشباب الباحثين في شتى المجالات، بالموضوعات ذات الأولوية لدى متخذ القرار.
ومن جانبها، ألقت الدكتورة سالي عاشور، المدير التنفيذي لإدارة الدراسات المستقبلية والنمذجة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، عرضًا تقديميًا حول أبرز المؤشرات بقطاع السياحة، الذي حقق متوسط نمو سنوي بلغ 19% في الإيرادات السياحية خلال الفترة من عام 2014 إلى 2022، بجانب تحقيق 32% زيادة بأعداد السياح خلال أول 9 أشهر من عام 2022/2023 لتسجل 11 مليون سائح، مشيرة إلى إطلاق استراتيجية السياحة المصرية ودورها في ارتفاع وتيرة العائدات السياحية، بجانب دور العديد من القرارات الحكومية الصادرة مؤخرًا لتحفيز العمل بالقطاع السياحي.
جذب 30 مليون سائح
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة سها بهجت، مستشار وزير السياحة والآثار، إن الوزارة تعمل وفق استراتيجية تستهدف جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2028، وبإيرادات مستهدفة تبلغ 30 مليار دولار، مضيفة أن الوزارة تعمل جاهدة لتعزيز تصنيف الفنادق بما يصب في صالح دعم أنواع جديدة من السياحة، مثل: السياحة الريفية والبيئية، بجانب تسهيل إجراءات ترخيص الأماكن السياحية، كاشفة أن آخر الاستطلاعات التي تم إجراؤها على مستوى 12 دولة أوروبية مصدرة للسياح، أظهر رغبة 272 مليون شخص بهذه الدول في زيارة مصر، وهي الأرقام التي تشير إلى حجم الثقة والطلب المرتفع على المقصد السياحي المصري، بما يتطلب رفع الطاقة الاستيعابية للفنادق المصرية وزيادة أعداد مقاعد الطيران، بما يزيد من نصيب مصر من السياحة العالمية.
وذكرت الدكتورة عادلة رجب، مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن السياحة هي الحصان الرابح للاقتصاد المصري لزيادة موارد النقد الأجنبي، مضيفة أن مصر متميزة بتنوع المنتج السياحي، بما يتطلب الاستفادة من البنية الأساسية الجديدة والمطارات والطرق الحديثة وربطها بالمقاصد السياحية عن طريق خريطة سياحية متكاملة لمصر، بالإضافة إلى وضع برامج لتحفيز رحلات الطيران، وتسهيل الحصول على التأشيرات "أون لاين".
وفي حين، قال ريمون نجيب، الخبير في مجال الترويج السياحي، إنه من الضروري توفير معلومات عن المزارات السياحية في مصر لتكون في متناول السائح خارجيًا، بما يسهم في زيادة توافد السائحين، مضيفًا أن ذلك الأمر يسهم في دعم جهود تحسين التجربة السياحية بمصر، أكد محمد سلام، الخبير السياحي، أهمية التعامل بالأدوات التكنولوجية الحديثة لزيادة الترويج السياحي.
كما أكد أكرم صادق، المدير بشركة "إيزيس" للسياحة، أهمية توفير كافة الوسائل التي تتيح سهولة انتقال السائحين بين المواقع السياحية المختلفة، خاصة من خلال تدشين موقع أو تطبيق إلكتروني مخصص لذلك الغرض، وهو ما أكده صلاح سالم، المدير الإقليمي للفعاليات والمؤتمرات بفندق "هيلتون مصر" سابقًا، والذي أشار إلى ضرورة إطلاق منصة رقمية موحدة لجميع خدمات السياحة في مصر.
بينما لفت المهندس شريف الغمراوي، رئيس مجلس إدارة جمعية السياحة المستدامة، إلى ضرورة تسهيل إجراءات الحجز "أون لاين" لكافة الأنشطة السياحية، بما يسهم في زيادة التدفق السياحي، مشيرًا إلى أن السياحة البيئية تعد بمثابة مستقبل السياحة المصرية لما تملكه من فرص وإمكانات كبرى تمنح مصر مكانة متميزة بين كافة المقاصد السياحية العالمية، مطالبًا بضرورة تقنين أوضاع الشقق الفندقية وتسهيل تراخيص الفنادق، بما يخدم زيادة الطاقة الاستيعابية.
وفي السياق نفسه، قال أحمد يحيى، مؤسس مشروع "إيكونبيا" للترويج للمحميات الطبيعية، إن تسهيل رخص الشركات السياحية وتنظيم مجالات عملها والرقابة على أنشطتها، سيسهم في دعم كافة أنواع السياحة؛ خاصة البيئية منها، مشيرًا إلى أن السياحة البيئية تلقى رواجًا وطلبًا كبيرًا بين السياح في مصر بما يتطلب تعزيز النهوض بأنشطته.