ضمان شخصي.. كيف تفاوض الرئيس مع شركات البترول الأجنبية للعمل بالحقول المصرية؟
عندما تضرب الثورات أبواب الوطن، يكون على كاهل القادة الاستجابة بحكمة وقرار للمساهمة في توجيه المصائر نحو طريق الاستقرار والازدهار.
ثورة 25 يناير 2011
وفي مصر، خلفت ثورة 25 يناير 2011 أثرًا عميقًا في قطاع البترول والغاز الطبيعي، ومنذ اندلاع الثورة حتى عام 2013، شهدت مصر تراكمًا كبيرًا لمستحقات المستثمرين الأجانب في هذا القطاع بلغت قيمتها ما يقرب من 6.3 مليار دولار، كان على مصر سداد هذه المستحقات لضمان استمرار شركات البترول والغاز في الاستثمار والإنتاج، ولكن هذا لم يحدث، وبدأت مصر فى استنزاف المخزون من النفط والغاز بكميات كبيرة، مما أثر سلبًا على ميزانيتها وزاد من الديون المستحقة للشركات الأجنبية.
تدخل الرئيس السيسي
وفي يونيو عام 2014، تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية وأخذ بزمام الأمور، حيث لم يكن هناك مجالا للتردد، بل كان يجب اتخاذ إجراءات جادة للتصدي لتلك التحديات، حيث التقى شركات البترول الأجنبية، للتفاوض معهم، وقدم لهم ضمانًا شخصيًا بسداد كافة المستحقات المالية المتراكمة لدى مصر، وتمكن من إعادة شركات البترول الأجنبية إلى العمل بسرعة في حقول البترول المصرية، مع زيادة الإنتاج وضخ الاستثمارات.
استجابة شركات البترول الأجنبية:
استجابت شركات البترول الأجنبية بسرعة للضمان الذي قدمه الرئيس السيسي، وبدأت بوضع خطط استثمارية طموحة لزيادة الإنتاج، واستثمرت شركات مثل إيني الإيطالية أكثر من 4 مليارات دولار في مشاريع بترولية في مصر، مما أدى إلى اكتشاف حقل ظهر الذي تمثل نقطة تحول هامة في قطاع البترول، تبعتها شركات بترول عالمية أخرى مثل اكسون موبيل وشيفرون ومبادلة الإماراتية وبي بي البريطانية وأباتشي الأمريكية ودراجون أويل وكويت إنرجي بإجمالي استثمارات ضخمة، أكثر من 25 مليار دولار على مدار سنوات، حتى تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في مصر في نهاية عام 2018 بفضل هذه الجهود.
تحسينات في الاستقرار الاقتصادي:
وسجلت مصر تحسينات كبيرة في الاستقرار الاقتصادي بعد تحقيق الإكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وإعادة التصدير، بدعم كامل من الرئيس السيسي، مع تحقيق معدلات نمو إيجابية، وتحسين مؤشرات الاستثمار، وتعزيز القطاع الخاص، هذا أسهم في التعافي الاقتصادي للبلاد.
تطوير قطاع البترول والطاقة:
كما نجحت مصر أيضًا في تطوير قطاع البترول والطاقة بشكل كبير خلال فترة حكم الرئيس السيسي، حيث شهدنا زيادة ملموسة في إنتاج النفط والغاز الطبيعي، حيث وصل إلى أكثر من 7 مليارات قدم مكعبة غاز يوميًا، كما وصل إنتاج النفط إلى حوالي 600 ألف برميل يوميًا، هذه الجهود تسهم بشكل كبير في توفير إيرادات هامة للدولة وتعزيز استدامة الاقتصاد.