أحمد مظهر يعترف للشاعرة شريفة فتحى.. فماذا قال؟ القصة الكاملة
أحمد مظهر ، فارس السينما المصرية، وواحد من أبرز نجوم شاشة السينما المصرية خلال القرن العشرين. حبه للفن وشغفه السينما دفعه لترك سلاح الفرسان ومنصبه كقائد لمدرسة الفروسية.
لأحمد مظهر عشرات الأدوار التي قدمها في أجمل أفلام السينما المصرية وكلاسيكياتها، نذكر من بينها: دعاء الكروان، الناصر صلاح الدين، لصوص لكن ظرفاء، شفيقة ومتولي، الطريق المسدود، الجريمة الضاحكة، الأيدي الناعمة، غصن الزيتون، طريق الأمل وغيرها العشرات.
بين الفنان أحمد مظهر والشاعرة شريفة فتحي
في عددها الصادر بتاريخ 12 يوليو عام 1960، نشرت مجلة الكواكب الفنية، لقاء جمع بين الفنان أحمد مظهر والشاعرة شريفة فتحي، والذي سجله محرر الكواكب في منزل شريفة فتحي. في بداية اللقاء عبر أحمد مظهر عن إعجابه عن لوحة بالفحم للشاعرة شريفة فتحي قائلا: تحفة يا مدام شريفة، كلها إحساس وتعبير، ألم يقل لك أحد إنك وجه سينمائي رائع؟.
وبدورها ترد شريفة فتحي: أشكرك علي هذه المجاملة اللطيفة، والواقع أنه عرض علي فعلا عدة مرات العمل في السينما، وأنا لا أنكر حبي وتقديري لهذا الفن الجميل، ولكن ليس كل ما يحبه المرء يدركه، فالظروف والبيئة والوقت كان لها أكبر الأثر في عدم استجابتي لتلك العروض.
سر رفض أحمد مظهر لصلاح الدين
وتساءل الشاعرة شريفة فتحي أحمد مظهر عن سر رفضه تجسيد شخصية صلاح الدين سينمائيا، وكان لم يقدم بعد فيله الشهير “الناصر صلاح الدين”، فيقول: لم أكن أعتقد أنه سيحدث مثل هذه الضجة، شخصية صلاح الدين لها مدلول خاص، فيها حاجة، ومتهيألي أني لن أستطيع أن... فتقاطعه شريفة: أبدا تستطيع أن تلعب الدور بمهارة، الناس عندها فكرة عن أنك كنت ضابط فارس تركب الخيل وتحارب بالسيف، وكمان نفس الشكل، فيه كتير من الملامح، أهمها الصرامة لا الميوعة.
وبدوره يسأل أحمد مظهر عن الأغنيات التي كتبتها شريفة فتحي ويغنيها فريد الأطرش، ومن أرقي في كتابة الأغنية المرأة أم الرجل، فتجيبه: من رأيي أنه لا فرق بين أنثي وذكر في الفن، فالنفس الفنانة لا يحددها جنس، وإن كان التأثير علي الإنتاج الفني كثيرا ما يأتي من الخارج، من التقاليد والبيئة، والمجتمع مثلا، فهو الذي يسمح أو لا يسمح.
ويعود “مظهر” متسائلًا: أيهما أقوي حبًا من الآخر الرجل أم المرأة؟، فتقول شريفة: لا شك أنها المرأة، فهي إذا أحبت أفنت حياتها في هذا الحب، فالحب عندها حياتها. أما الرجل فالحب عنده مبدأ يستطيع أن يغير تعاليم هذا المبدأ كما يشاء.
لهذا السبب قاطع أحمد مظهر دعاء الكروان
وحول عدم سفر أحمد مظهر إلي ألمانيا لحضور عرض فيلمه “دعاء الكروان” في مهرجان برلين، قال: سفري كان سيسبب خسارة لأناس كثيرين وثقوا في وعدي لهم، فآثرت البقاء وحماية مصالح الناس على السفر إلى برلين والبركة في السيدة فاتن حمامة وفي الأستاذين بدرخان وبركات.
وعن حديث للفنان أحمد مظهر في إحدي المجلات صرح فيه بأنه لا يعرف لماذا دخل مجال التمثيل، قال: لقد كان دخولي ميدان السينما مفاجأة، لم يكن يخطر ببالي يوما أنني سأصبح ممثلا، ولكنني اليوم أعرف لماذا أمثل، لأنني أحب التمثيل، فتستطرد الشاعرة شريفة فتحي: الذين يحبون التمثيل يعدون بالآلاف، فيقول مظهر: الحب هو مفتاح الطريق إلي النبوغ، في أي مكان وأي عمل وأي اتجاه هو كاشف الموهبة وصاقلها ودافعها إلي النجاح.
وحول أفضل أدوار أحمد مظهر على شاشة السينما قال للشاعرة شريفة فتحي: لم أمثله بعد، وسأعتزل عندما أشعر بأنني عاجز عن الاحتفاظ بمستواي، سأعتزل حتى أحتفظ باسمي وكرامتي الفنية، وعن الدور الذي يرغب في تمثيله يضيف: “الحياة مليئة بالأدوار الغريبة، وليس هناك دور معين أتمنى تمثيله”.
أحمد مظهر: علمتني الحياة أن الكلمة الحلوة صدقة
تعود الشاعرة شريفة فتحي وتسأل أحمد مظهر عما تعلمه من الحياة فيقول: “علمتني الحياة أن الكلمة الحلوة صدقة، وأن الإخلاص في العمل هو النجاح الحقيقي في الحياة، أما أولادي فدول لسه كتاكيت ورغم كده علموني الحنية والطيبة”.
ومن جانبه يسأل أحمد مظهر الشاعرة شريفة فتحي عن أحسن رسام عربي من وجهة نظرها فتجيب لافتة إلى أن: “نحن في مصر تعج بالرسامين الفنانين المقتدرين، أمثال يوسف كامل، وسيف وأدهم وانلي، وكنعان البناني، وصلاح طاهر، والحسين فوزي، وبيكار، وكثيرون غيرهم، وأعود فأقول من أنا حتى أجعل من نفسي حكما علي غيري من الزملاء الفنانين وكل واحد منهم أستاذ لمدرسة وله طابع في الجمال والحسن ينفرد به”.
ويختتم الفنان أحمد مظهر حديثه مع الشاعرة شريفة فتحي: “أنت رسامة ومؤلفة أغاني وقصص وستصدرين ديوان شعر، وأنت زوجة وأم، فمن أنت في كل هذه الصفات وأيهما أقرب إلى نفسك وقلبك؟”، فتجيب شريفة: “أنا شريفة الرسامة المؤلفة الشاعرة الزوجة الأم، ولا أتكامل إلا بصفاتي كلها”.