مفاوضات ومساعدات.. كيف لعبت مصر دورًا مهمًا فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى؟
في القلب من الوطن العربي توجد مصر، التي تحمل على عاتقها دائمًا مسئولية تقديم الدعم لكافة دول الجوار في الأزمات التي يمرون بها، لا من باب الفرض وإنما من منطلق الأخوة والواجب الإنساني.
فلسطين المحتلة كانت دائمًا في أولى أولويات المصريين، شعبًا وحكومة، فقضيتهم قضيتنا، وحاولت مصر جاهدة الدخول في مفاوضات والوصول لحلول سلمية في الصراع العربي الإسرائيلي الممتد منذ عقود طويلة وحتى اليوم.
كيف لعبت مصر دورًا مهمًا فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى؟
حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن العربي، قال إن مصر تلعب دورًا مهمًا في العمل على خفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا هو دورها التاريخي باعتبار أنها محور استقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط، ودائمًا مصر تتدخل بشكل كبير لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق والاعتداءات على غزة.
وأكد الخبير الدولي، لـ"الدستور"، أن هناك أكثر من سبعة اعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تعرض لها قطاع غزة في آخر عشرة سنوات منذ العام 2012 وبعد اغتيال أحمد الجعبري، كان هناك اعتداء آخر في العام 2014، واستمر لأكثر من 55 يوما.
وأوضح أن كل هذه الاعتداءات نجح المفوض المصري بشكل كبير في العمل على حلها، بوقف إطلاق النار وتثبيته، ولولا التدخل الرشيد والحكيم من القيادة السياسية المصرية، لكان هذا الاعتداء استمر أكثر من ذلك بكثير.
وأضاف "فارس" أنه كان هناك اعتداء في مارس 2018، ثم الاعتداء الأكثر دموية سقط خلاله الكثير من الشهداء ودمر البنية التحتية، كان ذلك في شهر مايو 2021، ونجحت مصر بعد أكثر من 11 يوما في وقف إطلاق النار وتثبيته، ثم الانطلاق في إعادة إعمار غزة وتقديم منحة الـ500 مليون دولار، واستمرت الدولة المصرية في دورها الكبير باعتبارها هي التي يعول عليها المجتمع الدولي في وقف التصعيد.
في اعتداء يناير الماضي، ومن قبله كانت هناك جهود مصرية للعمل على خفض التصعيد بين الطرفين، سواء من خلال عقد لقاءات في العقبة أو شرم الشيخ، ودائمًا القيادة المصرية تتحرك في هذا الاتجاه في إطار بحثها عن إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، خاصة أن المفاوضات بين الجانبين متوقفة منذ العام 2014، هذا بحسب حامد فارس، الخبير في العلاقات الدولية.
وفيما يخص الاعتداء الأخير، يوضح "فارس" أن مصر تحركت من خلال وزارة الخارجية، وبتكليفات مباشرة من رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، للعمل على زيادة وتيرة الضغط باستخدام المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار بالتنسيق مع الجانب الفرنسي.
وفي مكالمة مهمة تلقاها الرئيس السيسي من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للعمل على وقف إطلاق النار، تحرك وزير الخارجية المصرية في إطار بحثه مع شركائه، سواء في السعودية أو الأردن، لإيجاد سبيل حقيقي للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، والعودة مرة أخرى إلى مسار المفاوضات.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن مصر لديها دائمًا رؤية استباقية، استشرافية، للأحداث، فعلى مر العصور مصر كانت تبحث دائمًا وأبدًا عن الحفاظ على الأراضي الفلسطينية التي تسعى إسرائيل الآن إلى اغتصاب هذه الأراضي وضمها إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولو كانت الأمة العربية سارت بشكل واضح وراء الرؤية المصرية التي تبحث عن سلام دائم وشامل في المنطقة؛ لكانت الأمور أفضل من ذلك بكثير الآن، وكنا حصلنا على دولة فلسطينية عادلة، وكلها خطوات كانت ستؤدي بشكل كبير إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.