البابا فرنسيس: الاقتصاد القوى الذى يصنع مع الفقراء
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في اللقاء السنوي الرابع لاقتصاد فرنسيس الذي يُعقد في أسيزي قال خلالها: أيها الشباب الأعزاء، من الجميل أن ألتقيكم مرة أخرى بعد عام واحد من حدث أسيزي، وأن أعرف أن عملكم في إحياء الاقتصاد مستمر بنجاح وحماس والتزام. لقد سمعتم مني كثيرًا قولًا مفاده أن الواقع أسمى من الفكرة. ومع ذلك، فإن الأفكار تُلهم، وهناك فكرة محددة تسحرني منذ أن كنت طالبًا شابًا في اللاهوت. يُطلق عليها وحدة الأضداد. وفقًا لهذه الفكرة، يتألف الواقع من أقطاب متضادة، من أزواج تتعارض فيما بينها. بعض الأمثلة هي الكبير والصغير، النعمة والحرية، العدالة والحب"
تابع البابا فرنسيس قائلًا: "أيها الشباب الأعزاء، كل نظرية هي جزئية ومحدودة، لا يمكنها أن تدعي أنها تستطيع أن تحتوي أو تحل الأضداد بشكل كامل. وهكذا هو الحال أيضًا بالنسبة لكل مشروع إنساني. إنّ الواقع يهرب على الدوام. لذلك، كشاب يسوعي، بدت لي هذه الفكرة عن وحدة الأضداد كمفهوم فعّال لفهم دور الكنيسة في التاريخ، ولكن إذا فكرتم جيدًا، فهي مفيدة أيضًا لكي نفهم ما يحدث في اقتصاد اليوم. الكبير والصغير، والفقر والغنى".
وقال إنّ الاقتصاد الذي يقتل لا يتطابق مطلقًا مع الاقتصاد الذي يُحيي؛ واقتصاد الثروات الهائلة للقلة لا يتناغم من الداخل مع الفقراء الذين ليس لديهم وسيلة للعيش؛ وتجارة الأسلحة الضخمة لن يكون لها أبدًا أي شيء مشترك مع اقتصاد السلام؛ الاقتصاد الذي يلوث ويدمر الكوكب لا يمكنه أن يجد أية خلاصة مع الاقتصاد الذي يحترمه ويحميه.
وأضاف بابا الفاتيكان قائلًا": أرغب في أن أقترح عليكم فكرة ثانية عزيزة على قلبي، وهي مرتبطة بما قلته لكم للتو عن التوترات الداخلية في مجال الاقتصاد: اقتصاد الأرض واقتصاد المسيرة، إن اقتصاد الأرض ينبع من المعنى الأول لكلمة اقتصاد، وهو العناية بالبيت. إن البيت ليس المكان الذي نعيش فيه وحسب، بل هو جماعتنا، وعلاقاتنا، والمدن التي نعيش فيها، وجذورنا. وبشكل موسّع، البيت هو العالم بأسره، الوحيد الذي لدينا، والذي أوُكل إلينا جميعًا".
وأكد أن الاقتصاد المتكامل هو الاقتصاد الذي يُصنع مع الفقراء والمستبعدين، وغير مرئيين، والذين ليس لديهم صوت ليتم سماعهم، ولصالحهم. علينا أن نكون هناك، على هوامش التاريخ والحياة، وبالنسبة للذين يكرسون أنفسهم لدراسة الاقتصاد، ويجب ألا يكون هناك تفكير حول الفقراء، وإنما يجب أن يكون هناك تفكير مع الفقراء، ومع المستبعدين. حتى في اللاهوت، درسنا الفقراء كثيرًا ولكننا لم ندرس كثيرًا "مع الفقراء".