كيف تكيفت أسواق العمل في الشرق الأوسط بعد جائحة كورونا؟.. البنك الدولي يوضح
أكد تقرير صادر عن البنك الدولي، أن جائحة كورونا أثرت على الطلب على العمال والمعروض منهم على حد سواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وكان لها تأثير سلبي على المعروض من العمالة، حيث كان بعض العمال غير قادرين أو غير راغبين في العمل، ومع عمليات الإغلاق العام تعذر على العمال الانتقال إلى أماكن عملهم، كما أدى إغلاق المدارس ومراكز رعاية الأطفال إلى خفض المعروض من العمالة، لاسيما للنساء.
وأضاف التقرير الذي حصل "الدستور" على نسخة منه، أن الطلب انخفض على العمالة خلال تلك الفترة، حيث اضطرت الشركات إلى إغلاق عملياتها أو خفضها، واستنادًا إلى شواهد من 17 بلدًا في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، افاد تقرير بوتان وهوفمان وفيرا كوسيو بفقدان الوظائف بنسبة 45% بين المشاركين في مسح الانترنت،ومعدل إغلاق الشركات بنسبة 59% بين الأسر التي تمتلك شركات صغيرة، وباستخدام بيانات من مسوح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا لجائحة كورونا التي تستند إلى مسوح هاتفية عالية التواتر، يوثق تقرير "كرافت" فقدان الوظائف بين العاملين بأجر في القطاع الخاص بنسبة 10% في المغرب و16% في تونس بين فبراير وأكتوبر 2020.
التكيف من خلال التغيرات في مستويات التشغيل
أوضح البنك الدولي أن أسواق العمل في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية استجابت لصدمة جائحة كوررنا من خلال التغيرات في كمياتها في سوق العمل، وتعكس التقديرات الانحدرارات ذات الآثار الثابتة لعينة عالمية من اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بين عامي 2017 و2022 استنادًا إلى تقديرات منظمة العمل الدولية، ارتفع معدل البطالة بمقدار نقطة مئوية واحدة في عام 2020، مقارنة بعام 2019، وانخفض معدل التشغيل بمقدار نقطتين مئويتين، حيث تؤكد هذه النتائج بطء تغير الأجور بعد بداية صدمة كورونا.
وعلى سبيل المثال، ارتفعت البطالة في المغرب بمقدار 4 نقاط مئوية للرجال و2.5 نقطة مئوية فقط للنساء، وشهدت قطر والسعودية أقل التغيرات في البطالة، وتشير التقديرات إلى انخفاض معدلات البطالة بين النساء في السعودية بين الربع الأخير من عام 2020 إلى الربع الأخير من عام 2021، تماشيًا مع الزيادة الحادة في مشاركة الإناث في القوى العاملة ومعدلات التشغيل في السنوات الأخيرة.
ويعد معدل البطالة بين الشباب (15-24) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأعلى في العالم، حيث يقدر بنحو 26% في عام 2019، وقد ظل مرتفعًا باستمرار على مدى العقدين الماضيين، ويبدو أن هذه الشريحة من السكان تضررت بشدة من جراء الجائحة.