كيف استقبل التجار وربات البيوت مبادرة خفض أسعار السلع؟
شهدت الفترة الأخيرة زيادة في أسعار المنتجات والسلع الأساسية، وهو ما دفع الحكومة مؤخرًا للإعلان عن إطلاق مبادرة لتخفيض أسعار السلع الأساسية، بالتنسيق مع البنك المركزي والتجار والصناع، من أجل السيطرة على الارتفاع المتكرر لها.
وستكون المبادرة بالاتفاق مع بعض التجار من أجل تحقيق خفض فعلي على أرض الواقع للأسعار، حيث جاء الإعلان بعد أن عقد رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء ومحافظ البنك المركزي اجتماعًا مع ممثلي عدد من الشركات الخاصة بالسلع الغذائية ومسئولين في عدد من الغرف التجارية والصناعية.
وبحسب بيان لمجلس الوزراء، أقر "مدبولي" في الاجتماع، بأنه تم رصد ارتفاعات شديدة في أسعار السلع الغذائية خلال الفترة الأخيرة، مبينًا أن تخفيض الأسعار سيصل إلى كل التجار والبقالات المختلفة، وسيتم الاتفاق مع مختلف السلاسل التجارية فيما يتعلق بهذا الشأن.
فكيف استقبل التجار وربات المنازل تلك المبادرة وهل يمكن تحقيقها خلال الأسابيع القادمة على أرض الواقع؟
إيمان: نتمنى تعاون التجار مع الدولة
ترى إيمان إبراهيم، ربة منزل، أن تلك المبادرة لخفض الأسعار لا بد أن تشمل اللحوم والفراخ والأسماك والخضروات، لأن جميع المنتجات في الوقت الحالي تضاعفت أسعارها: «ليس السلع الأساسية فقط هي التي تحتاج مبادرة من أجل خفض أسعارها».
ولفتت إلى أن المبادرة تتطلب مساهمة ومساندة من التجار، لأنهم عامل أساسي في زيادة الأسعار فلا بد من التعاون بينهم وبين مؤسسات الدولة من أجل تحقيق نجاح ملموس على أرض الواقع في خفض الأسعار، إذ تلقت إيمان ومعظم ربات البيوت سبب الأزمة على التجارة.
وأضافت: «هناك استغلال للأزمة الاقتصادية، وكل تاجر يحدد الأسعار التي تحقق له الربح المادي بشكل خاص دون النظر لحالة المواطن، لذلك تجد أسعار السلع الأساسية مختلفة من محل إلى آخر رغم أنها نفس الكمية والجودة والنوع».
وتابعت: «الوقت الحالي هو الأنسب لخفض الأسعار قبل حلول العام المقبل، ولا بد من أن تشمل المبادرة باقي السلع والمنتجات الغذائية التي يعتمد عليها المواطنون في غذائهم وليس السلع الأساسية فقط لأن زيادة الأسعار شملت تلك المنتجات أيضًا».
تجار: المبادرة جيدة وتأخرت كثيرًا
صبري عبدالجواد، أحد تجار السلع الأساسية، أشاد بمبادرة خفض الأسعار واصفًا إياها بالمبادرة الهامة وأنها جاءت متأخرة كي تؤدي في النهاية إلى خفض الأسعار، مشيرًا إلى أن التجار يعانون في الوقت الحالي من أزمات في الاستيراد.
وقال: «الكل يعاني في الوقت الحالي وليس المستهلك فقط، لأن التاجر أيضًا لديه أزمات في الاستيراد وشح العملة وعدم القدرة على توفيرها، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم وكذلك زيادة الأسعار لا سيما أسعار السلع الأساسية».
ويرى أن الأزمة ضخمة ولن يحدث انخفاض في الأسعار خلال يوم أو يومين؛ لأن هناك تداخلات من الجهاز المركزي، ولكن خلال أيام من تنفيذ المبادرة سيكون هناك انخفاض في أسعار السلع الأساسية على رأسها السكر والأرز والزيت كما هو معلن.
واختتم: «الخطوة مهمة وتأخرت كثيرًا لأن السلع الأساسية لن يحدث بها ركود، بسبب عدم قدرة المواطنين على الاستغناء عنها، لذلك كانت ستستمر معاناتهم مع الارتفاع المتتالي للأسعار، لأن التجار أيضًا يعانون مثل المستهلكين».