في ندوتها الشهرية..
مجلة الأزهر تحتفل بذكرى مرور خمسين عامًا على انتصار حرب أكتوبر
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن الأزهر يقوم بدور مهم في نشر وسطية الإسلام، ويرسخ لحب الأوطان، مشيرا إلى دور الأزهر الوطني عبر العصور، وأنه كان يلتحم مع القيادة الشعبية والرسمية في مواجهة الأعداء، وأن شيوخ الأزهر وعلماءه كان لهم دور فعال في رفع معنويات الجنود والضباط خلال حرب أكتوبر المجيدة، وحثهم على ضرورة الدفاع عن الوطن، وتبشيرهم بما أعده الله للمدافعين عن الأوطان.
وبيّن الدكتور الهدهد خلال كلمته بالندوة الشهرية لمجلة الأزهر، والتي جاءت تحت عنوان" مصر من العبور إلى البناء والتنمية"، احتفالًا بمرور خمسين عاما على انتصار حرب أكتوبر المجيدة، أن مصر نالت شرف الذكر في القرآن الكريم في مواضع عدة، ما يدل على مكانتها وتاريخها، كما أن أحداث قصة سيدنا يوسف وسيدنا موسى وسيدنا إدريس كلها كانت في مصر، كما أن الله سبحانه وتعالى لم يتجل في أي موضع على الأرض إلا على أرض مصر بسيناء، وهو أكبر دليل على أهمية ومكانة وطننا الغالي مصر.
حرب أكتوبر كانت أشبه بالمعجزة العسكرية
من جانبه، أوضح اللواء أركان حرب محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، خلال حديثه عن انتصارات أكتوبر وبراعة الفكر الاستراتيجي، أن حرب أكتوبر كانت أشبه بالمعجزة العسكرية، وكانت تمهيدًا لانطلاقة الدولة المصرية نحو التقدم والازدهار، مبينا أن التخطيط الاستراتيجي لحرب أكتوبر أثبت أن المؤسسة العسكرية في مصر قادرة على مواجهة التحديات وتقديم تضحيات وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة وطننا الحبيب واسترداد مقدراته، وأن الأزهر لعب دورًا وطنيًا ملهمًا ومهمًا وقت الحروب في التوعية ودعم وتحفيز الجنود، وتعليمهم صحيح الدين وثبات عقيدتهم، وحثهم على الصبر وتحمل الصعاب من أجل الوصول للنصر وتحقيق النجاح والبناء.
الأزهر حافظ على الهوية واللغة العربية
وفي السياق ذاته، أكد اللواء أركان حرب أسامة الجمال، زميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الأزهر له دور مهم في الحفاظ على الهوية واللغة العربية، وحماية الشباب من الأفكار المتطرفة بمنهجه الوسطي المستنير الذي يفد إليه طلاب العلم من جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه أوضح الدكتور الحسيني حماد، مدرس التاريخ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أن تاريخ الأزهر ودور علمائه في مختلف نواحي الحياة المصرية ليزخر بالمواقف الوطنية الخالدة التي كان الأزهر فيها في مقدمة الأحداث، حاملًا لمشاعل الهداية والتقدم، صادعًا بالحق، لم تمنعه الزعامة العلمية من الزعامة الوطنية؛ حيث كان الأزهر على مدار تاريخه الذي يزيد عن ألف عام يمثل ضمير الأمة الحيّ وقلبها النابض، والمنبع الأصيل للوطنیة والقلعة الحصينة للدفاع عن القضايا العربية والقومية بل والإنسانية أيضًا.