الأمة تنهض بالبناء لا بالتشكيك ولديكم فرصة للتغيير.. رسائل السيسى للمصريين في "حكاية وطن"
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الأمة لا تنهض إلا بالبناء والإصلاح، لا بالخراب أو الإساءة أو الإهانة أو الهدم أو التشكيك أو الظلم.
وقال الرئيس فى تعقيب له خلال مؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز»، عقب عرض الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، جهود الدولة منذ عام ٢٠١٤: «هذا ما تم إنجازه، ولديكم فرصة للتغيير خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة»، متابعًا: «الأمر كله لله، من له شىء سيأخذه، وما قاله رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى يمكن أن نتحدث عنه فى كل موضوع ساعات وساعات».
وتحدث الرئيس السيسى فى الجلسة الافتتاحية عن مشروع قناة السويس الجديدة، وقال: «القناة كان يتم تنفيذها فى وقت لم يكن فيه فقط محاربة للإرهاب، وإنما كانت هناك أبواق كذب وافتراء وشائعات تقدح فى كل إجراء يتم تنفيذه».
وأضاف: «عند أخذ أى مسار أو إجراء كانت أيضًا تتم الإساءة للمسئولين ولأسرهم.. ولكن لا بأس لأنه لا يوجد شىء يذهب هباءً عند الله.. كل كلمة كذب وإساءة لها أجر.. فالمسئول الذى تمت الإساءة له، لن يذهب هذا هباءً إذا كنا نؤمن بالله، وأن هناك يومًا سيكون فيه الحساب عند الله الذى لا يغفل ولا ينام».
وواصل: «كل تفاصيل الإفك والمكر التى حدثت على مصر خلال السنوات العشر الماضية كانت امتدادًا لبناء حالة من عدم الثقة للإنسان المصرى، لتبقى جزءًا من الشخصية المصرية حتى تكون متشككة وغير واثقة فى نفسها وفى بلدها»، مشيرًا إلى أن كل هذا كان بناءً فكريًا ووجدانيًا تم تخطيطه لمصر خلال ٤٠ و٥٠ سنة، وهم يعتقدون أنهم يستطيعون من خلال هذا بناء أمة، مشددًا على أن الأمة لا تقوم إلا على البناء والإصلاح فقط، لا الخراب ولا الإساءة ولا الإهانة ولا الهدم ولا التشكيك ولا الظلم.
وقال: «إننا نظلم المسئول عندما نقول على عمله هذا منقوص أو فاسد، وكأنى أضع على عمله ترابًا»، مضيفًا: «يوجد معنا أشخاص سياسيون كثيرون يقولون إن لدينا فرصة فى الانتخابات»، مستشهدًا بقول الله سبحانه وتعالى: «قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير»، مكملًا: «لن يُعطَى أحد شيئًا، ولا أحد سوف يأخذ شيئًا»، مؤكدًا أن اليقين كله على الله، ولا أحد يأخذ أكثر من النصيب، ويجب أن نقاتل فقط من أجل بلادنا، وليس من أجل النصيب.
وتابع الرئيس: «أقول هذا قبل بداية كل شىء من أجل الدولة التى كانت مشكلتها خلال السنوات الماضية أنهم هزوا ثقة الناس فى أنفسهم»، متابعًا: «الناس لم تكن تصدق أننا ننفذ طريقًا أو كوبرى، واستكثروا على أنفسهم الطريق والكوبرى، وقالوا هذا كثير، لكن أنا أقول لكم إن الطريق لا يزال طويلًا بالعمل والمثابرة».
وأكد الرئيس أنه إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنها الجوع والحرمان، فلنفعل ذلك، وقال «اوعوا يا مصريين تقولوا ناكل أحسن.. اوعى يكون حلمك يا مصرى لقمة.. لو كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان اوعوا يا مصريين متقدمهومش. اوعوا تقولوا ناكل أحسن.. والله العظيم لو ثمن التقدم والازدهار للأمة إنها متاكلش ومتشربش زى ما الناس بتاكل وتشرب يبقى مناكلش ومنشربش».
وقال: «إن المرء ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن المرء ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا.. وهم يتحرون الكذب ومكتوبون عند الله كذابون ومخربون»، مؤكدًا أن حجم الظلم من جانب الأشرار فوق الخيال، فهم يعتقدون أن الأمر يسير بهذا الشكل، لكنه ليس كذلك.
وأضاف: «نعود مرة أخرى لقناة السويس.. الثقة المفقودة والأمل الضائع كانا يشكلان جزءًا من وجدان المصريين»، موضحًا أن «أول شىء فى مشروع قناة السويس الجديدة ونحن ننفذها كان محاولة أن ننفذ مشروعًا يُجمع عليه الناس»، مشيرًا إلى أن هذا المشروع كان مخططًا ومدروسًا من هيئة قناة السويس، وتريد تنفيذه خلال السنوات السابقة.
وتابع: «إن أشرف سالمان، وزير الاستثمار، حينذاك، قال لى إن المصفوفة المالية قليلة، وقلت له: أنا أريد أن أعطى الأمل للناس، وكانت الفائدة فى هذا الوقت ١٠.٥٪، فقلت: إننا سنعلن عن فتح باب المساهمة فى إنشاء القناة بفائدة ١٢٪ حتى يتحرك الناس ويضعوا أموالهم، ويشعروا بأن هناك شيئًا كبيرًا يمكنهم أن يسهموا به وينتهى المشروع فى عام واحد، فى وقت كان مقدرًا أن تتراوح مدة تنفيذ المشروع بين ٣ و٥ سنوات»، موجهًا الشكر إلى وزير النقل كامل الوزير.
وأضاف: «تكلفة المشروع كانت تتراوح بين ٦٠ مليار جنيه و٦٨ مليارًا، وستكون عليها عوائد تدفعها الحكومة، وهذا كان عبئًا على الدولة، لأن التدفق المالى للمشروع ينتهى فى سنة أو سنتين، وبعد ذلك أصبح علينا التزام كدولة أن نقدم أرباح الأموال للمواطنين، ولكننى لم أكن أنظر إلى الالتزامات المالية التى ستترتب، ولكن كان الهدف العائد المعنوى لجموع المصريين الذين أسهموا بأموالهم فى هذا المشروع».
وقال الرئيس: «إن دخل قناة السويس كان نحو ٤.٥ مليار دولار، والمخطط طبقًا للخبراء أن تكون عائدات القناة خلال عامى ٢٠٢٤ و٢٠٢٥ نحو ١٢ مليار دولار»، مشيرًا إلى أن دخل القناة خلال الوقت الحالى عقب الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة، أصبح نحو ١٠ مليارات دولار وبنهاية العام الجارى سيكون العائد نحو ١٠.٥ مليار دولار.
وأكد الرئيس أن الفكرة لم تكن تنفيذ ازدواج لقناة السويس فقط لتحقيق المسار الاقتصادى، ولكن كان جزءًا من هذه الفكرة والهدف منها، إلى جانب الإنجازات الأخرى التى تم الانتهاء منها، هو استعادة الثقة لدى المواطنين التى يحاول البعض حاليًا هزها.
وأعرب الرئيس عن شكره رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى على مجهوداته، مشيرًا إلى أن إنجازات الدولة كانت تنفذ فى الوقت الذى يتعرض فيه أبناؤنا ومنشآتنا للإرهاب، مؤكدًا أن الدولة لن تتخلى أبدًا عن أسر الشهداء، وأيضًا ستحافظ على ما ضحى فى سبيله أبناؤها من الشهداء.
ووجه الرئيس السيسى بتنظيم زيارات لجميع الحضور فى المؤتمر إلى مختلف منشآت وزارات الدولة فى العاصمة الإدارية الجديدة، للاطلاع على حجم الإصلاح الإدارى والميكنة الحكومية التى تم تنفيذها، والتى لم يقم الإعلام بتغطيتها بشكل كامل.