ملتقى الطفل: الشريعة الإسلامية جعلت النظام أسلوب حياة
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، الذي يأتي تحت عنوان: "الطفل الخلوق- النظيف- الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الشيخ عبدالستار الوكيل، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، والشيخ على حبيب الله، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.
وقال الشيخ عبد الستار الوكيل، إن النظام عبارة عن عمل برنامج معين في زمن معين، مثل: نظام العمل ونظام ساعات النوم، والشخص المنظم تجده مطمئنًا مرتاح البال، لا يخشي فوات شيء، لأنه عرف أن الحياة مراحل ينتقل فيها من مرحلةٍ إلى أُخرى، طفلًا ثم غلامًا ثم شابًّا، ثم شيخًا كبيرًا.
أسلوب حياة
وبيَّن أن الشريعة الإسلامية جعلت النظام أسلوب حياة، فصنع الله فى كونه واضح وجلىّ. وهذا الكون يسير فى نظام متقن. قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾.
وتابع: وهذا النظام معين بقدرة الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾.
ونبه الوكيل، إلى أن هناك بعض الأنظمة التي يجب على الطفل المسلم اتباعها؛ مثل تنظيم الوقت: فمعظم الناس لا يستغل أوقات فراغه بما يعود عليه بالنفع، تجده يقطع الوقت في أي شىء، ومنها أيضا تنظيم ساعات النوم: فكان رسول الله ﷺ يكره النوم قبل العِشاء، والحديث بعدها، وقد فشا بين المسلمين داءٌ عضال، ألا وهو السهر الذي سيطر على كثيرٍ من الناس، ومن مضارِّه: زيادة دقات القلب، التكاسل عن قيام صلاة الفجر أو النوم عنها، احمرار العينين، التضجر والقلق الملازم لمن يعتاد السهر.
وتابع: إن من بين الأنظمة التي ينبغي على المسلم اتباعها، تنظيم وجبات الطعام: قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾، فجسم الإنسان بحاجة إلى تنظيم في تناول الوجبات، مثال ذلك: "كان النبي ﷺ يفطر على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من الماء. قال ﷺ ﴿ما ملأ ابنُ آدمَ وعاءً شرًّا من بطنِه حسْبُ ابنِ آدمَ أُكلاتٌ يُقمْنَ صلبَه فإن كان لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِه وثلثٌ لشرابِه وثلثٌ لنفسِه﴾.
وأوصى الشيخ عبدالستار الوكيل، الحضور أنه ينبغى على المسلم أن ينظم وقته فى كل شىء فى عبادته، طعامه، شرابه، عمله، دراسته وفى معاملاته لأنه أغلى ما يملكه، وذلك حتى لا يضيع هباءً منثورًا ويندم على إضاعته وقت لا ينفع الندم.
من جانبه، قام الشيخ على حبيب الله، بتعريف الفاعل بأنه اسم مرفوع يأتي بعد الفعل ليدل على فعل الفعل، ومثل ذلك قولنا:
قام الولد- يزرع الفلاح - اشترت البنت، كما بيَّن حالات إعراب الفاعل.
وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعًا لهم على المشاركة.
يذكر أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.