"حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز" يوثق تحديات وصعوبات ونجاحات الدولة بعد 2014
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التحديات التي شهدناها كانت كفيلة بهدم الدولة مثل الدول الأخرى، التي حتى الآن لم تستطع أن تقوم مرة أخرى.
وافتح الرئيس السيسي، اليوم السبت، مؤتمر "حكاية وطن- بين الرؤية والإنجاز".
وحصلت “الدستور” على نسخة من كتاب “حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز”، والذى تضمن عدة محاور اقتصادية واجتماعية جاء على رأسها بنــاء الإنســان؛ بهــدف التغييــر فــي أوضــاع المعيشــة والحيــاة، لتعزيــز دوره كمواطــن قويــم يقــوم بواجباتــه السياســية والاجتماعيــة والاقتصاديــة، وذلــك فـي ظـل التطلـع للتغييـر فـي الأفـكار والسـلوكيات ونظـم الإدارة وسـبل الحيـاة.
بـوادر هـذا النهـج تبلـورت عـام 2019 علـى خلفيـة إطـلاق مبـادرة تهـدف إلـى توفيـرســبل الحيــاة الكريمــة للفئــات الأكثــر احتياجــا فــي القــرى والمراكــز الفقيــرة فــي الريـف، وكـذا سـبقها المناطـق العشـوائية فـي المـدن مـن خـلال توفيـر السـكن الكريــم، والارتقــاء بمســتوى كافــة المرافــق والخدمــات المقدمــة للمواطنيــن،وتوفيــر الدعــم المالــي للأســر الفقيــرة الأكثــر احتياجــا، وتوفيــر فــرص عمــل فــي المشــروعات الصغيــرة والمتوســطة، بجانــب تقديــم الرعايــة الصحيــة والعمليــات الجراحيــة العاجلــة.
تحديات وصعوبات
وكشف كتاب “حكاية وطن” أن الفتــرة الســابقة لعــام 2014 كانــت مليئــة بالتحديــات التــي أنهكــت مؤسســات الدولـة وتسـببت فـي الشـلل التـام للاقتصـاد المصـري فـي جميع المجـالات، تلـك التحديــات كانــت ســببا لبدايــة نهــج جديــد مــن عــودة بنــاء مؤسســات الدولــة مــع بدايـة حكـم الرئيـس السيسـي وإيجـاد حلـول حقيقيـة لمعانـاة الاقتصـاد المصـري المتراكمــة لعقــود.
ذلــك الأمــر كان دافعــا لتبنــي رؤيــة لتغييــر مصــر بشــكل جــذري قدمــت للمصرييــن فــي شــكل رؤيــة مصــر 2030 والتــي شــملت إعــادة هيكلــة جميــع مفاصــل الدولــة المصريــة بمــا فيهــا الاقتصــاد، وتقديــم حلــول لعــدد مــن التحديــات الجذريــة التــي تواجــه الاقتصــاد المصــري لإكســابه المرونــة للعبــور مــن أزمــة الماضــي والتعاطــي مــع أيــة تحديــات طارئــة أو مســتقبلية.
أبرز التحديات
وكان أبرز تلك التحديات يتمثل في:
ارتفــاع فاتــورة دعــم الطاقــة، وأزمــة شــح العمــلات الأجنبيــة والتــي تســببت فــي هــروب اســتثمارات كبيــرة مــن مصــر.
تراكــم مديونيــات شــركات الطاقــة العاملــة بمصــر، وتأجيــل التوســع فــي المشـاريع الاستكشـافية للتنقيـب عـن النفـط والغـاز الطبيعـي لحيـن تسـويه المديونيــات الســابقة. وارتفاع نسب العجز بالموازنة العامة للدولة. وتدنــي مســاهمة القطــاع الخــاص فــي الاقتصــاد، وعــدم تعديــل قانــون الاســتثمار لســنوات بالشــكل الــذي يتناســب مــع المتغيــرات العالميــة وتهالك البنية التحتية بمصر بشكل كامل بسبب إهمال تنميتها لسنوات. وموجـة الإرهـاب التـي تعرضـت لهـا مصـر والتـي كان لهـا تأثيـرات سـلبية كبيـرة علـى إيـرادات قطـاع السـياحة.
وكانـت تلـك التحديـات سـببا رئيسـا لإجـراء برنامـج إصـلاح اقتصـادي شـامل وتطويـر لكافـة القطاعـات الرئيسـة فـي الًاقتصـاد وتعزيـز القطـاع الخـاص واسـتهدف البرنامـج أعمـدة الاقتصـاد المصـري الرئيسـة والتـي تتمثـل فـي الجـزء النقـدي، والمالـي، والإصـلاح الهيكلـي والـذي يتمثـل فـي وضـع البيئـة القانونيـة والتشــريعية للاقتصــاد المصــري
برنامج الاصلاح النقدى
في برنامج الاصلاح النقدي اتخـذ البنـك المركـزي المصـري قـرارا ببدايـة الإصـلاح الاقتصـادي بتحرير سـعر الصرف فـي مطلـع نوفمبر 2016 ليتم تسـعيره وفقا لقوى العرض والطلب.
واسـتهدف البنك المركـزي من تلك السياسـات إصلاح التشـوه السـعري بسـوق الصـرف والقضاء على السـوق الموازيـة، وتمكيـن الدولـة مـن توفيـر العمـلات الأجنبيـة اللازمـة لاسـتيراد السـلع الأساسـية والوفاء بالتزاماتها نحو الشـركات الأجنبية العاملة بالسوق المصرية
وبنـاء الاحتياطـي الأجنبـي لمسـتويات مـا قبـل أحـداث يناير ليغطـي الـواردات لمدة 6 أشـهر علـى الأقـل، وجذب الاسـتثمارات الأجنبية، والسـيطرة على الموجـة التضخمية الناتجـة عـن تحرير سـعر الصرف، وتحقيق مسـتهدفات السياسـة النقدية في اسـتقرار الأسـعار علـى الأجـل المتوسـط.
وفـي سـبيل تحقيـق تلـك الأهـداف السـابقة اتخـذ البنـك المركـزي مجموعـه من القـرارات التـي تتمثل فـي التالي:
تخفيـف القيـود الرقابيـة التـي سـبق فرضهـا علـى عمليـات النقـد الأجنبي ومن أهمهـا حـدود السـحب والإيـداع، والتـي أسـهمت فـي القضـاء علـى السـوق الموازيـة للنقـد الأجنبـية وتوفيـر العمـلات الأجنبيـة اللازمـة لاسـتيراد السـلع الأساسـية وكذلـك سـداد مسـتحقات الشـركات الأجنبيـة العاملـة بالسـوق المصريـة وبنـاء الاحتياطيـات الأجنبيـة والتـي وصلـت لمسـتويات تاريخيـة بالرغـم المخاطـر التـي تعرضـت لهـا الأسـواق الناشـئة فـي منتصـف عـام 2018 واتبـاع سياسـة نقديـة تقييديـة مـن أجل السـيطرة على معـدلات التضخـم، والتي وتضمنـت اسـتخدام مزيـج مـن أدوات السياسـة النقدية منها سـعر الفائدة، نسـبة الاقتصاد المصري الاحتياطـي الإلزامـي، وعمليـات السـوق المفتـوح للسـيطرة علـى مسـتويات السـيولة بالسـوق المصرفيـة. وإعـلان مسـتهدفات التضخـم فـي البيانـات الصحفيـة للجنـة السياسـة النقديـة ولأول مـرة فـي تاريـخ البنـك المركـزي مما يزيـد من مسـتويات ثقة المسـتثمرين والمسـتهلكين فـي الاقتصـاد المصـري وقـدرة المركـزي علـى الإبقـاء علـى معـدلات التضخـم ضمـن مسـتوياتها المسـتهدفة.