“بالشيكولاتة والمناديل”.. سيدة تضع مولودها داخل قطار أسيوط
دقائق صعبة عاشها ركاب قطار 76 عقب سماعهم صرخات سيدة حامل في منتصف شهرها التاسع معلنة عن ميعاد ولادتها وسط خوف وقلق من جميع الركاب بسبب مغادرة القطار محطة المنيا ولن يتوقف إلا في محطة أسيوط.
وعلى الفور ووسط استغاثات الركاب هرع الطبيب عصام نان النجار، استشاري القلب والأوعية الدموية بمستشفى أسيوط العام، والطبيب إسلام أبو شامة أخصائي النساء والتوليد وزوجته طبيبة الأطفال، وأيمن من مرفق الإسعاف، وبتوقيع الكشف الطبي على المريضة تفاجأوا بأنها حالة ولادة مفاجئة، لتمر عليهم لحظات قليلة حتى يحسموا أمرهم.
وكشف الدكتور عصام نان النجار استشاري القلب والأوعية الدموية بمستشفى أسيوط العام، تفاصيل الواقعة قائلا: كنت عائدًا من القاهرة بقطار رقم 76 والمتحرك من القاهرة الساعة 8 مساءً والمتوقع وصوله إلى محطة قطار أسيوط الساعة 2 صباحًا فوجئنا ونحن في مركز ملوي بصرخات إحدى السيدات طالبة العون وتوجهت إليها مسرعًا وبرفقتي الدكتور إسلام أبو شامة أخصائي النساء والتوليد وزوجته وتعمل طبيبة أطفال وبتوقيع الكشف الطبي عليها تبين أنها فتاة عشرينية وحامل في منتصف شهرها التاسع وأن هذه الحالة هي ولادة طارئة.
وأوضح: على الفور تم إخطار قائد القطار بضرورة التوقف في أقرب محطة لإجراء الإسعافات اللازمة ونقل المريضة إلى أقرب مستشفى حرصًا على حياتها، وبالفعل استجاب قائد القطار وتوقف بمحطة قطار ديروط على الرغم من أنه قطار محافظات فقط لا يقف في المراكز، ولكن كان الوضع قد أصبح معقدًا وهناك خطورة محتملة على الأم في حال نقلها إلى المستشفى لذا قرر الطبيب إسلام الاستمرار في إجراء عملية الولادة بالرغم من عدم وجود أدوات طبية بالإضافة إلى أنه المولود الأول للسيدة وتحتاج لشق جدار المهبل.
وأضاف: طالبنا الدعم والمساندة من ركاب القطار الذين قدموا يد العون بكل ما يملكون، بالإضافة إلى دعواتهم التي كانت السبب الأول في نجاح الولادة حيث طالبنا من الركاب الجالسين بالكرسي الأمامية المغادرة وتم تمهيد الكراسي بشكل يشبه قليلًا سرير العمليات، وبدأنا تجميع الأدوات التي سنستخدمها في العملية من ركاب القطار، حيث تم الاستعانة بالشيكولاتة بديلًا للمحاليل واستخدمنا مقص أحد الركاب وزجاجة كحول للتطهير من راكبة أخرى ومناديل حمام بديلًا عن القطن الطبي.
وتابع: في مركز منفلوط خرجت صرخات الطفلة "شمس" لترسم الفرحة والسعادة على وجوه كل ركاب القطار لنسمع صيحات التهاني والدعوات لتملأ الأجواء وسط فرحة بهذا النجاح العظيم في إنقاذ الأم والجنين.
واختتم الدكتور عصام حديثه بأن الزوجين قاما بمخاطرة كبيرة عند قيامهم بالسفر كل هذه المسافة في منتصف الشهر التاسع من الحمل ولكن تدابير الله كبيرة أن يقوما بالسفر في نفس القطار والعربية التي يسافر فيها طبيب نساء وتوليد وطبيبة أطفال وطبيب قلب وأحد رجال مرفق الإسعاف.