"جلسنا فى بيت الزمالك".. محمد جبريل يكشف ليال الأنس مع حسين بيكار
كشف الكاتب محمد جبريل عن الكثير من حياة الفنانين التشكليين والروائيين والكتاب، في كتاب "ناس من مصر" ومن بين هؤلاء المبدعين الفنان التشكيلي الراحل حسين بيكار فنان الريشة والقلم، فقال:"صحبت الفنان التشكيلي حسين بيكار للمرة الأولى في زيارة إلى قصر محمود سعيد برمل الإسكندرية، وكانت الزيارة لتفقد القصر ربما هو فيلا، ودراسة إمكانيات تحويله إلى متحف".
تفقد متحف محمود سعيد بالإسكندرية
وأضاف جبريل، شغلتنا أول دخولنا للمتحف محاولة إبعاد كلب هائل الحجم عرفنا أن الفنان الراحل كان يرعاه عن حجرة في الطابق الثاني أعاد الكلب ما روته حكايات كثيرة عن الوفاء الذي دفع كلابا للعزوف عن كل شيء عقب وفاة أصحابها، رفض الكلب محاولات إبعاده عن الحجرة لعلها كانت الحجرة الشخصية لمحمود سعيد، اكتفينا بالفرجة والتألم للعلاقة الرائعة التي أملت على الكلب تصرفه، طالت الوقفة المتفرجة حتى ألقى أحد الخدم كمامة وحزامًا جلديا على الكلب، وهبط به مقيدًا درجات السلم ومشاعرنا تفيض بالإشفاق والألم لكن هتاف بيكار الغاضب أعادنا إلى قسوة اللحظة، جئنا لمتحف محمود سعيد وليس لاعتقال كلبه الوفي.
واستكمل:" انتهى الموقف المأساوي فيما أذكر بتدخل أفراد من أسرة الفنان صاحبة الكلب، الألفة والطمأنينة خارج المكان ظني أني اقتربت في ذلك اليوم من شخصية حسين بيكار الإنسانية وتعرفت من خلال حواراتنا إلى آرائه في قضايا الفن والثقافة، وحتى الآن فإني استعيد الكثير مما أعرفه عن بيكار، ما يكاد يمثل العلاقة من طرف واحد بين فنان كبير ومحب لفنه.
وقال جبريل:" أول ما أذكره عن حسين بيكار حين نشرت الصحف عن صدور مجلة الأطفال سندباد في اليوم التالي يرأس تحريرها محمد سعيد العريان ويرسم لوحاتها القصصية الفنان بيكار، قلت لجدتي بكره عايز قرشين هشتري سندباد، قالت جدتي بلهجة مستنكرة، مين هو سندباد؟، وشاحت بيدها، معيش فلوس، قلت مغضبًا، أبيعك".
قصص العريان ولوحات بكار
وأوضح أنني عشت أشهرًا مع قصص العريان ولوحات بكار على الغلاف وفي اللوحات الداخلية أهمها شخصية سندباد بالزي العربي الفضفاض والعمامة المقلوظة والمخلاة والنظارة المعظمة والعصا وملامح الطفولة في وجهه، بالإضافة إلى كلبه الصغير الذي يرافقه في الكثير من رحلاته، وتمنيت أن تتاح لي الفرصة التي حصل عليها صديقي فتحي الإبياري عندما نشرت له المجلة قصة من تأليفه.
ليال الأنس في الزمالك
وأشار إلى أنني زادت متابعتي بالضرورة لإسهامات بكار في حياتنا الفنية والصحفية أقرأ مقالاته كل يوم جمعة في الأخبار وحواراته في الدوريات الثقافية، وأتردد على المعارض التي يشارك فيها بلوحاته أو بمجرد الحضور الشخصي، دعاني بكار إلى زيارة بيته في الزمالك، القاعة الواسعة تعزلها طرقة جانبية عن بقية البيت تغطي أرضيتها سجادة جميلة التكوينات، الإضاءة خافتة والبيانو جزء من الأثاث، وعلى الجدران لوحات بريشة الفنان وهو يومئ إلى آله المندولين المعلقة على الحائط، أدين لشقيقتى بفضل تعلمها، تعدد زياراتي إلى البيت، المساء عالم الفنان الخاص، وهو يفضل لقاءات النهار، ويرفض الأسئلة المعدة، ويرحب بالحوارات عفو الخاطر.
طفولة الفنان حسين بيكار
وحدثني عن طفولته في البيت المقابل لمسجد سيدي علي تمراز، هو البيت المقابل لبيتنا في بحري يحيط المسجد والبنايتان بميدان الخمس فوانيس، سبب التسمية هي الدائرة الحجرية في قلب الميدان، تتوسطها خمس فوانيس بالمصباح الغازي.
اقرأ ايضًا: