أسبوع الأحداث المهمة والذكرى الطيبة!
وصلنا أخيًرا للأسبوع الأخير من شهر سبتمبر المليء دائماً بالأحداث عبر التاريخ، فهو أسبوع رحيل عظيم من عظماء مصر الزعيم جمال عبدالناصر في يوم 28 سبتمبر من عام 1970 والذي شهد بعد ذلك بيومين أكبر جنازة عرفها تاريخ البشرية في وداع ناصر العرب والعروبة، رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر.
وهذا الأسبوع شهد الحدث الأهم في تاريخ علم المصريات بنجاح العالم الفرنسي شامبليون في فك رموز حجر رشيد يوم 27 سبتمبر من عام 1822، ليتأسس بعدها علم المصريات ونكتشف كنوز ومعجزات عصر أجدادنا من المصريين القدماء.
وتصادف أيضاً هذا الأسبوع الذكرى الـ34 لافتتاح الخط الأول لمترو الأنفاق يوم 27 سبتمبر عام 1987، والذي ربط بين خطي حلوان والمرج بحضور الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي فرنسواه ميتيران، لتتغير طريقة وأسلوب المواصلات في القاهرة وتختفي بعدها خطوط الترام التي تسير فوق الأرض تدريجياً، ويتحول مترو أنفاق القاهرة إلى معلم يقصده السياح العرب والزائرون للعاصمة.
لكن أسبوعنا المعاصر له مذاق خاص ومختلف ومثير في الوقت ذاته، فهو من وجهة نظري أسبوع الفتن التي أصابت المجتمع من أحداثه المثيرة والمهمة التي نعيشها هذه الأيام.
فالحدث الأبرز والأهم هو فتح باب الترشح وجمع التوكيلات للانتخابات الرئاسية لدورة (2024 – 2030)، وما صاحبها من أحداث بعضها طبيعي ونتوقعه والآخر نتوقعه ولكنه مفتعل.
فقد صاحب فتح باب الترشيح وجمع التوكيلات توافد أعداد كبيرة من المواطنين لمكاتب الشهر العقاري لعمل توكيلات لإعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغم أن الرئيس لا يحتاج للتوكيلات ويكفيه موافقة البرلمان، الذي يشترط الدستور حصول المرشح لمنصب الرئيس على تأييد 30 عضواً فقط .
وهذا الموقف من جموع الشعب المصري ليس غريبا ولا مستغرباً، بل إنه كان متوقعاً، خاصة مع تلك العلاقة التي تربط الرئيس بالشعب والتي تتميز بالحب وبالثقة المتراكمة لـ10 سنوات منذ أن شعر الشعب المصري بالأمان لأول مرة تحت حكم الإخوان بوجود الفريق عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع وإعلانه الصريح بانحيازه للشعب المصري، ورفضه أي تهديد قد يوجه لهم، وما تلى ذلك من سنوات حكم الرئيس، دخلنا خلالها عدة معارك مع الإرهاب ومع المرض والبطاله وإعادة العلاقات الدولية واكتساب مصر لمكانتها الطبيعية، شهدت بناء وتحديث وتجديد لكل شبر على أرض مصر، ومعها تم بناء جسور الحب والثقة بين الرئيس والشعب.
وكالعادة تصاحب الأجواء الإنتخابية أجواء من محاولات الفتن و إدعاءات المظلومية التي إعتاد عليها المتربصين ، وبعض الطامحين للترشح للإنتخابات الرئاسية والتي بدأت بالفعل مع اليوم الأول لجمع التوكيلات ، وهي مواقف متوقعة ومتكررة ، وكنا ننتظرها كمادة سخية يعمل عليها أعداء مصر في الخارج والداخل .
ونعيش أيضا هذه الأيام إلى جانب أجواء الانتخابات الرئاسية أجواء انتخابية وتنافسية أخرى، في نادي الزمالك للألعاب الرياضية، الذي يشهد أول انتخابات يتم إجراؤها في أجواء تنافسية طبيعية بين عدد من المرشحين، يبرز منهم مرشحو قائمة موحدة تحاول الفوز بمقاعد المجلس كاملاً ، بينما ينافسهم رموز وقامات زملكاوية ورياضية كبيرة، في وقت يحتاج فيه نادي الزمالك لكل طاقة وكل جهد من أبنائه، ليعيد له بريقه ومكانته الرياضية والاجتماعية التي يستحقها وقد غابت عنه لسنوات.
والحدث الأبرز في الوسط الإعلامي هذا الأسبوع، فكان بعودة الإعلامي الكبير أسامة كمال لشاشة قناة "دي إم سي" ليقدم برنامج التوك شو الرئيسي على شاشتها بعد فترة غياب طالت لأربع سنوات، وشهدت الحلقات الأولى من برنامجه متابعة واهتمام بالغين من الجمهور المصري والعربي.
وكل تلك الأحداث دارت في ظل احتفالنا بذكرى ميلاد أشرف الخلق وأكرمهم، نبي الرحمة، خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلام والسلام.. وكل عام وحضراتكم بخير.