من فيرمير إلى إدجار ديجا.. أسرار أشهر اللوحات عن الموسيقى عبر التاريخ
يتمتع الموسيقى والفن بتاريخ مشترك طويل، حيث يعتبر كلاهما مصدرًا إبداعيًا لكثير من الفنانين في جميع مناحي الحياة بغض النظر عن خلفيتهم.
وانسجم العديد من الفنانين مع الموسيقى كمصدر إلهام لعملهم، ولهذا نستعرض في السطور التالية، وفقًا للموقع الفني “artst” مجموعة من اللوحات الموسيقية الأكثر شهرة، عبر التاريخ مع إلقاء نظرة أيضًا على الفنان الذي يقف وراء كل عمل وما الذي دفعه إلى إنتاج هذه اللوحات؟
درس الموسيقى لـ يوهانس فيرمير
يصور الفنان فيرمير، امرأة تجلس تعزف، مع رجل نبيل، وتتلقى الفتاة درسًا في الموسيقى، كما يبدو في اللوحة فم الرجل مفتوح قليلاً، وكأنه يغني مع الأغنية التي تعزفها الفتاة الصغيرة.
وهذا يعني وجود ارتباط بين الشخصيتين، فضلاً عن ارتباط مفهوم الحب والموسيقى، فكان هذا الفكر شائعًا في الرسم الهولندي في ذلك الوقت.
وغالبًا ما تتضمن لوحات فيرمير نفس الأشياء، مثل سجادة ملفوفة، وإبريق ماء أبيض، والعديد من الأدوات التي تعبر عن المشهد، وأرضية مبلطة، ونوافذ تعبر عن الضوء والظل.
وتعد هذه إحدى لوحات فيرمير القليلة التي ظلت في منزله حتى وفاته عام 1675، عندما اضطرت عائلته لبيعها، ويتم عرض اللوحة حاليًا في معرض الملكة في قصر باكنجهام في لندن.
لوحة الموسيقيين لـ كارافاجيو
الموسيقيون أو حفلة الشباب (عام 1595) هي لوحة رسمها الفنان مايكل أنجلو ميريسي دا كارافاجيو (1571–1610)، وهو رسام إيطالي.
وقد تم عرض اللوحة في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك منذ عام 1952.
لفت فن كارافاجيو، أسرة الكاردينال فرانشيسكو ماريا ديل مونتي في عام 1595، وتعتبر لوحة الموسيقيون هي أول صورة له تم رسمها خصيصًا للكاردينال.
تصور اللوحة أربعة فتيان يرتدون ملابس شبه كلاسيكية، ثلاثة منهم يعزفون على آلات موسيقية مختلفة أو يغنون، والرابع يرتدي زي "كيوبيد" وهو إله الحب والجمال قديمًا، وبيده عنقود عنب.
الصورة تعبر عن تشبيه الموسيقى بأنها غذاء الحب، كما أن الطعام هو غذاء الحياة.
عازف التشيلو لـ أميديو موديلياني
يعد الفنان أميديو كليمنتي موديلياني (1884 - 1920) رسامًا ونحاتًا إيطاليًا عمل معظم لوحاته في فرنسا.
اشتهر بصوره الشخصية ورسمه للعراة بأسلوب معاصر يميل إلى السريالية في الملامح والأعناق والأجساد، كما في لوحته هذه "عازف التشيلو".
ولم تكن هذه اللوحات والأسلوب الذي تم رسم اللوحة به موضع تقدير جيد خلال حياته ولكنها أصبحت فيما بعد من اللوحات المطلوبة للغاية.
قضى موديلياني طفولته في إيطاليا، حيث درس الفن وعصر النهضة، وذهب إلى باريس عام 1906، حيث التقى بالكثير من الفنانين مثل بابلو بيكاسو وقسطنطين برانكوي.
وكان الفنان هنري دي تولوز لوتريك مصدر إلهامه الأول، ولكن حوالي عام 1907 أصبح مهووسًا بفن بول سيزان.
ولكنه ابتكر في النهاية أسلوبه المميز، والذي لا يمكن تصنيفه بأى شكل مع أسلوب الرسامين الآخرين.
موسيقيو الأوركسترا- إدجار ديجا
موسيقيو الأوركسترا هو عمل فني رٌسم عام 1872 للفنان إدجار ديجا وتم تعديله في عام 1874، كانت هذه في البداية لوحة ذات تنسيق مختلف، فكان موسيقي الأوركسترا في المنتصف وراقصي الباليه على المسرح في الخلفية، مع النصف السفلي فقط من أجسادهم مرئية.
فقام ديجا بعد ذلك بتقصير حافتي قماش اللوحة وتوسيعها في الأعل، والتركيز على الموسيقيين في النسخة الجديدة للوحة ليشمل المسرح وراقصيه.
العُرس في قانا لـ باولو فيرونيزي
حفل العُرس في قانا Nozze di Cana، وهي لوحة تصويرية مستوحاة من قصة في الكتاب المقدس عن "عرس قانا الجليل"، وموجودة في إنجيل (يوحنا 2: 1-11)
وتجسد اللوحة الزيتية كبيرة الحجم (6.77 م 9.94 م)، المنفذة بأسلوب عصر النهضة المتأخر، الهدف الفني المتمثل في التناغم التركيبي في اللوحة، وهو الأسلوب الذي سعى إليه الرسامون ليوناردو ورافائيل ومايكل أنجلو.
ويصور الرسام باولو فيرونيزي معجزة تحويل الماء إلى نبيذ ليسوع في "حفل زفاف في قانا"، كما تعبر اللوحة عن ولائم الطعام في الأفراح قديمًا، مع وجود الموسيقى الفخمة التي تملئ المكان، وهي لوحة نموذجية في التعبير عن الثقافة البندقية في القرن السادس عشر.