مخاوف من تأثيرات كارثية للعاصفة دانيال على آثار ليبيا
سلّط أثريون ليبيون الضوء على المناطق الأثرية التي تضررت في المنطقة الشرقية جراء العاصفة دانيال التي ضربت ليبيا الشهر الجاري، خاصة أن المياه جرفت مدنًا وقرى بسكانها ومبانيها وبنيتها التحتية، ووصلت آثار التدمير إلى الجانب الأثري.
وقال أستاذ الآثار بجامعة بنغازي الدكتور خالد الهدار، إن ما فاقم الكارثة أن درنة لم تكن مستعدة لها، ولذلك المناطق الأثرية تأثرت تأثيرًا كبيرًا، وقد يكون هذا التأثير غير واضح حاليًا، لكنه سيتضح مع الوقت.
وأضاف الهدار في تصريحات تليفزيونية أن "شحات" من مدن التراث العالمي "يونسكو"، تحتاج إلى ترميم، إضافة إلى أنها تُعاني من انجراف التربة ويجب تقييم الوضع هناك بشكل سريع بالتعاون بين مصلحة الآثار الليبية وعلماء الآثار في الجامعات الليبية المختلفة والمجتمع المدني.
حجم الضرر
وتابع بقوله: حتى الآن لم نقدر حجم الضرر على أرض الواقع بشكل علمي وفعلي، ورغم وصول وفد من طرابلس للمعاينة، فإننا في حاجة إلى مجموعة كبيرة من المتخصصين، على أن توضع خطط للحماية بشكل عاجل، فنحن لا نستطيع التعامل مع المواقع بشكلها الحالي في ظل وجود مياه الصرف الصحي، ويجب التحكم في حركة المياه داخل المواقع الأثرية بشكل علمي لتفادي أضرارها.
أوضح أن هناك عدة محاولات للإنقاذ قامت بها بعثات إيطالية، لكن نحتاج إلى بعثات وفرق أجنبية أخرى، ومصلحة الآثار ستكون لجنة من 50 شخصًا لإجراء مسح شامل للمواقع ومعرفة مدى الأضرار التي لحقت بها.
وأوضح أن هناك أضرارًا كثيرة على التراث الإسلامي في درنة، خصوصًا المسجد العتيق الذي يرجع بناؤه إلى أكثر من 300 عام والذي جرف بالكامل، وكذلك بيت درنة الثقافي الذي كان الكنيسة الكاثوليكية من قبل، وسوق الظلام، والبياصة الحمراء، وكلها معالم تاريخية جرفت بالكامل.
أكد ضرورة توفير عنصر الأمان في الأماكن الأثرية حتى لا تتعرض للنهب، وعلى كل الجهات في الدولة التعاون مع مصلحة الآثار باعتبارها المسئولة عن المواقع.