بطل أكتوبر اللواء محمد زكى الألفى: خسائر العدو فى الدفرسوار يصعب حصرها والإسرائيليون أزالوها حتى لا يتم توثيقها
- قال إن فرقة «المشير طنطاوى» أكثر من قاتل فى الحرب.. و«المزرعة الصينية» استمرت 72 ساعة كاملة
- قائد الفرقة 18 حوّل ترعة جافة لخندق مضاد للدبابات وجنوده تحولوا لـ«رامبو» وقاتلوا حتى الشهادة
- الخطة «شامل» كانت ستقضى على العدو بالكامل فى الثغرة لولا وصول «كيسنجر» ووقف إطلاق النار
- «أبوغزالة» كان يوزع مكافآت مالية على رماة المدفعية المتميزين قبل الحرب بأيام
واصل اللواء محمد زكى الألفى، أحد أبطال حرب أكتوبر، سرد ذكرياته مع أيام النصر، مؤكدًا أن خسائر العدو الإسرائيلى فى ثغرة الدفرسوار كانت أكبر من أى تصور، حتى إنه أخفاها حتى لا يتم توثيقها، موضحًا أن القوات المسلحة المصرية كانت مستعدة لتصفية الثغرة تمامًا والقضاء على قوات العدو بالكامل، لولا وصول وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر ووساطته للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح اللواء الألفى، خلال حديثه لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على فضائية «إكسترا نيوز»، والذى تنشر «الدستور» الجزء الثانى منه، أن كل ما يثار حول أن معركة الثغرة أنهت الانتصار المصرى غير صحيح، لأن القوات المصرية استطاعت مواجهة العدو لـ٣ أيام كاملة رغم ما تلقاه من دعم هائل فى السلاح والمعدات عبر الجسر الجوى الأمريكى، مشيرًا إلى أن الفرقة ١٦، التى كان المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع فيما بعد، أحد قادتها برتبة مقدم، كانت أكثر الفرق التى قاتلت خلال حرب أكتوبر المجيدة وتحول رجالها إلى ما يشبه أبطال الأفلام فى تعاملهم مع العدو وإبداعهم فى مواجهته حتى النصر أو الشهادة.
■ كيف ترد على من يقولون إن ثغرة الدفرسوار لم تجعل للانتصار طعمًا.. وما حكاية الثغرة؟
- من يقولون هذا الكلام غير مُحقين تمامًا، لأن الحرب مجموعة من المعارك، كر وفر، ولم يفر المصريون أبدًا، وفى نفس الوقت تعرضنا لهجوم شرس وغير طبيعى من حيث الأعداد والأنواع وإمكانات التسليح، خاصة بعد فتح الجسر الأمريكى للعدو الإسرائيلى، لدعمه.
وفى منطقة الدفرسوار، وقرية الجلاء، المعروفة باسم «المزرعة الصينية»، كانت هذه المنطقة تُستصلح حتى تتم زراعتها، وكانت تحتاج لمواتير رفع المياه من ترعة السويس، وكانت مجهزة من عام ١٩٦٧، وعندما رأى الإسرائيليون هذه المواتير ظنوا أنه مكتوب عليها باللغة الصينية، فأطلق عليها ذلك الاسم.
والقصة أن القائد أحمد إسماعيل، قائد الفرقة ١٨، وعندما تم عمل رأس الكوبرى النهائى، توقف عند مكان محدد حسب الخريطة المرسومة، وكان لا يجب الخروج منه حتى لا تؤثر المدفعية على الجنود، ووجد ترعة فرعية جافة بطول مواجهة الكتيبة، فأمر القوات بأن تستند إلى الجانب الغربى لهذه الترعة، وتكون خندقًا مضادًا للدبابات من العدو الإسرائيلى، وكان لهذا القائد فضل كبير فى الحفاظ على الكتيبة.
وفعلًا بدأ العدو تجميع دبابات كبيرة فى مواجهة هذه المنطقة، وكان يوجد لواء ميكانيكى مصرى فى تلك المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثانى والثالث، ونتيجة لهذا التجمع الكبير من الدبابات تمت مهاجمة الكتيبة من العدو بفرقة شارون، وكانت عبارة عن ٤ ألوية مشاة ومدرعات، لأن العدو كان يريد عمل هجوم مضاد علينا بهذه الفرقة.
وفى آخر نهار يوم ١٥ وليل يوم ١٦ أكتوبر بدأ الهجوم الشامل من كل الاتجاهات والأجناب المتوازية مع البحيرات حول الكتيبة، ولكن حصلت مقاومة شديدة من الكتيبة، لأن عملية الهجوم الشامل للعدو بدأت فى ١٦ أكتوبر ولكننا قاتلنا حتى صباح اليوم التالى.
وأشهر المقاتلين فى هذه المنطقة كان يسمى نوارين الباسل، وكان يشبه شخصية «رامبو» فى الأفلام، وكان قائدًا جسورًا وباسلًا، وإلى جواره محمد الشافعى عطية، وهو من ميت غمر، وكانا مصممين على القتال الشرس حتى الشهادة، وكان يتم التلقيم بصاروخين متتاليين حتى تتم إصابة الهدف.
وبعد توجيه النيران على مركبات العدو من قوات المشاة، كان هناك دخان كثير، ورغم أنه لم تتم إصابة بعض دبابات العدو فإنهم كانوا كلما اقتربوا من الكتيبة تراجعوا مجددًا، ولم يستطيعوا التقدم، كما تم أسر عدد من الدبابات ومدرعات العدو نتيجة لشجاعة المقاتلين المصريين.
وفى ناحية أخرى من الكتيبة، كان العدو يتقدم بدبابات نصف جنزير ألمانية، فتصدى له الرقيب غرباوى، والجندى مرعى من المنيا، ودمرا الدبابة بالمدفع «ب ١١»، وكذلك الرائد أحمد كحيل، قائد السرية الثانية، الذى دمر عربتين ودبابة للعدو بإمكاناتنا المحدودة المقابلة للتسليح العالى للعدو.
وهنا نقول: ليس الرجال بالسلاح ولكن السلاح بالرجال، فالسلاح «ب ١١» يطلق القذيقة ويكشف مكان المقاتل للعدو، ومع ذلك تم أسر ٧ جنود من الإسرائيليين فى هذه المنطقة، والرائد أحمد كحيل، قائد السرية الثانية، أصيب فى أذنه ولم يترك موقعه، ولم يتمكن العدو من دخول موقع الكتيبة قولًا واحدًا، ونفذنا كل هذه التكتيكات لطلبة الكلية الحربية ليتعلموا من التجربة.
■ كم استمرت المواجهة فى الثغرة؟
- المواجهة بين القوات المصرية والإسرائيلية فى ثغرة الدفرسوار استمرت لمدة ٧٢ ساعة كاملة، ثم عاد الجنود لحضن القوات لاستعادة الأوضاع وإغلاق المكان، وقد كنا مرابضين فى الموقع، وثابتين معنويًا، ولم ننسحب دون خطة، وكان التعامل مع الثغرة تعاملًا مثاليًا، وبمنتهى الرجولة والوطنية والانتماء، وكان هناك سائق، اسمه عادل، ظل يخلى المصابين ويمر بالسيارة بين الإسرائيليين بسرعة جنونية ولم يمكنهم إيقافه وسبب لهم جنونًا، حتى إنهم نصبوا له كمينًا بالدبابات واستشهد، فقد ضربوه من أكثر من دبابة لأنه كان يتحرك بسرعة شديدة.
وكذلك كان هناك النقيب أحمد عادل المهدى، من حلوان، وكان قائد سرية الهاون ٨٢، واستفاد من الترعة الجافة ووضع بها سرية الهاون فى الأمام لتعطيه مدى أطول، وكان أقصى مدى له هو ٢.٥ كيلومتر، ومن المفروض أن يبقى خلف المشاة، لكنه خالف التكتيك ليستطيع إصابة العدو لأطول مسافة.
وكذلك، كان هناك سامى الزرقانى، مدفعية، من قليوب، وقد ضرب على العدو حتى انتهت ذخيرته، وعند نفاد الذخيرة فكوا المدافع ودفنوها حتى لا يأخذها العدو، ثم عدنا لأخذها.
وفى كل شىء فى حرب أكتوبر كان هناك إبداع، فقد كان الجنود يخالفون التكتيك للتغلب على المواقف والصعوبات أمامهم، وكانت خبرات القتال الذى يدور يوميًا تنشر على باقى القوات، وتقوم القيادة بتحليلها فى نهاية اليوم، ويومًا بيوم، وتقف على نقاط الضعف ونقاط القوة، وتعمل على تقوية نقاط القوة، وإيجاد حلول لنقاط الضعف.
■ ما الذى حققته فرقة شارون وما الذى خسرته؟
- خسائر الإسرائيليين فى ثغرة الدفرسوار كانت ضخمة جدًا ويصعب وصفها، لكن العدو رفع جميع خسائره من المكان حتى لا يتم تصويرها وتوثيقها، فالعدو لقى خسائر ضخمة جدًا فى المعدات، خاصة فى الأفراد، وأصيب قائدهم آرئيل شارون، لكن العدو كان يسحب خسائره بسرعة، ويصلح ما يمكن إصلاحه حتى لا تسجل فى أرقام الخسائر.
فنحن نعترف بخسائرنا فى الأفراد على عكس إسرائيل، لأن الشهيد المصرى هو فخر لبلده، لكن العدو كان يكذب فى عدد قتلاه.
■ ما دور المشير طنطاوى فى هذه المعركة؟
- الفرقة ١٦ مشاة كانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى، الذى أصبح المشير طنطاوى فيما بعد، والفرقة ١٦ كانت أكثر من قاتل فى حرب أكتوبر، وكانت فى قلب ثغرة الدفرسوار.
وقادة الفرقة كانوا ٤، وهم قائد فرقة، و٣ قادة ألوية، واحد استشهد، واثنان أصيبا، لأن القادة فى حرب أكتوبر كانوا فى مقدمة المعركة، وكان الشعار «تقدم واتبعنى»، أى أن القائد فى المواجهة.
■ ما تجربتك مع المشير أبوغزالة؟
- سيادة المشير أبوغزالة، رحمه الله، كان فى ذلك التوقيت هو العميد محمد عبدالحليم أبوغزالة، قائد مدفعية الجيش الثانى الميدانى، وقد تم اختبار المدافع المضادة للدبابات قبل الحرب بأيام، وكان هناك تخطيط ثم تدريب ثم اختبار للتخطيط من خلال التدريب العملى، ومرحلة الاختبار هذه كانت تعتبر فى غاية الأهمية، حتى يطمئن القائد إلى أن قواته تستطيع التنفيذ.
وقد كنت فى سرية المدافع المضادة للدبابات، وطلبوا منا اختبار المدافع قبل الحرب بأيام بسيطة، لا تتعدى الأربعة أو الخمسة أيام، أى أن جميع المدافع المضادة للدبابات الخاصة باللواء تصطف فى ميدان الرماية، وقد اصطففنا ومعنا ذخائرنا ومدافعنا والأطقم الخاصة بنا كاملة، ونصبنا أشكال الرماية على مسافات مختلفة.
والمشير أبوغزالة حضر بنفسه لاختبارنا فى ميدان الرماية، وقد جلس على كرسى وأمامه طاولة ومعه شخص بحوزته حقيبة، وورقة وقلم، وكان يسمع أمر الرمى ويرى الذخيرة وعندما يصيب الرامى الهدف، يذهب المشير أبوغزالة بنفسه ليسلم على حكمدار الطقم والرامى ويحضنهما، ويصرف مكافأة مالية من الرجل الذى معه الحقيبة، وكانت نيران المدفعية على العدو فى معركة الدفرسوار قوية، وبإرادة من المشير أبوغزالة.
■ ما تفاصيل ما حدث من ١٨ أكتوبر حتى وقف إطلاق النار؟
- الفترة منذ ١٨ أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار حدث فيها تعديل للمواجهات، حيث تمكنا من الحفاظ على الجزء الذى كنا موجودين فيه، وتم عمل خطة تسمى «شامل» و«شامل المعدلة» وكانت ستقضى تمامًا على كل القوات الإسرائيلية الموجودة فى هذا الاتجاه.
ووقتها جاء هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت، وقابل الرئيس أنور السادات فى أسوان، وكانت القوات المصرية جاهزة بكثافة من خلال تلك الخطة.
وجميع المعلومات عن حرب أكتوبر هى حقائق، وأى أحد يقول غير ذلك فإنه يبخس القوات المسلحة وأبناءها حقهم.
■ متى كانت أول مرة عدت فيها من سيناء بعد حرب أكتوبر؟
- أول مرة عدت فيها من سيناء بعد حرب أكتوبر كانت فى شهر يناير، والفترة منذ وقف إطلاق النار وحتى العودة إلى منزلى كانت تشهد تجهيزًا هندسيًا، ورص ألغام، واشتباكًا مع العدو فى حالة أخرج أى معدة لعمل أى تجهيزات هندسية، فلم يكن هناك أى حالة من السكون، بل كان يوجد تدريب على أنواع مختلفة من الذخائر الجديدة.
ومع وقف إطلاق النار، كنا على استعداد للاستئناف فى أى لحظة، لأننا فى حرب، ونحن موجودون فى الميدان، ولم يغادره أحد.
■ ما الفرق بين إجازاتك قبل الحرب وبعدها كما شاهدت فى أول إجازة؟
- قبل الحرب كنا ننزل إجازات صعبة، وكنا نبقى على الجبهة ٢٦ يومًا ثم ننزل إجازة لمدة ٤ أيام، منها يوم السفر ويوم العودة، وكانت الناس قبل الحرب متلهفة لحدوث الحرب حتى تستعيد كرامتها، وكان يوجد إلحاح من الجميع على الحرب واسترداد الكرامة، والشعب المصرى جدد ثقته فى الجيش بسرعة بعد ١٩٦٧، ولم يستغرق وقتًا، لأن القوات المسلحة من الشعب، والدليل هو أن الرئيس جمال عبدالناصر خرج وقال أنا أتنحى وأتحمل المسئولية، لكن الشعب المصرى كله خرج ليصطف خلف الرئيس.
وكانت تأتينا زيارات ميدانية من بعض الجهات، التى تشبه الجمعيات الأهلية، ولم يكن هناك أى مسئول لا يأتى إلينا فى الدفرسوار، بدءًا من الرئيس السادات نفسه، الذى كان يأتينا وهو يرتدى زى الجنود، وكان يتم تجميع الجنود ليقوموا بالترفيه والغناء، وقد كان ذلك بمثابة مشاركة هادفة لرفع الروح المعنوية للمقاتلين.
أما فى أول نزول إجازة بعد حرب أكتوبر فقد كانت عبارة عن دفعة إجازات، وكانت مدة الإجازة ٤٨ ساعة، وكان قد مر عليا عيدان؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، دون أن ننزل إجازة، وكنت كاتب كتابى من سنة ١٩٧٢ ولكن لم أكن قد تزوجت بعد، وذهبت إلى والدتى، لأن والدى كان قد توفى سنة ١٩٧١، والتى كانت دائمًا تبث فى داخلى الروح الوطنية وكان لديها عزة نفس، وتدعو لى دائمًا بهذه الدعوة «روح ربنا ينصرك ويكفيك شر أعاديك ويفتحها فى وشك».
■ ما سر المقاتل المصرى الذى مر بظروف صعبة جدًا أثناء الاستعداد للحرب وفى المعارك؟
- الشعب المصرى كله بداية من ١٩٦٧ تحمل الكثير، فكل شىء كان بالبطاقة، حتى شراء الملابس كان بالبطاقة، وإذا كنت تريد تزويج أختك وأردت شراء القطن فيكون ذلك من خلال البطاقة، وحتى شراء دجاجة كان من خلال البطاقة، وكانت دنيا غير الدنيا، والشعب المصرى عانى كثيرًا، ووقف دون أن يشكو، بل ساند وأيد قيادته فى ذلك الوقت، وأعتقد أنه يفعل ذلك حتى الآن، فما مرت به مصر خلال العشر سنوات الماضية، منذ عام ٢٠١١، كان قاسيًا جدًا، وتبقى القوات المسلحة دائمًا هى العمود الفقرى للبلد والشعب، والقوات المسلحة من الشعب، وأى تدخل خارجى يتم يكون هدفه دائمًا إفساد هذه العلاقة.
■ تظل هناك تركيبة للمقاتل المصرى خاصة أن الكتّاب المعادين فى الخارج يروجون بأن الشعب المصرى بطبيعته غير مقاتل.. فما رأيك؟
- هناك عبارة تقال دائمًا بسبب أن الشعب المصرى يعيش بجوار النيل، ويدّعى البعض أنه من ضمن الصفات السلبية للشعب المصرى حب الاستقرار والميل إلى الراحة والاستكانة، لكن كل هذا الكلام غير حقيقى، فالنيل كله أصالة وتاريخ، وعندما يزرع المصرى الأرض لتصبح مصر أفضل بقعة فى المنطقة كلها ويأتى إليها كل الناس للعيش بها فإن ذلك شىء إيجابى وليس سلبيًا.
وهذا هو قمة الثبات والتواضع والتحمل والصمود، فالعسكرى كان ينام على مصطبة من الرمل وعليها بطانية، وكنا نتأكد من أن كل جندى يمتلك ٤ بطانيات، فالجندى فى الشتاء كان يفرش بطانيتين على الرمال ويتغطى ببطانيتين، أو يفرش بطانية ويتغطى بثلاثة لأن الشتاء فى الصحراء غير طبيعى، فمن يفعل ذلك؟!
وقد رأيت المقاتلين الإسرائيليين والشوكولاتة الموجودة فى الثلاجة لديهم، بالإضافة إلى عسل النحل، فلا يوجد من يتحمل ما تحمله المقاتل والإنسان المصرى عندما يمتلك العزيمة والإصرار، ومن يريد أن يكتب عن صفات سلبية لنا فليكتب كما يريد لأن الواقع مختلف تمامًا.
■ ما الرسالة التى توجهها إلى كل رفاقك؟
- أولًا الشهداء نترحم عليهم، وأهاليهم نقدم لهم التحية الواجبة ولا ننساهم، أما عن الرفاق الموجودين فأقول لهم: أنتم أصحاب فضل عظيم علىّ شخصيًا، فرفاقى الأقدم منى هم من علمونى وأعطونى الخبرة، مثل النقيب إبراهيم عبدالله، الذى كان أول قائد سرية لى، وكان من كفرالدوار، وهو على قيد الحياة، وأنا على اتصال به دائمًا، وهناك كثيرون غيره بالتأكيد، وكل هؤلاء الرفاق لهم التحية والتقدير والاحترام، وهم فى منتهى الإخلاص والوطنية.
وأرجو أن يأخذ أبناؤنا من الأجيال الموجودة العبرة والمثل من الآباء والأجداد، ونوصيهم خيرًا بأبنائهم، وأن يزرعوا فيهم حب الولاء والانتماء لهذا الوطن.