صحيفة بريطانية: على أوكرانيا نقل الحرب إلى العمق الروسى
ذكرت صحيفة التلجراف البريطانية أنه على أوكرانيا التي ستستلم بعد عام من المماطلة صواريخ باليستية أمريكية "ATACMS" طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أهداف داخل العمق الروسي، لمسافة تصل إلى 190 ميلًا، أن تنقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية.
وبحسب تقارير من واشنطن، فإن أمريكا ستسلم أوكرانيا أعدادًا قليلة من هذه الصواريخ، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تبدأ عملية التوريد فعليًا، علاوة على أنها ستأتي مع علم أحمر يحظر استخدامها ضد أهداف على الأراضي ذات السيادة الروسية؛ شأنها شأن جميع الأسلحة التي يزودها الغرب.
وبحسب الصحيفة، فإنه في حين تتمتع روسيا بالحرية في ضرب أي هدف يمكنها الوصول إليه في أوكرانيا، فإن يد كييف مقيدة خلف ظهرها، ومن الممكن أن يكون فك هذه اليد عنصرًا محوريًا في هذه الحرب، حيث يُمَكن أوكرانيا من ضرب المقرات العسكرية الروسية، والقواعد الجوية، ومصانع الذخيرة، وخطوط الإمداد.
وأضافت الصحيفة أن الأهم من إيقاع الضرر الذي يمكن أن تلحقه مثل هذه الهجمات بالمجهود الحربي الذي يبذله الكرملين بواسطة هذه الصواريخ؛ فإنه من الممكن أن تساعد في زعزعة استقرار نظام بوتين من خلال جلب خط المواجهة إلى الروس، بما في ذلك النخب، الذين لم يتأثروا بشكل مباشر حتى الآن بأعمال العنف.
وتابعت الصحيفة أن "زيلينسكي" وجنرالاته يدركون جيدًا التأثير الاستراتيجي المحتمل لنقل الحرب إلى روسيا، وعلى الرغم من القتال الشرس في الشرق والجنوب، فقد بذلوا جهدًا كبيرًا في حملة من الطائرات بدون طيار، التي أغلقت مطارات ودمرت بعض الطائرات، والهجمات التخريبية التي أصبحت الآن أحداثًا شبه يومية.
كما أنهم يدركون ما يمكن فعله بأسلحة وعتاد أكثر قوة وفعالية، فكل ما يحتاجونه طائرات بدون طيار قادرة على الوصول إلى مسافات أطول، أو توفير مواد تساعدها على التخفي عن الرادارات وأجهزة التشويش الروسية، بحسب الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وأردفت الصحيفة أنه لا يتم كسب الحروب بالخوف من العدو، بل بالجرأة والمخاطرة، وإذا كان الغرب جادًا في رغبته في أن تكون لأوكرانيا الغلبة في هذا الصراع، فيتعين عليه أن يرسل أسلحة قادرة على اختراق الأراضي الروسية ويطلق يد كييف لاستخدامها.