بودكاست صدى الأبطال| الرقيب ميشيل حنا يحتفظ ببطانية صديقه الشهيد فى الحرب
ذكريات الرقيب المهندس ميشيل بخيت حنا عزب، الذي أصبح حاليًا مهندسًا في الملاحة البحرية، تنبض بالحكايات العسكرية والصداقات المتينة التي تجاوزت الديانات والتحديات، فقد كانت رحلته إلى القوات المسلحة بداية لمسيرة حافلة بالتضحيات والإخلاص، وفي قلب تلك الذكريات، يتراقص رقم عسكري لا يُمحى من ذاكرته، وينبض بأحداث ترويها الأيام العسيرة.
رقم عسكري يحمل الذكريات
كان الرقيب ميشيل بخيت حنا عزب يحمل في ذاكرته رقمًا عسكريًا لا يُنسى، فهو يذكره بتلك البطاطين التي كانت تُوزع عليهم خلال فترة خدمتهم، حيث كانوا ينامون عليها وتُستخدم أخرى كغطاء، وعلى تلك البطاطين، كان يحمل رقمه العسكري، وهو رقم لا يُمحى من ذاكرته، وهو ما تحدث عنه معنا من خلال حلقات "بودكاست الدستور": رجال "أكتوبر" المنسيين.
"رمضان" في ظل الحرب
عاش "بخيت" ورفاقه فترة شهر رمضان الكريم أثناء الحرب، وعلى الرغم من الصعوبات التي كانوا يواجهونها، إلا أنهم استطاعوا أن يجعلوا هذا الشهر المبارك وقتًا للتضامن والإخاء، فلم يكن هناك فرق بين المسلم والمسيحي، فكانوا يفطرون سويًا ويتقاسمون الأوقات القليلة التي يستطيعون فيها الاستجابة لحاجاتهم الأساسية.
فاجعة تحطم الأرواح
وفي أحد الأيام، تحوّلت الروح الرمضانية إلى ألم حاد، كان "بخيت" وزملاؤه يستمتعون بوقت الإفطار، عندما هبت الرياح بطلقات رشاش "جرينوف" بلا رحمة، تاركة ورائها خرابًا ودمارًا، حيث استشهد سبعة من أصل خمسة عشر فردًا، بينهم صديق عزيز على قلب "بخيت"، كانت آخر رغبة لهذا الصديق أن يُسلم جثمانه إلى أهله في الأسكندرية، وهو ما نفذه "بخيت" بكل وفاء، فقد كان من سكان محافظة الأسكندرية، وبالفعل نفّذ وصية صديقه الذي لم يغادر خياله قط، إنما ظل محتفظًا ببطانيته التي حُمل فيها جثمانه بعد استشهاده.
واحتفظ "بخيت" ببطانية صديقه الراحل، رمزًا للصداقة العميقة والذكرى الدائمة لتلك الأيام الصعبة، وكانت البطانية تحمل بصمات الزمن وذكريات الشجاعة والتضحية، واستمر في الاحتفاظ بها حتى خرج من الجيش، وانتهت فترة الخدمة العسكرية لـ "بخيت ورغم ذلك لم يتمكن من نسيان رقمه العسكري وصديقه، الذي حمله على بطاطينه لا يزال حاضرًا في قلبه.