في ذكرى المعمدان.. الكنيسة البيزنطية: له دوراً هاماً في سرّ فداء البشر
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الحبل بالنبي الكريم السابق المجيد يوحنّا المعمدان، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن للمعمدان مركزاً خاصّاً ودوراً هامّاً في سرّ فداء البشر. فهو سابق المخلّص، الآتي بروح ايليّا وقوتّه، ليشير إلى حمل الله الرافع خطيئة العالم، ويعدّ القلوب للنور المتدفق من شمس العدل المسيح الاله، بمعمودية التوبة. فالحبل به، اذن هو فجر الخلاص، الطالع على البشرية الغارقة في ظلمات الخظيئة.
رواية الميلاد الخاص بالمعمدان
قال الملاك لزكريّا: "لا تَخَفْ، يا زَكَرِيَّا، فقدَ سُمِعَ دُعاؤُكَ". إن كان زكريّا يؤمن بأنّ دعاءه قد يُستجاب، فإنّه كان يصلّي جيّدًا؛ وإن كان لا يؤمن، فإنّه كان يصلّي بشكل سيّء. كانت صلاته على وشك أن تُستجاب، ومع ذلك فقد شكّ. فبحقٍّ إذًا قد انتُزِع النّطق منه في الوقت نفسه. في السابق، كان يصلّي لينال ابنًا؛ في اللحظة الّتي استُجيبَت فيها صلاته، تغيّر وقال: "بِمَ أَعرِفُ هذا؟" وبما أنّ فمه شكّك بصلاته، فَقَدَ القدرة على الكلام... فحينما كان زكريّا مؤمنًا، كان يتكلّم؛ وما إن شكّ حتّى صَمَتَ. حين كان مؤمنًا، كان يتكلّم: "آمنتُ ولهذا تكلّمتُ". بما أنّه شكّك بكلمة الملاك، عذّبته هذه الكلمة، لكي يكرّم بصمته الكلمة التي كان قد احتقرها.
كان يجب أن يخرس الفم الّذي كان قد قال: "بِمَ أَعرِفُ هذا؟"، لكي يعلم بإمكانيّة الأعجوبة. رُبط اللسان الّذي كان محلولاً لكي يعلم بأنّ الّذي ربط اللّسان كان قادرًا على أن يحلّ الحشا. وبالتالي، فقد علّمت التجربة مَن لم يَقبل بتعليم الإيمان... وبهذا تعلّم أن مَن أقفل فمًا مفتوحًا هو قادرٌ على فتح رَحِمٍ مقفل.
جدير بالذكر أن القديس يوحنا المعمدان من أشهر قديسي الكنيسة المصرية على الإطلاق.